حدث بالفعل

لغز اختفاء الأختين جريمز بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب

لغز اختفاء الأختين جريمز بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية!

كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز، يلا بينا..

زيهم زي مُعظَم المُراهقين الأمريكان في الخمسينات، باربرا جريمز اللي كان عندها 15 سنة، وأختها باتريشيا اللي كان عندها 13 سنة، كانوا مهووسين بألفيس بريسلي

يوم 28 ديسمبر 1956، الأختين سابوا بيتهم الساعة 7:30 مساءً، كانوا ناويين يروحوا سينما عشان يشوفوا فيلم ألفيس الجديد للمرة الـ 15، والدتهم، السيدة لوريتا جريمز كانت متوقعة إن البنتين هيتأخروا شوية، لأنهم كالعادة هيدخلوا الفيلم مرتين ورا بعض، بس البنات قبل ما يخرجوا وعدوها هيرجعوا تقريبًا في مُنتصف الليل

الشهود قالوا إن البنتين وصلوا للسينما بسلام، دوروثي صديقة باتريشيا كانت قاعدة في الكُرسي اللي وراهم أثناء عرض الفيلم في المرة الأولى، لكنها مشت قبل ما هُمَّا يدخلوا العرض التاني، وقالت إنها لمَّا مشت كانوا بأمان وبيشتروا فشار

دي كانت آخر مرة حد شاف فيها باربرا وباتريشيا أحياء

لوريتا بدأت تقلق عليهم بعد مرور مُنتصَف الليل وبناتها لسَّه مرجعوش، إخواتهم الكُبار راحوا يستنوهم عند محطة الأوتوبيس، وبدأت الأوتوبيسات توصَل واحد ورا التاني، والبنتين لسَّه مالهمش أثر، الساعة 2 صباحًا، باربرا وباتريشيا لسَّه مظهروش، لوريتا قرَّرت تتصل بالشُرطة

لغز اختفاء الأختين جريمز بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب

اختفاء البنتين كان سبب في واحدة من أكبر رحلات البحث في شيكاجو، مئات من رجال الشُرطة والمدنيين كانوا بيتعاونوا في البحث عن البنتين في المدينة، الولايات والمُدن وحتى القرى القُريبة عرضت مُساعدات مادية وعينية في سبيل إنهم يلاقوا البنتين

أخبار اختفاء البنتين بدأت تنتشِر، ناس كتير بدأت تبلَّغ عن حالات مُشاهدة للبنات، لدرجة إن الشُرطة مكانتش قادرة تتابع كُل العدد دا من المُشاهدات، ناس قالوا إنهم شافوهم على متن أوتوبيس خارج من شيكاجو، ناس تانيين قالوا إنهم شافوهم بيسمعوا إسطوانة ألفيس الجديدة في محل أسطوانات، واحدة من أصدقاء باتريشيا قالت إنها تلقَّت مُكالمة تليفونية في مُنتصف الليل بعد اختفاء البنتين بأسبوعين، وإن المُتصلة كان صوتها زي صوت باتريشيا بالظبط، لكن ولا واحد من كُل دول كان قادر يجيب دليل واحد على صحة كلامه

لغز اختفاء الأختين جريمز بقلم: محمد عصمت بتاع الرعبلغز اختفاء الأختين جريمز بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب

في النهاية، الشُرطة بدأت تقتنِع بنظرية مُختلفة شوية، إن البنتين دبروا حادث اختفائهم بالشكل دا عشان يهربوا ويروحوا يقابلوا ألفيس، والموضوع انتشر جدًا لدرجة إن ألفيس بنفسه وجه ليهم نداء في الراديو وطلب منهم يكونوا مُعجبين كويسين ويروحوا بيتهم عشان والدتهم قلقانة عليهم

لغز اختفاء الأختين جريمز بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب

لكن والدتهم كانت مُختلفة مع الشُرطة، البنتين مش مُمكِن يهربوا بالشكل دا، خصوصًا إنهم مفيش معاهم فلوس أو هدوم، خصوصًا إنهم سابوا وراهم الحاجات اللي بيحبوها كلها

يوم 22 يناير 1957.. رحلة البحث انتهت

شخص اسمه ليونارد بريسكوت كان سايق عربيته ورايح محل البقالة، شاف حاجة فكرها في الأول اتنين مانيكان مرميين على جانب الطريق، رجع البيت وبَلَغ زوجته، وخدها وراحوا يتأكدوا من اللي شافه، وبمُجرَّد ما قربوا من المانيكانات، اكتشفوا إنها جُثتين، جُثة باربرا وجُثة باتريشيا، الأختين جريمز، وفورًا اتصلوا بالشُرطة

الجُثتين كانوا من غير هدوم، باربرا كانت باصَّه للأرض، وفوقها جُثة باتريشيا باصَّة للسما، ضهرهم في ضهر بعض يعني، ملامح وشهم مشوهة بسبب الحيوانات المُفترسة، التحقيقات أثبتت إن الجُثتين في المكان دا من أيام سقوط الثلج يومي 9 و10 يناير، لمَّا الثلج ساح.. الجُثث ظهرت

التشريح أثبت إن البنتين ماتوا بعد اختفائهم بـ 4 ساعات بس، ودا لأن بقايا طعام العشا بتاعهم اللي أكلوه قبل ما يروحوا السينما كان لسَّه في معدتهم، وكمان أثبت إن مفيش أي أثر للكحول في دمهم، وإن باربرا تعرضت لاعتداء جنسي قبل ما تموت، وفورًا سبب الوفاة كان واضح.. القتل

تم القبض على كثير من المُشتبه فيهم والتحقيق معاهم من قِبَل الشُرطة، لكن المُشتبه فيه الأبرَز كان إدوارد لي بيدويل، الشاب مُثير الشغب والمشاكل اللي عنده 21 سنة وشبيه ألفيس، الشُرطة كانوا شاكين فيه لأن واحد من الشهود قال إنه شاف البنتين في عربية مع شخص شبه ألفيس، بيدويل كتب اعتراف مكوَّن من 14 صفحة حكى فيه تفاصيل يومه بالكامل، لكن الاعتراف مكانش فيه أي حاجة تدُل على إنه شاف أو قابل البنات، والشُرطة كمان معندهاش دليل مادي واحد يُربطه بالجريمة، عشان كدا اضطروا يطلقوا سراحه في النهاية

لغز اختفاء الأختين جريمز بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب

الشُرطة وعدوا لوريتا إنهم مش هيتوقفوا عن البحث لحَد ما يلاقوا القاتل، لكنها ماتِت قبل ما يوفوا بوعدهم

جريمة اختفاء ومقتل الأختين جريمز معروفة رسميًا إنها الجريمة اللي خلَّت شيكاجو تفقد براءتها كولاية، في النهاية القضية إتقفلت، لحَد النهاردة الناس بتدوَّر على القاتل، لكن للأسف.. الموضوع لسَّه لُغز

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى