صحتك

لماذا يصاب الرضع بالحازوقة أو الزغطة كثيرًا؟

طفل

هل تريد أن تعرف شيئًا غريبًا؟

لا يعرف العلماء سبب حدوث الزغطة. رغم أننا جميعًا نصاب بها من حين لآخر. في الواقع يقضي الرضع حوالي 1% من الوقت يعانون من هذه الحالة المضحكة المسماة بالزغطة أو الحازوقة أي ما يساوي 15 دقيقة في اليوم.

هناك دراسات كثيرة تحاول تفسير هذه الظاهرة المثيرة للعجب، والتي لم يعرف أحد تفسيرها رغم بساطتها.. سنناقش الآن أحدث تلك الدراسات.

شملت هذه الدراسة 13 رضيعًا في جناح حديثي الولادة بأحد مستشفيات إنجلترا. كلهم أصيبوا بنوبات من الفواق أو الزغطة، وهو أمر طبيعي تمامًا ولا شيء يدعو للقلق.

سجل العلماء نشاط أدمغتهم باستخدام أقطاب رسم كهربية الدماغ (EEG) الموضوعة على فروة الرأس. هذه الطريقة غير الجراحية تسمح بالبحث في الدماغ دون إزعاج الطفل أكثر من اللازم. كما سجل العلماء حركات الجسم لهؤلاء الأطفال لمعرفة متى بالضبط يصابون بالزغطة.

لاحظ العلماء أن كل زغطة ينتج عنها ثلاث موجات تنتقل عبر القشرة الدماغية، والثالثة هي الأضعف وهي تحدث في نفس الوقت الذي يظهر فيه الصوت الناتج عن الزغطة.

يعتقد العلماء أن سبب الزغطة هو في الواقع أن مخ الأطفال حديثي الولادة يحاول أن يعاير أجسادهم كما نعاير الموازين لنتأكد من سلامتها ودقتها. تسجل العقول كيف تبدو تقلصات عضلة الحجاب الحاجز وصوتها..

يؤدي هذا في النهاية إلى تحكم أفضل في وظيفة التنفس، وهو أمر مهم بشكل لا يصدق بالنسبة للكلام والبقاء على قيد الحياة. يمكن أن يساعد أيضًا في تطوير دوائر عصبية أخرى ضرورية لكسب التحكم الطبيعي في وظائف الجسم العادية.

في مراحل الحياة المبكرة يتعلم البشر كيفية استخدام أجسامهم. على سبيل المثال، يقضي الأطفال الكثير من الوقت في النظر إلى أصابعهم وهم يحاولون تحريكها. كما أنهم يشاهدون البالغين ويجرون تجارب كثيرة. انهم يتحققون، ما هي العضلات التي تفعل ماذا. هذه هي الطريقة التي يتعلمون بها بشكل أساسي وظيفة كل عضلة، أو على الأقل هذا ما نعتقده.. ربما يكون هذه هي فائدة الزغطة.

يصاب الكبار أيضًا بالزغطة لكن لا يعرف العلماء لماذا؟! وحتى في حالة الأطفال، فتلك الدراسة أخبرتنا عن أهمية الزغطة لجسم الطفل، لكنها لم تخبر شيء عن كيفية حدوثها.

ياله من أمر مثير للضحك أن يكون شيء بهذه البساطة يحمل كل هذا الإلغاز على العلماء. ربما أجسادنا ليست سهلة الفهم كما يعتقد الكثيرين.. فأبسط الأشياء تقف عصية على التحليل!

المصدر
جامعة لندن

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى