والأن حان وقتنا مع اللغز الأسبوعي بقلم بتاع الرعب محمد عصمت لغز اختفاء الوريثة .
دوروثي أرنولد كانت شابة لطيفة عايشة في حياة مُرفَّهَة في مدينة نيويورك، والدها كان تاجِر عطور غني، أما أسرتها فمن أشهر العائلات الغنية في الولاية، كانت بتدرِس أدب، وبتقضي وقتها بتكتب على أمل تنشُر كتاباتها دي في يوم من الأيام، لكن في الوقت دا كان قرائها الأساسيين هُمّا أهلها وأصدقائها..
لحَد يوم 12 ديسمبر 1910، وبعد لقاء لطيف مع واحدة من معارفها وأثناء التسوُّق في الجادة الخامسة، دوروثي أرنولد اختفت تمامًا.. وبدون ما تسيب أثر!
قبل ما تختفي كان معاها مبلَغ بين 25 لـ 30 دولار، وقتها دا كان مبلَغ كبير فعلًا، كانت ناوية تشتري فستان جديد للحفلة اللي أختها الصُغيَّرة هتعملها قُريِّب، لكن دوروثي موصلِتش لأي محل من محلات الفساتين، ودعت صديقتها ومشت ناحية الشارع رقم 27، لكن اللي حَصَل بعد كدا كان لُغز غريب ومحدِش عارِف له أي تفسير لحَد دلوقتي!
صديقتها بتقول إنها كانت هتشتري الفُستان وتروَّح بيتها، لكن لمَّا الوقت اتأخَّر.. ودوروثي مرجعتش البيت، أهلها، فرانسيس وماري أرنولد، بدأوا يحسُّوا بالقلق، ودا لأن دوروثي عُمرها ما اتأخَّرِت بالشكل دا قبل كدا، بدأوا يتصلوا بأصدقاء دوروثي واحدة ورا التانية، لكن محدِش شافها ولا سِمع عنها، وساعتها.. قلقهُم زاد أكتر.
أهلها كانوا خايفين على شكلهم ومنظرهم أدام المُجتمع الغني وقتها، فقرَّروا يخفوا موضوع إن بنتهم مفقودة دا عن العالم ويتظاهروا كأن كُل حاجة ماشية بشكل كويس، يوم 13 ديسمبر.. صديقة من صديقاتها اتصلِت بيها عشان تتطمِّن عليها، ماري كذبت عليها.. قالتها إن بنتها رجعت في نفس يوم اختفائها، لكنها نايمة دلوقتي عشانها تعبانة وعندها صُدَاع.
ومن غير ما حَد يعرَف، استعانوا بخدمات مُحقِّقين خاصين من بينكرتون، والمُحقِّقين حاولوا فعلًا إنهم يلاقوا البنت المفقودة، والبحث والتحقيق استمروا لمُدة أسابيع طويلة، وللأسف.. مقدروش يوصلوا لحاجة، ونصحوا الأهل إنهم يتصلوا بالشُرطة لكن الأهل رفضوا دا تمامًا.
في النهاية.. وفي مُنتصَف شهر يناير من سنة 1911، بلَّغوا عن اختفائها، في آخر الشهر.. وبعد إصرار وإلحاح من الشُرطة، الأهل وافقوا يعملوا مؤتمَر صحفي في بيتهم، وبسبب المؤتمَر دا تحوَّل الموضوع من مُجرّد سر عائلي للغز عالمي الكُل بيتكلِّم عنه.
وبدأت تظهر النظريات اللي بتحاوِل تفسَّر اختفاء البنت، الشُرطة اكتشفت بعد قليل من البحث عن جُمل مخفية بعناية وسط مذكرات دوروثي اللي كتبتها في اليوم اللي قبل اختفائها، الجُمل دي بتقول إنها مُمكِن تكون هربت في السر وراحِت أوروبا، ودا بسبب علاقتها بجورج جريسكوم جونيور، جورج أنكَر دا تمامًا، وقال إن هو شخصيًا ميعرفش عنهم حاجة، بالعكس.. دا هيدوَّر عليها معاهُم.
مرَّت عدة أسابيع وظهرت نظريات مُختلِفة، وكُل نظرية كان فيه حاجات بتثبتها.. وحاجات تانية بتنفيها، فيهم ناس مصدَّقة إن دوروثي خضعت لعملية إجهاض غير قانونية وماتِت أثناء إجرائها العملية، وإن العيادة السرية اللي ماتِت فيها هُما اللي تخلَّصوا من جُثتها سواء بالدفن أو الحرق.
نظرية تانية بتقول إن دوروثي بعد ما ودعِت صديقتها في الجادة الخامسة، وقعت على الأرض ورأسها خبطت في الأرض، ولمّا فاقِت كانت فقدت الذاكرة ومبقتش عارفة هي مين، لكن مفيش ولا سجل في أي مُستشفى مُطابِق لمواصفاتها أو شكلها.
نظرية تالتة بتقول إنها مُمكِن تكون انتحرت، ودا لأنها كانت مُحبطة جدًا بسبب رفض دور النشر قصتين من قصصها.
لكن ولا نظرية من دول كانت منطقية أو معقولة، وعلى الرغم من إن والدها صرف أكتر من 250 ألف دولار على عمليات البحث عن بنته، إلا إنهم موصلوش لأي دليل مادي يفسَّر لغز اختفاء البنت اللي كانت هتورِث ثروة كبيرة من والدها الغني، مات وهو مُقتنِع إن بنته ماتِت بعيد عنه، أما ماري.. فرفضِت تستلِم، فضلت تدوَّر على بنتها لحَد ما ماتِت سنة 1928 وهي مُقتنِعة إنها لسّه حية.
لكن دوروثي فين؟ اختفت إزاي؟ وإيه اللي حَصَل؟
لسَّه ألغاز مالهاش أي تفسير لحَد دلوقتي.. وعشان كدا موجودة معانا في حقل الألغاز الخاص بينا.
دمياط بلدياتي ♥♥
💜💜
يعني راحت فين
💙💙