كيف تحمي طفلك من التنمر الإلكتروني؟.. أصبح استخدام الإنترنت جزءا أساسيا في حياتنا اليومية، حيث تشكل التكنولوجيا الرقمية شكلا جديدا من أشكال الاتصال بين الأشخاص، ويشكل الطفل والمراهقين حوالى ثلث مستخدمي الإنترنت، وتؤكد الأبحاث أن هناك جزءا مخيفا لاستخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت متمثلا في سلوك التنمر.
* ما هو التنمر الإلكتروني؟
التنمر الإلكتروني هو تنمر باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة واستفزاز المستهدفين منه.
أما التنمر الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين فيمكن اعتباره أنه الضرر المتعمد والمتكرر من شخص أو أكثر من خلال الهواتف الذكية، حيث تعتبر ظاهرة التنمر الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين مشكلة خطيرة ترتبط ارتباطا وثيقا بسلوك المراهقين وصحتهم العقلية.
أنواع التنمر الإلكتروني
يتم ممارسة التنمر الإلكتروني بعدة أشكال وأنواع، ولكن أكثر الأنواع انتشارا:
- التحرش: وهو عملية إرسال الرسائل المؤذية والمسيئة للشخص الآخر أو إرسال تعليقات سيئة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الألعاب.
- التشويه: وهي عملية إرسال معلومات ضارة خاطئة ومزيفة عن شخص آخر ونشر شائعات وأكاذيب مع إرسال صور ومقاطع فيديو الهدف منها إحراج وتخويف شخص ما أو السخرية منه.
- المطاردة: المطاردة عبر الإنترنت من خلال إرسال رسائل تتضمن تهديدات ورسائل تخويف أو رسائل عدوانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- انتحال الهوية: وهي عملية اختراق البريد الإلكتروني أو حسابات وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها لإرسال رسائل محرجة للآخرين، بالإضافة إلى إنشاء حسابات وهمية تستخدم للتنمر الإلكتروني.
- الاستبعاد: وهي عملية إبعاد وإقصاء شخص خارج مجموعات التواصل الاجتماعي أو عبر تطبيقات الإنترنت.
أسباب التنمر الإلكتروني
يتساءل الكثير ما هي الدوافع والأسباب التي تدفع بشخص ما إلى انتهاج مثل هذا السلوك، حيث جاءت الدراسات والأبحاث بعدة أسباب قد تدفع بالشخص المعتدي إلى ممارسة سلوك التنمر، ومن هذه الأسباب:
- إثبات الذات: رغبة المتنمر بإثبات الذات أمام الآخرين وجذب الانتباه إليه، ويساعده التنمر الإلكتروني في الوصول إلى هذا الهدف، لأن ما يقوم به الإنترنت يصل للعديد من الأشخاص.
- حب السيطرة والغيرة: تعد الغيرة من نجاحات الغير، أحد أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة، وقد يكون المتنمر يبحث عن الانتقام من المجتمع بسبب تعرض الشخص نفسه للتنمر أو إساءة المعاملة.
- غياب الاهتمام الأسري: قد يختار الأطفال التنمر عبر الإنترنت، لأنهم يفتقرون للاهتمام والإشراف من الوالدين نتيجة لذلك يصبح الإنترنت مصدر الترفيه الوحيد لهم ومنفذا لجذب الانتباه.
- البحث عن الإنتماء: يعمد المتنمرين إلى التنمر كنوع من الاستجابة للضغط الاجتماعي. وتعزيز انتمائهم لمجموعة لأنهم يعتقدون أن الإساءة للأخرين تعزز قيمتهم بين الجماعة التي ينتمون إليها.
سمات التنمر الإلكتروني
للتنمر الإلكتروني سمات معينة ومن هذه السمات.
- الاستمرارية: وسائل التواصل الاجتماعي متوفرة طوال اليوم، لذلك يشكل التنمر الإلكتروني للأطفال مشكلة كبيرة.
- دائم: التنمر موجود أمام الجميع وفي معظم الحالات لا يتم إزالته عن وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسبب إساءة لسمعة الشخص المتنمر عليه.
- غير ملحوظ: من الصعب أن يظهر الطفل لوالديه أنه يتم التنمر عليه.
الآثار الناتجة لتعرض الطفل للتنمر
الآثار الناتجة من التنمر الإلكتروني على الطفل والمراهق تعتبر أسوأ من التنمر التقليدي، ويؤثر على الحياة اليومية للطفل والمراهق ومن هذه الآثار:
- الشعور بالوحدة وقضاء الوقت وحيدا بعيدا عن الأصدقاء.
- الشعور بالإرهاق الشديد والقلق الدائم.
- انعدام الثقة بالآخرين وتدني مستوى احترام الذات عند الضحية.
- الإصابة بالتوتر الناتج عن الخوف المستمر المصاحب لاضطراب المزاج.
- التراجع المفاجئ في المستوى الدراسي.
- ظهور تغير واضح في سلوكياته وعاداته اليومية والشكوى من أمور لم يكن يشكو منها.
- الشعور بالخجل وفي الحالات المتقدمة يؤدي بالشخص إلى الانتحار.
كيف نحمي أطفالنا من التنمر الإلكتروني
- أفضل طريقة للوقاية من التنمر الإلكتروني هي تعلم الطفل وتدريبه للتعامل مع المتنمر وعدم التأثر بأفعاله.
- عدم إظهار الضعف والخوف من المتنمر.
- التعرف على القوانين التي تشتمل على سياسة مواقع التواصل الاجتماعي والحرص على معرفة الطرق التي يستطيع من خلالها مقاضاة المتنمر إلكترونيا.
- نوضح للطفل أن مشاركة الصور عبر الإنترنت وخاصة الصور الشخصية بمجرد الاتصال بالإنترنت يمكن أن نفقد السيطرة على من يراها بسرعة كبيرة، ويؤدي ذلك للاستغلال.
- على الطفل والمراهق تجاهل الرسائل الواردة من أشخاص لا يعرفهم فقد يكون الإنترنت مكانا لتكوين صداقات جيدة، ولكن من المهم توخي الحذر.
- تشجيع الطفل على عدم كتم مشاعره مع مساعدته على التحدث، والتأكيد له أنه لا أحد يستحق التعامل بهذه الطريقة.
- استثمار وقت الطفل في ممارسة الأنشطة المحببة له.
أخيرا يعتبر التنمر الإلكتروني أمرا خطيرا ومزعجا مما دعا منظمة اليونيسيف للإعلان بأنه لا يوجد طفل آمن تماما في العالم الرقمي، ولهذا علينا كآباء وأمهات ألا نقلل من شأن الموقف أو من تأثيره على الطفل والمراهق، ونأخذ كافة الاحتياطات للحفاظ على أطفالنا.