أساطير الهنود الحمر.. كيف صار ذيل الأبوسوم بلا شعر؟
كيف صار ذيل الأبوسوم بلا شعر؟.. «الأبوسوم» هو حيوان خفيف الدم يشبه الفأر ، يعيش في أمريكا الشمالية، وهو مشهور بتصنع الموت عند مهاجمته من أحد المفترسات.
ويمتلك «الأبوسوم» ذيل أملس بلا شعر؛ لكن يقال إنه في الماضي كان ذيله يشبه ذيل «السنجاب»، مليء بالشعر الناعم الطويل، ويقال إن «الأبوسوم» كان يعتز جدًا بذيله ويعتني به جدًا وينظفه دائمًا، بل ويعتبره بمثابة تميمة حظ له؛ لكنه كان فضوليًا وكان ينظر إلى ما عند غيره؛ وقد أسفر ذلك عن عقابه بفقدان الشعر الجميل الذي كان يغطي ذيله.
كيف صار ذيل الأبوسوم بلا شعر؟
في يوم من الأيام كان «الأبوسوم» يمشي في الغابة يغني بفرح، ورأى حيوان «الراكون» فأراد أن يكلمه لتمضية الوقت..
فقال: ما أجمل ذيلك أيها الراكون!
كان الراكون على عجلة من أمره، فقد كان جائعًا ويريد أن يذهب للبحيرة لعله يصطاد بعض الأسماك؛ لذا فلم يفرح بلقاء «الأبوسوم» لمعرفته أنه ثرثار وأن مقابلته ستضيع الوقت؛ لذلك رد الراكون باقتضاب: نعم شكرًا لك.
قال الأبوسوم بينما يقفز حول الراكون بمرح، ويتفحص ذيله: يا له من ذيل جميل.
أراد الراكون أن ينهي الحوار فقال: ليس أجمل من ذيلك.
هم بعدها بالرحيل لكن الأبوسم قال: نعم أعلم أن ذيلي جميل, لكنه تنقصه تلك الحلقات السوداء الرائعة التي تزين ذيلك؛ هل يمكنك أن تعطيني بعضها؟
أمسك الراكون بذيله وقال بامتعاض: بالطبع لا.
قال الأبوسم: أخبرني إذًا كيف حصلت عليها؟
نظر الراكون إلى الأبوسوم، وارتسمت على وجهه ابتسامة ماكرة؛ فقد جاءته فكرة يستطيع بها أن يبعد هذا الثرثار..
فقال: نعم أستطيع أن أخبرك.. كل ما عليك هو أن تحضر لحاء الشجر الجاف وتلفه حول ذيلك في حلقات، بعد ذلك أحضر نار وأشعلها في اللحاء، وبعد أن تنطفئ النار ستحصل على الحلقات السوداء التي تريدها.
فرح الأبوسوم جدًا بالفكرة وشكر الراكون، وانطلق لتنفيذها.. أما الراكون فقد أكمل طريقه للبحيرة وهو يضحك بسخرية على الأبوسوم.
ظل الأبوسوم يبحث عن اللحاء الجاف ويقطعه من الأشجار، وكانت مهمة شاقة بحق جعلته لا يكف عن السباب؛ ولو كان ذيله طويل قليلًا لكان انفجر من الملل قبل أن يجمع الكمية الكافية من اللحاء الجاف.
أخيرا.. جمع الكمية الكافية وبدأ يلفها حول ذيله في حلقات.. أحضر النار وأشعلها في اللحاء الجاف وانتظر.. ورغم الألم الشديد الذي شعر به إلا أنه قاوم حتى النهاية لرغبته في الحصول على الحلقات السوداء الجميلة.
بعد أن انطفئت النار وجد الأبوسم ذيله بلا شعر تماما! فأدرك أن الراكون قد خدعه.
ظل الأبوسوم يبكي وينتحب ويسب هذا الراكون الخائن، وبعدها هرب ليتوارى عن الأنظار ورغم معرفة كافة الحيوانات بقصته وإشفاقهم عليه؛ إلا أن الأبوسم ظل إلى يومنا هذا لا يحب الاختلاط مع الحيوانات، ويفضل الوحدة لشعوره بالخجل من ذيله العاري.
ترجمة بتصرف عن:
Hulpach, V. (1965). American Indian tales and legends. Hamlyn.