من حوالي 40 سنة تقريبًا، اختفى جوني جوش اللي عنده 12 سنة أثناء توزيعه للجرايد الصباحية على الحي اللي هو ساكن فيه في ريف ديس موينيس بولاية آيوا، كانت قضية اختفاء مُقبِضة ومُفزِعَة، وكانت واحدة من أكثر القضايا اللي طلع عنها نظريات غريبة في محاولات يائسة لتفسير وحل اللغز دا..
يوم 5 سبتمبر 1982 بدأ بشكل طبيعي زيه زي أي يوم تاني بالنسبة لآل جوش، جوني خرج عشان يوزَّع الجرايد على جيرانه في الحي زي ما بيعمِل كُل يوم، لكن في اليوم دا تحديدًا والده مقدرش يخرُج معاه زي ما كانوا متعوِّدين، الساعة كانت 6 صباحًا تقريبًا لمَّا آل جوش بدأوا يتلقوا اتصالات من جيرانهم بيشتكوا فيها من إنهم لحَد دلوقتي ما استلموش الجرايد بتاعتهم!
جون –والد جوني– خرج من البيت وبدأ يدوَّر على ابنه عشان يفهَم سبب التأخير الغير مُعتاد دا إيه؟ وعلى بٌعد بيتين بالظبط منهم لقى عربية ابنه الصُغيَّرة الخاصة بتوزيع الجرائد واقفة لوحدها ومليانة، أما جوني.. فمكانش له أي أثر!
مكانش فيه أي شهود وقت اختفاء جوني، على الرغم من إن واحد من الجيران قال وقتها إنه شاف جوني وولد آخر من اللي بيوزعوا جرايد وهُمَّا بيتكلموا بشكل ودّي مع شخص راكب عربية فورد، وظهر بعدها جار تاني قال إنه شاف جوني بيتكلِّم مع شخص كان راكِب عربية لونها أزرق، على أي حال.. مكانش في دليل قاطِع على إنها حالة اختطاف، على الرغم من اقتناع آل جوش بشكل كامِل على إن ابنهم تم اختطافه.
بعد بحث استمر لـ 23 يوم، الشُرطة مقدرتش توصَل لأي حاجة نهائيًا، مفيش أي دوافِع أو مبررات، والده ووالدته وخصوصًا والدته السيدة نورين جوش، كانت مُصمِّمَة إن القضية تفضَل مفتوحة ودا لأن سواء الشُرطة أو رجال القانون فأسهَل حاجة عندهم هو قفل القضايا وتقييدها ضد مجهول، عشان كدا قرروا يتولوا هُمّا الموضوع، طبعوا أكتر من 10 آلاف بوستر عليهم وجه جوني وتفاصيل القضية.
في نفس السنة، نورين أنشأت مُنظَمَة خيرية باسم ابنها، كان الهدف من المُنظَمَة دي هو الضغط على الشُرطة للاهتمام بقضايا الأطفال المخطوفين أكتر من كدا، ونجحوا فعلًا في تغيير القانون عشان يبدأوا يحققوا في قضايا اختطاف الأطفال فورًا بدل ما كان لازم ينتظروا 72 ساعة قبل البدء في التحقيقات، دا غير إن لأول مرة في التاريخ حد يطبع وجه طفل مخطوف على عبوات الحليب عشان صورته تبقى جوا كُل بيت في الولايات المُتحدة الأمريكية.
لكن بعد عدة سنوات، قضية جوني كانت على وشك تتحوِّل لواحدة من أغرب القضايا في التاريخ.
سنة 1989، راجل اسمه لوب بوناتشي قرَّر يقول للشُرطة بعض التفاصيل الصادمة، قال إن تم اختطافه وهو صُغيَّر من قِبَل عصابة، وإنهم أجبروه بعد كدا لمَّا كان مُراهِق على خطف جوني جوش، بوناتشي قال إن العصابة بيدربوا الأطفال المخطوفين على المُشاركة في أعمال جنسية عشان يبتزوا بيها بعد كدا مجموعة من السياسيين المعروفين، وقال إن العصابة الجنسية دي بتشتغل لصالِح واحد اسمه لوارنس كينج، ودا كان مدير اتحاد فرانكلين للائتمان في أوماها بنبراسكا.
بوناتشي قال إنه شاف جوني، وقال أمارة إن صدر جوني فيه وحمة، وإنه كان بيروح دروس اليوجا مع والدته، ودي معلومات والدته كانت مُحتفِظة بيها لنفسها ومقالتهاش لأي مخلوق، والد جوني ووالدته كانوا مُقتنعين إنه بيقول الحقيقة، لكن الشُرطة والمباحث الفيدرالية مكانوش مصدقينه أو مُقتنعين بكلامه ودا لأنه كان مريض باضطراب الشخصية المُتعدِّدَة وله ماضي مُنحرِف.
ومرَّت السنوات بدون أي دليل جديد، لكن فجأة.. سنة 1997، نورين قالت إنها في يوم من الأيام، صحَت من النوم الساعة 2:30 بعد مُنتصَف الليل على صوت حد بيخبَّط على بابها، لمَّا فتحت الباب فوجئت بابنها جوني اللي بقى عنده وقتها 27 سنة ومعاه راجل غريب أول مرة تشوفه، وإنهم دخلوا البيت وقعدوا يتكلِّموا معاها لمُدة ساعة تقريبًا قبل ما يمشوا..
قالت إن جوني كان مُطيع للراجل الغريب وبينتظر إذنه قبل أي حاجة، ومقالش لها هو عايش فين أو بيعمِل إيه دلوقتي، قالها إنه كان مخطوف من قِبَل عصابة جنسية لابتزاز السياسيين ولمَّا كبر سابوه، لكنه رافض يرجَع أو يظهر تاني عشان مُمكِن يؤذوه لو عَمَل كدا، لكن الشُرطة مصدقتش كلامها دا نهائيًا.
لكن يبقى السؤال..
إيه اللي حَصَل لجوني جوش في اليوم المشؤوم اللي اختفى فيه سنة 1982؟ هل هو اتخطَف ولا مُمكِن نظرية العصابة الجنسية دي تكون حقيقة؟
للأسف.. سبب وجود اللغز دا في حقل الألغاز بتاعنا هو إن الأسئلة دي لسَّه مالهاش أي إجابات لحَد دلوقتي..