لغز المومياء في الخزانة
المومياء .. لمَّا السيدة سارة جين هارفي دخلِت المُستشفى سنة 1965، ابنها توماس قرَّر يتصرَّف زي أي ابن مُحترَم في الدنيا، إنه هيدخُل بيتها وينضَّفُه، عشان لمَّا ترجَع تلاقي المكان يليق باستقبالها، وبدأ فعلًا في عملية التنضيف، ولمَّا قرَّر ينضَّف خزانة الأطباق والكوبايات (النيش)، اكتشَف سر خطير هيغيَّر حياته للأبد وهيحُط والدته المُحترمة وراء قُضبان السجن.. كمُتهمة بالقتل.
كان نيش متوسط كدا محطوط في الدور العلوي من البيت، لمَّا فتحُه ينضفه، لقاه مليان حاجات قديمة خاصة بالناس اللي كانِت ساعات بتأجَّر أوض من والدته، بس لقى كمان جُثة متحنَّطة على شكل مومياء، المومياء دي كانِت السيدة فرانسيس نايت، السيدة المُقعَدة اللي كانِت عايشة مع والدته من 20 سنة، واختفت من أيامها بدون ما تسيب أي أثر.
وفقًا لكلام والدته السيدة سارة هارفي، ففرانسيس كانِت مُقعدة جُزئيًا، يعني مش مُعاقة بشكل كامِل، وكانِت بتعاني من آلام مُستمِرة في العضلات، ولمَّا فرانسيس ماتِت، سارة قالِت لكُل أصدقائها واللي يعرفوها إنها راحِت دار رعاية، وكانِت بتستلَم النفقة (2 دولار) اللي بتتبعَت بشكل أسبوعي من زوجها المُنفصِل عنها.
الغريب بقي.. إن جسم فرانسيس نايت فضل في الخزانة لمُدة 20 سنة، ملفوف في بطانية ومُحاط بشرايط سميكة من الورق اللاصق المُصمَّم لاصطياد الدبان، اللي في الحقيقة كان مليان بجُثث الدبان الميت، فعلى ما يبدو إن الهوا اللطيف الدافي اللي جاي من المُحيط القُريِّب كان مشكِّل بيئة مُناسبة للتحنيط، وقتها الجرايد استعانِت بعبارات من روايات الرعب عشان يوصفوا اللي بيحصَل، يعني مثلًا واحدة من الجرايد كتبت وقالِت : ” الخزانة كانت مليانة خيوط عنكبوت سميكة، والعناكِب الضخمة.. كانِت مُنتشِرة في كُل مكان ”
رجع المُستشفى، ودَخَل سألها على المومياء اللي لقاها في البيت، فقالتله بمُنتهى البساطة إن آه.. دي المومياء بتاعة فرانسيس، وقالتله إنها في ليلة من ليالي سنة 1940.. كانت قاعدة بتتكلِّم معاها، ففرانسيس طلبِت منها كوباية شاي، راحت المطبخ تعملهالها ورجعت لقتها ميتة!
وقالِت إنها فعلًا لفَّت الجُثة ببطانية وحطَّتها في الخزانة دي، بس الشُرطة كان ليها رأي تاني.. خصوصًا لمَّا الطب الشرعي فَحَص الجُثة، وقال إن فرانسيس ماتِت مقتولة، وإنها غالبًا ماتِت مخنوقة بشَراب، لكن سارة أنكرِت دا تمامًا وقالِت إن فرانسيس كانِت بتعاني من برد في رقبتها، وفي الوقت دا.. كان إنك تلف رقبتك بمجموعة شرابات عشان تدفيها هو علاج برد الرقبة الأمثَل.
حاولوا يحاكموا سارة بتُهمة القتل، بس مكانش في أدلة ضدها، في النهاية حاكموها بتهمة الخِداع عشان فلوس النفقة اللي كانِت بتاخُدها بشكل أسبوعي، وإتحكم عليها بـ 15 شهر سجن بس، خلصت مُدتها وخرجِت عاشِت في بيت رعاية لحَد ما ماتِت بعد صراع مع مرض السرطان.
الاكتشاف المُخيف دا صَدَم المجتمع الأمريكي كُله، وبقى حديث الناس لسنين طويلة، لحَد النهاردة.. الناس في بعض الأحيان بتتكلِّم عن سارة هارفي، ولُغز المومياء اللي لقوها في النيش بتاعها..
في أماكِن تانية برضه بتتكلِّم عن الموضوع، بس من ناحية علمية شوية، هو إزاي التحنيط دا حَصَل؟
واحِد من عُلماء الأمراض المحليّين فَحَص جُثة فرانسيس نايت بنفسُه، والحقيقة.. إنه كان مبهور بالأسلوب اللي تم تحنيط الجُثة بيه، واتصل بدكتور تشريح اسمه رونالد هاريسون، هاريسون دَرَس الموقِف وقال إن مٌمكِن يكون التحنيط دا بسبب ظروف هوا المحيط والخزانة المقفولة، بس دا ممنعش نظريات غريبة تظهر زي موضوع إن سارة عملت عليها طقوس سحرية عشان تحنطها أو إنها حقنتها بميه وملح عشان تقدر تحنطها.