لغز اختفاء مربية الأطفال بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
مدينة لاكروس موجودة على ضفاف نهر المسيسيبي في جنوب غرب ولاية ويسكنسون، مدينة رائعة ومُمتازة، بيصنفوها إنها من أفضل الأماكِن اللي الناس بتحِب تسكُن فيها في ويسكنسون، لكن سُمعة المدينة تلوثِت يوم 24 أكتوبر 1953، لأن في الليلة دي.. إيفيلين جريس هارتلي اللي عندها 15 سنة راحِت عشان تجالِس أطفال كوظيفة مؤقتة ليها، لكن للأسف.. محدِش هيشوفها مرة تانية
إيفيلين هارتلي كانت طالبة في المدرسة الثانوية المركزية، والدها السيد ريتشارد هارتلي كان أستاذ في علوم الأحياء بالجامعة، أما والدتها السيدة إيثيل فكانت ربة منزل، في الليلة المشؤومة دي.. إيفيلين سابِت البيت وراحِت بيت أستاذ جامعي تاني وهو السيد فيجو راسموسن عشان تجالِس طفله اللي عنده 20 شهر بس، كانت لابسة بنطلون أحمر، بلوزة بيضاء، ونضارتها
عادةً.. إيفيلين كانت بتتصِل بوالدتها كُل شوية عشان تطمنها عليها، لكن مع مرور الوقت من غير ما ريتشارد وإيثيل يتطمنوا على بنتهم، بدأوا يقلقوا.. وقرَّروا يتصلوا ببيت آل راسموسن، لكن مكانش فيه رد، قلقوا أكتر، وقرَّروا يروحوا يتطمنوا عليها في البيت، لكنهم إتفاجؤوا إن باب البيت كان مقفول، خبطوا على الباب كتير، لكن برضه لسَّه مفيش رد، بعد دقايق من البحث.. ريتشارد اكتشف إن شباك القبو مفتوح، وقدر يدخُل البيت من خلاله
وعشان صدمته تكتمِل وقلقه يستمِر، مكانش فيه حد في البيت غير الرضيع، اللي كان نايِم بهدوء وسلام في أوضته بالدور العلوي
فورًا ريتشارد قرَّر يبلَّغ الشُرطة، وبمُجرَّد وصولهم.. بدأوا بتفتيش البيت، عشان يلاقوا فردة من حذاء إيفيلين، ونضارتها المكسورة، أما الفردة التانية من حذائها فلقوها في مكان مُختلِف في البيت، الدم كان مالي المكان جوا، عملية البحث المبدئية أثبتت وجود بُقع دم تانية في الحديقة الامامية، وبصمات دموية بالقُرب من الجراج، وفورًا تم استدعاء الكلاب البوليسية عشان تتبَّع الرائحة، لكنهم توقفوا تمامًا بمُجرَّد وصولهم للشارع الرئيسي، وبالنسبة للشُرطة.. دا كان معناه حاجة واحدة بس، إنها ركبت عربية من المكان دا
وبدأت رحلة بحث موسَّعَة، المتطوعين فتشوا المدينة كُلها على رجليهم، الحرس الوطني، الدوريات الجوية المدنية، والقوات الجوية كانوا بيمشطوا المنطقة جويًا، عُمال المجاري مشطوا المصارف كلها بحثًا عن أي دليل، العديد من طلاب الجامعة تطوَّعوا ضمن عملية البحث، وخلال كام يوم كان فيه أكتر من ألفين شخص بيدوَّروا على إيفيلين
الشُرطة طلبت من صيادين السناجب والغزلان عشان ياخدوا بالهم من الغابات، وطلبت من الفلاحين يدوَّروا على أي قبور حديثة محفورة في أراضيهم، دوروا في كُل مكان في البلدة، حتى القبور الحديثة اللي في المقابر نبشوها عشان يتأكدوا إنها مش مدفونة في واحد منهم
وعشان يتأكدوا إنهم عملوا كُل اللي عليهم، الشُرطة بدأت حملة ضخمة لتفتيش السيارات بحثًا عن أي علامات دماء في شنطة العربية أو على الكرسي الخلفي، لدرجة إنهم طبعوا أكتر من 40 ألف مُلصَق مكتوب عليه (عربيتي تم تفتيشها) عشان يضمنوا إنهم فتشوا الجميع
المأمور السيد جورج لونج زار كُل محطات البنزين بنفسه وطلب منهم يبلغوا عن أي عربية يشكوا فيها، ومنحهم حرية الاطلاع على أوراق ورخص السيارات، وطلب منهم يقبضوا على أي حد يرفض بتهمة تعطيل التحقيقات
ريتشارد وإيثيل هارتلي أدلوا ببيان عام طلبوا فيه معلومات، كلموا خاطفين إيفيلين وإترجوهم يقولولهم أي حاجة
بعد وقت قُليّل من اللي حَصَل، آل هارتلي تلقوا مُكالمتين هاتفيتين من راجل قال إن عنده معلومات عن إيفيلين بس عايز 500 دولار مُقدمًا مُقابِل المعلومات دي، وقدرت الشُرطة تنصُب فخ للمُتصل ويقبضوا عليه، واتضح إنه شاب عنده 20 سنة اسمه جاك دوفرين وكان بيحاول ياخد فلوس من العائلة لكنه في الحقيقة ميعرفش أي حاجة عن القضية
بعد مرور سنة على اختفاء إيفيلين الشُرطة أعلنت إنها استجوبت أكتر من 3500 شخص، لكن للأسف.. بدون الوصول لأي معلومات مُفيدة
لكن بعدها تم اكتشاف دليلين مُهمين، الدليل الأول كان حذاء تنس لقوه بالقُرب من الطريق السريع رقم 14، الحذاء حجمه كان مُطابق للبصمات الدموية اللي لقوها في البيت، أما الدليل التاني فكان جاكيت عليه دماء على بُعد 800 قدم من الحذاء، الشُرطة وقتها شكَّت بشكل كبير جدًا إن ليهم علاقة بالجريمة
وعرضوا الحذاء والجاكيت على العامة وطلبوا من أي حد عنده معلومات إنه يتقدَّم بيها، الغريب إن الحذاء كان مقاسه كبير أما الجاكيت فكان مقاسه صُغيَّر، الناس بدأت تقول إن الدليلين مالهمش علاقة بالجريمة، لكن الشُرطة كان ليها وجهة نظر مُختلِفة.. قالوا إن دا معناه إن الجريمة إشترَك فيها شخصين
بعدها بشوية إد جين، السفَّاح الشهير قال إن كان في زيارة لمجموعة من أصدقائه في البلدة دي في نفس توقيت اختفاء البنت، أخضعوه لجهاز كشف الكذب مرتين، ودوَّروا تاني في الحاجات اللي لقوها في بيته، لكن النتيجة النهائية.. إد جين مالوش علاقة بالجريمة دي
لحَد النهاردة ما زال لُغز اختفاء مُربية الأطفال إيفيلين هارتلي واحد من أغرب ألغاز الاختفاء في التاريخ