حدث بالفعل

لغز الغرفة ٨٧٣

الكاتب محمد عصمت

لغز الغرفة ٨٧٣لغز الغُرفة ٨٧٣ ، فندق بانف سبرينج واحِد من أفخم الفنادِق الموجودة في ألبيرتا بكندا، الفُندق اللي تم بناؤه سنة ١٨٨٨ في نهاية السكة الحديد، كان مبني بهدف إنه يكون ملاذ لرجال الأعمال المُسافرين، المكان من حواليه كان خلَّاب والفندق نفسه كان مُجهَّز بكُل وسائل الراحة الحديثة وقتها، ودا خلاهم يطلقوا عليه لقب «قلعة جبال الروكي »

وعلى مدار ١٢٨ سنة.. استضاف الفُندق كتير من الضيوف المُهمين زي الملكة إليزابيث الثانية، هيلين كيلر، ومارلين مونرو.

بس النوع دا من الضيوف كان بييجي يقضي كام يوم ويمشي، لكن فيه ضيوف تانيين كانوا بييجوا بس.. ومش بيمشوا!

الأساطير بتقول إن واحِد من نُزلاء الفُندق قتل زوجته وبنته الصُغيَّرة قبل ما ينتحِر في أوضة رقم (٨٧٣)، وخُد بالك.. لو إنت بتفكَّر إن إيه دا! الله! ما أنا مُمكِن أروح أحجِز الأوضة دي وأطلَع لايف من هناك أحكي تجربتي وأبقى مشهور، هقولَّك استنى..

للأسف بسبب الظواهر الخارِقة للطبيعة اللي كانِت بتحصَل باستمرار في الأوضة (٨٧٣)، إدارة الفُندق قرَّرت تحط حد للموضوع، وبالتالي بنوا حيطة من الطوب على باب الأوضة عشان يقفلوها بشكل نهائي مفيهوش رجعة.

الضيوف المحظوظين بشكل كافي إنهم قعدوا في الأوضة (٨٧٣) قبل ما تتقفل بشكل نهائي، قالوا إنهم كانوا بيسمعوا صرخات مُخيفة وأنين مُرعِب في مُنتصف الليل، دا غير إن السيدات المسؤولات عن نضافة الأوضة دي قالوا إن فيه آثار إيد دموية على مراية الحمَّام، وإنهم – مهما عملوا – مش قادرين ينضَّفوا المراية أبدًا.

رغم كُل دا.. المسؤولين عن إدارة الفُندق قالوا إن قصة جريمة القتل – الانتحار دي قصة خيالية ومالهاش أي أساس من الصحة، وإن مفيش جريمة زي دي حصلِت أصلًا، وإن مفيش مراية ملوَّثة بكف إيد دموي مش بينضَف.. وإن الأوضة اللي ورا الحيطة دي أوضة عادية جدًا، ومفيش أوضة في الفندق كله رقمها (٨٧٣)!

لكن بعض المُغامرين وصيّادين الأشباح حاولوا يثبتوا لغز الأوضة المسكونة دي، أو على الأقل يثبتوا إنها موجودة، والغريب إن كُل أدوار الفندق بتنتهي بأوضة رقم (٧٣) إلا الدور الثامن.. الدور الوحيد المُنتهي بأوضة رقم (٧٢)، على الرغم من إن المكان اللي المفروض الأوضة رقم (٧٣) موجود فوقه لمبة زي بقية أبواب الأوض إلا إن الباب مش موجود!

لكن كتير من ضيوف الفُندق بيقولوا أن على الرغم من كُل الجهود اللي إدارة الفندق بتبذلها عشان تنكر الموضوع، إلا إن أشباح الأوضة (٨٧٣) موجودين وبيحسُّوا بيهم، كتير منهم قال إنه شاف شبح بنت صُغيَّرة واقفة مكان باب الأوضة وبتتلفِّت حواليها كأنها تايهة، أو.. أو مش لاقية باب أوضتها!

وعلى فكرة..

شبح البنت الصُغيرة دي مش الشبح الوحيد الموجود في الفندق!

واحِد من ضيوف الفُندق قال إنه شاف شبح عروسة، والحقيقة إن شبح العروسة دا له قصة هو كمان.. بيُقال إنها كانِت عروسة عادية وكانِت نازلة على سلم الفُندق عشان تقابل عريسها في البهو تحت، لكن للأسف فقدت توازنها وهي نازلة على السلم، وفي رواية تانية.. النار مسكت في الفستان بسبب الشمعة اللي كانِت ماسكاها في إيدها، المُهم إنها – لسببٍ ما – وقعت على السلم ورقبتها إتكسرِت، ولحَد النهاردة بيشوفوها في بهو الفندق، وعلى فكرة.. شبح العروسة شهير جدًا في كندا لدرجة إن لها طابِع بريد رسمي وعُملة تذكارية!

مش كُل الناس بتخاف من الأشباح دول..

السير الإسكتلندي سام مكولي بيقول إنه بيحب يزور الفندق جدًا، عشان يطارِد الأشباح ويشوفهم وهُمَّا بيختفوا من أدام عينيه بعد ما بيقرَّب يمسكهم!

ولحَد النهاردة إدارة الفندق بتنكر موضوع الأوضة المسكونة دا تمامًا، لكن الضيوف بيروحوا عشان يدوَّروا عليها ويشوفوا الأشباح اللي ساكنة الفندق!

لكن الحقيقة فين؟

غالبًا دا هيفضل لُغز لوقت طويل جدًا!

 

اقرأ أيضاً

رسائل الأموات

سرقات صديقة

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى