لغز أشباح أركنساس بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
النهاردة مش هنتكلِّم عن جريمة قتل أو لغز لجريمة لسَّه مالهاش حل..
النهاردة جاي أكلمكُم عن لغز مُخيف شوية، وعلى عكس بقية الألغاز والأساطير الحضرية الموجودة في ولاية أركنساس، فشبح ضوء جوردون هو الظاهرة الوحيدة اللي بتحصَل في الوقت الحالي، ومش مُجرَّد كلام وحكايات عن حاجات حصلِت في عصور قديمة، بالعكس.. دي كمان جت في التليفزيون، إتصورِت بواسطة سُيَّاح كتير، ناس كتير جدًا أجزموا بوجودها، وعملوا عنها فيلم وثائقي شهير سنة 1994
لكن السؤال المُهم مش هل اللُغز دا حقيقي ولا لأ..
السؤال الأهم هو إيه بالظبط طبيعة الأضواء دي؟
السُكَّان المحليين عندهم أسطورة حضرية بيقولوا إنها التفسير الوحيد للأضواء دي، لكن الألغاز المفتوحة بتقول تفسير مُختلِف تمامًا، بين التفسير دا والتفسير دا هتلاقي إن فيه حاجة مُشتركة، وهي ظهور شبح لعامل سكة جديد
المكان اللي بتحصَل فيه الظاهرة المُحيِّرة دي مازال موجود وبيتم استخدامه في السكة الجديدة، عشان كدا لمَّا تشوف الأضواء دي للمرة الأولى، هتفكَّرك بعُمَّال القطارات زمان لمَّا كانوا بيتحركوا وسط الظلام بكشَّافات
الغريب إن الأسطورة الحضرية اللي بتحاول تفسَّر اللُغز دا مش مُجرَّد أسطورة خيالية، بالعكس تمامًا.. دي واقعة حقيقية مؤرَّخَة ومعروفة حصلِت سنة 1931
ويليام ماكلاين دا كان مُدير السكَّة حديد في ولاية ميزوري، قرَّر يطرُد لويس ماكبرايد من شُغله، وكانت النتيجة إن ماكبرايد قَتَل ماكلاين، طيب ليه طرده من الأساس؟ في الحقيقة الإجابات سطحية شوية، بيقولوا إنه طرده بسبب مُشادة لفظية حصلِت بين الإتنين لأن ماكبرايد أهمَل في شُغله مما أدى لانحراف واحد من القطارات عن مساره، لكن فيه وجهة نظر تانية مُختلفة شوية، بتقول إن ماكبرايد كان محتاج شُغل زيادة عشان يحسِن دخله وماكلاين رفض يخليه يشتغل ساعات إضافية
عشان نعرف الحقيقة كان لازم نرجَع لمقال صحفي صدر سنة 1932 في جريدة أركاديلفيا، في المقال دا ماكبرايد اعترف إنه قتل ماكلاين لأنه اتهمه بالتسبُّب في حادثة قطار حصلت قبل الجريمة بعدة أيام، وطالما لقينا خبر بيتكلِّم عن الواقعة دي، فدا معناه إنها مش أسطورة!
المُهم يعني، ماكبرايد ضرب ماكلاين لحَد ما مات في إيده، وكانت النتيجة إن ماكبرايد اتحكَم عليه بالإعدام بالكُرسي الكهربائي، والحُكم اتنفِّذ يوم 8 يوليو 1932، والظهور الأول لأضواء جوردون كان بعدها بوقت قُليِّل جدًا
فالأسطورة بتقول إن شبح ماكلاين هو اللي لسَّه بيظهَر، ماسِك الكشَّاف بتاعه اللي كان بيستخدمه في الشُغل، وبيدوَّر على ضحايا جُداد
لكن زي ما قُلتلكم.. بعض السُكَّان المحليين مش مؤمنين بالأسطورة دي، وبيقولوا إن عندهم نظرية تانية فيها دقَّة تاريخية أكتر وبتشرَح اللي بيحصَل بمنطقية أكتر
نظريتهم بتقول إن كان فيه عامل في محطة السكَّة الحديد الموجودة خارج البلدة، وعن طريق الخطأ وقع أدام قطر ماشي بسُرعة، كانت النتيجة إن القطر فَصَل راسه عن جسمه، جسمه لقوه.. لكن راسه لسَّه مفقودة لحَد النهاردة، فالسُكَّان المحليين مؤمنين إن العامل دا كُل ليلة ياخُد الكشَّاف بتاعه ويمشي في الظلام يدوَّر على راسه المفقودة
خلينا بقى نتكلِّم عن اللُغز بتاعنا النهاردة، أضواء جوردون مينفعش تشوفها من المحطة، لازم تدخُل لجوا شوية، تمشي على القُضبان حوالي 2 ميل أو ميل ونصف عشان تقدر تشوف الظاهرة الغامضة دي، الضوء اللي هتشوفه عبارة عن ضوء أبيض مزرق باهت غريب هيظهر أدامك فجأة، هيتحرَّك أدامك في الأفق رايح جاي، مش هتقدر تشوفه غير في الليالي المُظلِمة ولمَّا يكون الجو مليان ضباب بس
لحَد النهاردة مازال حل اللُغز دا غير معروف، والعُلماء مقدروش يوصلوا لحَل اللُغز دا أو على الأقل حتى لتفسير علمي له، بس وصلوا لشوية نظريات..
واحدة من النظريات الرئيسية بتقول إن الضوء الغامض دا هو ضوء محطة القطر بعد ما انعكَس وسط الأشجار، لكن علميًا النظرية دي مش صح، لأن مفيش حاجة تعكِس الضوء في الظلام بالشكل دا
لكن فيه نظرية تانية بتقول إن الضغط الموجود على بلورات الكوارتز الموجودة تحت جوردون بيخليها تطلَّع شرارات كهربائية بينتُج عنها الضوء دا، بيسموا الظاهرة دي تأثيرات كهروضغطية
لكن الظاهرة مازالت دون أي تفسير تمامًا، والغريب إنها مُستمِرة لحَد دلوقتي ومُمكِن أي حد يروح يشوفها بنفسه ويتأكِّد..
لكنها رغم كُل دا مازالت لغز من ضمن حقل الألغاز