حدث بالفعل

لغز سيدة الكثبان الرملية بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب

شسيبس

العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية!

كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز، يلا بينا..

سيدة الكُثبان الرملية تم العثور على جُثتها يوم 26 يوليو سنة 1974، نايمة على وشها على منشفة بحر وسط الكُثبان الرملية الموجودة بالقُرب من بروفينستاون، ماساتشوستس

إيديها كانت مفقودة، ومكانها كان في كومة صُغيَّرة من إبر الصنوبر، راسها كان مسحوق تمامًا وتقريبًا كان مفصول عن جسمها تمامًا، بيقولوا إن دا غالبًا تم باستخدام أداة عسكرية ثقيلة، الشُرطة بتقول إنها على الأرجح ماتت قبل ما يلاقوا جُثتها بأسابيع طويلة، مفيش للأسف أي دليل قدروا يتعرفوا على شخصيتها منه، الضحية اللي أدام حضراتكم دي العالم كُله يعرفها من يومها باسم (سيدة الكُثبان الرملية)

لكن مين هي؟ وليه إتقتلت بالوحشية دي؟ ومين أصلًا اللي قتلها؟

كُل الألغاز دي مفتوحة لحَد النهاردة

لكن.. لمَّا تم اكتشاف جُثتها، الشُرطة قامت بحملة تفتيش مُكثَّفة في المنطقة المجاورة للكُثبان الرملية، دوروا خلال المئات من سجلات وملفات الأشخاص المفقودين، وقارنوا آثار إطارات العربية اللي لقوها بالقُرب من المكان بآلاف إطارات العربيات، لكن للأسف الشديد.. مفيش ولا حتى دليل واحد بس على شخصيتها أو حتى دليل واحد بس يشرح سبب جريمة سيدة الكُثبان الرملية

5626787f 4831 4dd3 806b 0863122a847e

طيب السؤال الأهم.. الشُرطة تعرف عنها إيه؟

للأسف، أقل من القليل، حتى عُمرها مش قادرين يحددوه، بيقولوا إنه بين 20 ة49 سنة، أكتر من كدا كان مُستحيل بسبب الحالة اللي لقوا فيها الجُثة، فكروا في اللجوء لسجلات الأسنان، لدرجة إنهم حتى دوروا في سجلات أسنان الطبقة الغنية لأن فيه وسط أسنانها لقوا كراون معمول بطريقة مُعينة بيقولوا عليها طريقة نيو يورك، لكن للأسف سجلات الأسنان وأطباء الأسنان فشلوا في التعرُّف عليها، ودا لأن أغلب أسنانها كانت مخلوعة، دا غير إيديها وساعدها اللي كانوا مفقودين هُمَّا كمان، راسها – الشبه مقطوع – كان مسنود على بنطلون جينز أزرق وباندانا زرقاء

لغز سيدة الكثبان الرملية بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب

في النهاية استسلموا ودفنوها سنة 1974، لكنهم خلال السنوات التالية طلعوها أكتر من مرة، عشان يعملوا ويجربوا حاجات مُختلفة، زي مثلًا عملية إعادة بناء الوجه اللي عملوها سنة 1979، ورجعوا استخرجوا جُثتها تاني سنة 1980 وسنة 2000 عشان اختبارات الحمض النووي، وفي 2010 استخدموا جُمجمتها المُهشَّمة اللي لم يتم دفنها مع بقية الجُثة عشان يعرضوها لاختبار ماسح الصور المقطعية لإنتاج عمليات إعادة بناء الوجه بشكل أكثر دقة

سنة 2004، القاتل المُتسلسل هادين كلارك اعترف بارتكابه جريمة قتل سيدة الكُثبان الرملية، قال إن الأدلة اللي الشُرطة محتاجاها مدفونة في الحديقة الأمامية الخاصة ببيت جده كلارك، لكن الشُرطة ملقتش أي حاجة هناك، دا غير إن هادين أصلًا كان مُصاب بفُصام وبجنون عظمة، ودا خلى الشُرطة تشك في صحة ادعائه للجريمة دي ولجرائم كتير اعترف بارتكابها

49ba5a10 9fc0 48e2 86be 599044533a77

وعلى مر السنين حاولت الشُرطة، وكذلك حاول مجموعة كبيرة من الهواة تطوير مجموعة واسعة من النظريات المُحتملة في القضية

واحدة من النظريات اللي ظهرت في القضية دي هي إن سيدة الكُثبان الرملية مُمكِن جدًا تكون ضحية جديدة من ضحايا القاتل المُتسلسل توني كوستا، لكن كوستا اللي اعترف بجرايمه سنة 1970، قبل ما ينتحِر ويُشنُق نفسه في زنزانته سنة 1974، قبل أصلًا سيدة الكُثبان الرملية ما تتقتل

نظرية تانية بتقول إنها من ضحايا القاتل المٌتسلسل العنيف وايتي بولجر، اللي كان معروف إنه بيشيل بعض أسنان ضحاياه، لكن كان شبه مُستحيل الربط بينها وبين السيد بولجر

نظريات كتير ظهرت في الوقت دا، لكن كُلها كانت بتتقفَل ومش بتوصل لأي شيء، من يومها وعلى الرغم من اهتمام الشُرطة والهواة على حدٍ سواء بالقضية، لكنها مقفولة من السبعينات

في السبعينات من سنة 2015، جو هيل الروائي الشهير وابن ستيفن كينج الروائي الأشهر بنظرية جديدة مُختلفة شوية عن بقية النظريات اللي ظهرت عن القضية دي، كان قرأ كتاب كتبته الكاتبة ديبورا هالبر عن القضايا الباردة، وبعدين بالصُدفة شاف فيلم الفك المُفترس، وفوجئ إن في الدقيقة 54 وثانيتين ظهرت حاجة غريبة، وسط الحشود اللي واقفة، وعلى أقصى يسار الشاشة، كانت واقفة سيدة لابسة تيشيرت أبيض، بنطلون جينز أزرق، وباندانا زرقاء، وكان بينها وبين الشكل اللي قدر الكومبيوتر يتوصَّل ليه لسيدة الكُثبان الرملية لافت للنظر جدًا

وطرح السؤال الشهير على مدونته في أغسطس 2015 لمَّا قال: ” مش يمكِن تكون الضحية الشابة لجريمة القتل الشهيرة كانت هنا طول الوقت أدام الملايين من الناس في فيلم الصيف الشهير، ومحدش مننا أدرك أصلًا إنها هي دي؟ مش يمكِن شبح سيدة الكُثبان الرملية كان بيطارد صُنَّاع فيلم الفك المُفترس؟ ”

ماذا لو؟ الفيلم فعلًا متصوَّر بالقُرب من المكان اللي لقوا فيه الجُثة، في يونيو 1974، قبل وفاة السيدة بوقت قُليِّل أوي، الفيلم كان مشهور أوي، وناس كتير كانوا مُهتمين بيه، وكتير من السُكَّان المحليين والموجودين في المكان ظهروا في الفيلم ككومبارس، مُمكِن جدًا تكون سيدة الكُثبان الرملية كانت واحدة منهم، للأسف مفيش سجل بأسامي الناس اللي كانت واقفة تتفرًّج علي التصوير وطلعوا في لقطة من اللقطات، لكن هي فعلًا شبه الضحية ولابسة نفس اللبس، بس مفيش أي دليل غير دا ودول مش أدلة كافية

حتى الآن ما زالت الأسئلة مطروحة، مين هي؟ وليه إتقتلت بالوحشية دي؟ ومين أصلًا اللي قتلها؟

كُل الألغاز دي مفتوحة لحَد النهاردة

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى