لغز ذوي الرؤوس العملاقة
طريق ويسنر، طريق مُنعزِل نائي في منطقة اسمها كيرتلاند بأوهايو، الطريق دا مشهور بأسطورة مُخيفة جدًا!
بيقولوا إن كان فيه دكتور اسمه دكتور كرو كان عايش في المنطقة الريفية دي، بعض الحكايات بتقول إنه كان متجوِّز بس للأسف كان هو ومراته عندهم مُشكلة ومش بيخلِّفوا، وفي حكايات تانية بيقولوا إنه كان مخلِّف طفل بيعاني من حالة مرضيّة اسمها استسقاء الرأس (تجمّع ميه على المُخ) والحالة دي.. بتسبِّب تشوّه شديد في رأس الطفل المُصاب بيها.
دكتور كرو كان دكتور شاطِر جدًا، بس لسبب مش معروف تم تجريده من رخصته ومنعه من مُمارسة الطب، بس في الحقيقة هو مكانش مُلتزِم بالقرار دا، وكمِّل شُغله عادي وكأن مفيش حاجة حصلِت، كان مسؤول عن شوية ملاجئ أيتام موجودة في المنطقة، وللأسف الشديد.. الأطفال الموجودين في الملاجئ دي كانوا فئران تجارب بشرية للتجارب المُخيفة اللي بدأ دكتور كرو يمارسها عليهم.
يمكِن يكون بدأ في التجارب الوحشية دي عشان يساعِد ابنه المسكين، ومُمكِن يكون عملها عشان يوصل لعلاج ويحقَّق مجد شخصي يخلِّد اسمه في التاريخ، لكن اللي التاريخ خلّده فعلًا هو أد إيه التجارب دي كانت مُخيفة ومؤلمة، كان بيحقن مجموعة مُختلِفة من السوائل في رؤوس الأطفال المساكين دول.
وبيُقال إن تكرار الحقن دا بكميات كبيرة من السوائل وفي فترات زمنية قُريّبة من بعض، هو اللي سبِّب التشوُّه الحاد اللي أصاب رؤوس الأطفال المساكين دول، اللي أطلقوا عليهم «رؤوس البطيخ» لأنه رؤوسهم بقت في حجم البطيخ، الأطفال اللي تحوّلوا لضحايا مساكين لدكتور شرير مُجرم بيجري عليهم تجارب شيطانية.
وبمرور السنين.. كان جنون دكتور كرو بيزيد وبيتوحَّش، وعلى ما يبدو.. إن جنونه وشره كانوا مُعديين، وبالتالي.. الأطفال المساكين لمَّا كبروا تحوّلوا لوحوش مُفترِسة، وكرد فعل على التجارب الوحشية اللي الدكتور أجراها عليهم، هاجموه بمُنتهى العُنف والوحشية، انتقموا منه، وللأسف.. مقدرتش يقاوم ومات في إيديهم، وبقوا أحرار للمرة الأولى في حياتهم!
عشان يخفوا آثار جريمتهم.. ولّعوا في البيت، المعمل، وجُثة دكتور كرو، دمّروا كُل السجلات اللي كان بيحتفِظ فيها بنتائج التجارب، بس عشان دي أول مرة يكونوا أحرار فيها، مكانوش عارفين المفروض يروحوا فين أو يعملوا إيه؟ البيت الوحيد اللي يعرفوه إتحرق! والشخص الوحيد اللي كان مسؤول عنهم مات!
جمّعوا بعض وراحوا ناحية الغابة، كانوا خايفين، مرعوبين، غضبانين، وبيدوّروا على مكان يعيشوا فيه، كانوا خايفين يخرجوا للعالم، خافوا يعملوا عليهم تجارب تاني.. الوحدة كانِت بتنهش في أرواحهم!
لكن دي مش النُسخة الوحيدة لقصة الدكتور كرو ورؤوس البطيخ، في قصة تانية مُختلِفة خالِص بيردّدها كتير من سُكَّان المنطقة دي!
بيقولوا أن دكتور كرو مكانش دكتور مجنون، بالعكس تمامًا.. هو كان دكتور لطيف وشخص مُحترم جدًا، وكان بيعمل التجارب دي عشان يخلَّص الأطفال المُصابين باستسقاء الرأس من مُعاناتهم، يعني مش هو سبب إصابتهم بالمرض من الأساس، وكان بيعمل كدا بسبب إن ابنه مُصاب بنفس المرض، عشان كدا دوَّر على كُل الأيتام الموجودين في الملاجئ والمُصابين بنفس المرض، وخدهم معاه البيت عشان يحاول يكتشِف ليهم علاج.
وإن سبب تسميتهم بـ «رؤوس البطيخ» كان جيرانه الجهلة المُتنمّرين، لكن دكتور كرو كان زي أبوهم، بيحبهم وبيعطف عليهم، كان بيحميهم في بيته من قسوة وتنمّر العالم عليهم، لكن دكتور كرو مات فجأة.. مات موتة طبيعية يعني، والأولاد دول لقوا نفسهم لوحدهم مرة تانية!
الأطفال كانوا غضبانين، خايفين، ومش لاقيين حد يراعيهم أو يبقى مسؤول عنهم، عشان كدا حرقوا البيت، بدافِع الغضب!
وهربوا ناحية الغابة، سُكّان المنطقة بيقولوا إنهم لسّه عايشين في الغابة، بس مش بيخرجوا ولا بيظهروا أبدًا، وأي حد بيحاوِل يدوّر عليهم أو يقتحم عالمهم بيعرّض نفسه لمشاكل كبيرة.
ومن هنا النسختين بيتفقوا على حاجة واحدة مُهِمة: لو حاولت تدوّر عليهم أو تقتحم عالمهم هتعرّض نفسك لمشاكل كبيرة.
بمرور السنين.. عاش رؤوس البطيخ سوا وتكاثروا في مجتمع سري وسط الغابات، وللأسف.. ذريتهم كانِت مشوّهة أكتر منهم.
بيُقال إنهم مسؤولين عن كتير من عمليات الخطف، خطفوا ماشية، أغنام، حيوانات، وحتى أطفال عشان يتغذوا عليهم
بس موضوع أكل لحوم البشر دا مكانش أكيد ولا فيه أي دليل عليه!
فيه ناس بيقولوا شافوهم، مُراهقين، صيادين خوارق، ومُغامرين راحوا للمنطقة اللي تحوّلت لوجهة سياحية للناس اللي بتدوّر على الأسطورة ونفسها تشوف واحد من رؤوس البطيخ.
اللي شافوهم بيقولوا أنهم بشر مشوهين، رؤوسهم كبيرة، عينيهم حمرا، شعرهم واقِع، أسنانهم حادة.
لكن هل الأسطورة حقيقية؟ هل رؤوس البطيخ عايشين في الغابات؟ دكتور كرو كان دكتور طيب؟ ولا مجنون وبيعمل تجارب شريرة على الأطفال؟
إجابات الأسئلة دي لُغز! ويبدو إنها هتفضل لُغز لفترة طويلة!