لغز التوابيت المتحركة
لغز التوابيت المتحركة
باربادوس معروفة على إنها وجهة سياحية شهيرة، لكن لسُكَّانها الأصليين.. المنطقة فيه شيء مُخيف، باربادوس مش مُجرَّد رمل أبيض، شواطئ لطيفة، ومشروبات مُنعِشة.
في وسط الجزيرة فيه مكان أثري معروف لسُكَّان المنطقة، خصوصًا عشان المقبرة الشهيرة الموجودة جواه، واللي زي أي مقبرة تانية في التاريخ.. فيه قصص كتير جدًا بتدور حواليها وحوالين الأشباح اللي ساكناها، من وسط القصص دي.. إحنا جايين النهاردة عشان نتكلِّم عن قصة واحدة تحديدًا..
القصة دي.. على أد ما هي مُرعِبة.. على أد ما هي مأساة عائلية!
الموضوع كُله بدأ سنة ١٨٠٨..
عائلة آل تشيس اشتروا مقبرة عشان يدفنوا فيها بنتهم الرضيعة اللي ماتت، بعض الأساطير بتقول إن اسمها آن ماري، والباقي بيقول إن اسمها ماري آن ماري.
المقبرة دي كانِت مبنية تقريبًا سنة ١٧٢٤، وكان مدفون جواها جُثة واحدة هي جُثة السيدة تومسينا جودارد واللي تم دفنها سنة ١٨٠٧.
الكولونيل توماس تشيس، قرَّر إنه مش هيُزعِج السيدة تومسينا، وقال إنه هيسيب جُثتها في مكانها ومش هينقلها، احترامًا ليها.
بعد أربع سنين من دفنهم للبنت الرضيعة، اضطر آل تشيس لدفن طفل تاني، المرة دي كانِت بنتهم التانية دوركاس، واللي بيُقال إن ظروف وفاتها كانِت مش طبيعية ولا عادية، البنت جوَّعت نفسها لحَد ما ماتِت من الجوع، احتجاجًا على مُعاملة والدها ليها، لأنه كان عنيف معاها، وقرَّروا دفن جُثتها جنب جُثة أختها الرضيعة، وحطوا كُل جُثة في تابوت مقفول مصنوعة من الرصاص.
بعد شهر واحد تقريبًا.. مات السيد توماس تشيس بنفسه، الغريب.. أن وفاته كانِت انتحار، الأسرة جهِّزت كُل حاجة، وفتحوا المقبرة عشان يدفنوه، لكن بمُجرَّد ما دخلوا جوا.. اتصدموا كُلهم!
الـ ٣ توابيت اللي كانوا موجودين جوا كانوا متحرَّكين من مكانهم، المقبرة من جوا كانِت في حالة فوضى! التوابيت أماكنها متغيَّرة! ومفتوحة!
كان واضِح إن حد حرَّكهم من مكانهم!
الأسرة كانِت في حالة صدمة، بس قالوا إن بنسبة كبيرة اللي عمل كدا هُمَّا مجموعة أو عصابة من نبَّاشين القبور، رتِّبوا التوابيت تاني بشكل لائق، حطّوا تابوت السيد توماس جنب توابيت بناته، مع العلم بإن تابوته كان ثقيل.. وزنه كان تقريبًا ١١٠ كيلو! رجعوا الحجر الرخامي مكانه، وقفلوا المقبرة بشكل لائق.
الوفاة اللي بعد كدا في العيلة حصلِت سنة ١٨١٦، اللي مات كان تشارلز بروستر اللي عنده ١١ سنة، وبعد الجنازة جهزوا التابوت وفتحوا المقبرة استعدادًا للدفن..
لكن نفس اللي حَصَل معاهم سنة ١٨١٢ إتكرَّر تاني، التوابيت الأربعة كانوا مقلوبين! متحرَّكين من مكانهم! الحجر الرخامي التقيل الموجود على تابوت السيد تشيس كان مرمي على الأرض، وتوابيت البنات كانِت مرمية بعشوائية وكأنها لعب كانِت في إيد طفل مُهمِل!
بس المدخل كان مقفول كويِّس.. ودا معناه إن مفيش حد فتحه!
ومرة تانية رجَّعوا كُل حاجة مكانها وقفلوا المقبرة.
لكن من بعدها بدأت الأساطير والقصص تنتشِر، وبدأ لغز التوابيت المُتحرِّكة يبقي معروف للناس، الموضوع إتكرَّر مرتين كمان، مرة سنة ١٨١٦، ومرة سنة ١٨١٩، وفي المرتين كانِت التوابيت جوا المقبرة في حالة عشوائية، وكأن فيه حد مش عايز أرواح الموتى تستقِر وترتاح!
دا غير الناس اللي كانِت بتسمع صريخ جاي من جوا المقبرة وكأن فيه حد مدفون حي، أو الخيول اللي كانِت بتخاف تمشي من جنب المنطقة دي تحديدًا!
لحَد ما حاكِم بربادوس قرَّر يتدخَّل في الموضوع بنفسه، أمر بفتح وفحص المقبرة بالكامل من جوا ومن برا، واتأكِّد إن كل حاجة تمام، رش غبار ناعم على أرضية المقبرة عشان لو حد دخلها خطواته تبان، وقفلها بالختم بتاعه من برا عشان يضمن إن محدِّش فتحها بدون علمه.
حالة الوفاة اللي بعدها كانِت بعد ٨ شهور، الحاكِم بنفسه أشرَف على فتح المقبرة عشان يتأكِّد إن كُل حاجة تمام، الختم كان موجود.. الغبار كان سليم.. بس التوابيت كانِت متحرَّكة من مكانها كالعادة!
المرة دي كانِت مُختلِفة.. لأن التوابيت كانِت مرمية بعُنف، وكأن حد غضبان اللي راميهم بالشكل دا، لدرجة إن تابوت ماري آن كان مكسور!
دي كانِت مرة فتحوا فيها المقبرة، إتفقوا على دفن الميتين في مقبرة تانية، على أمل الأحداث المُخيفة دي تتوقَّف شوية.
من يومها ومحدِّش عارِف إيه اللي بيحصَل جواها! أو حتى سببه كان إيه بالظبط؟