ثقافة وفنون

ليلة رأس السنة بعدسات السينما المصرية

ليلة رأس السنة بعدسات السينما المصرية.. تحظى ليلة رأس السنة باهتمام مئات الملايين من البشر حول العالم، الذين يحرصون على الاحتفال بقدوم عام جديد مع اختلاف أعراقهم، ثقافتهم وتطلعاتهم بالحياة، وهنا سنستعرض أبرز الأفلام المصرية التي رصدت تلك الليلة من زوايا مختلفة:

ليلة ساخنة

رصدت كاميرا عاطف الطيب تفاصيل ليلة رأس السنة وسلوكيات الطبقات المختلفة بها في الشارع المصري وتحولاته في عقد التسعينيات في فيلم «ليلة ساخنة»، الذي تم إنتاجه عام 1995 من خلال قصة سيد سائق التاكسي (نور الشريف)، يسعى بكل السبل لتدبير مصاريف إجراء عملية جراحية لحماته، التي تعتني بابنه المصاب بالتأخر الذهني في الوقت الذي تحاول فيه حورية فتاة الليل التائبة (لبلبة) تدبير المبلغ اللازم لتنكيس منزلها من خلال قضاء الليلة بعوامة أحد الأثرياء، إلا أنها تتعرض للسرقة بالإكراه من سائقه زقزوق (حسن الأسمر) لتفقد المال بالإضافة لمساغها، فتجمعها الأقدار بسيد ليمرا بالعديد من التجارب وسط الشارع المصري في تلك الليلة الاستثنائية.

وأراد عاطف الطيب إيضاح فكرة أن الخير يأتي من داخل النفس البشرية، وأن الشر هو العنصر الدخيل الناتج من عدم التصالح مع الذات أولًا غير أن ضغوط الحياة قد تجبر الإنسان على التخلي عن مبادئه في بعض الأحيان، حيث اضطر سيد وحورية في النهاية أن يتكتما على حقيبة المال بعد شك الشرطة في نزاهتهما.

أرض الأحلام

رصدت كاميرا داوود عبد السيد تجربة السفر للخارج وما يصاحبها من تأثيرات مختلفة على الإنسان، وذلك في فيلم «أرض الأحلام» الذي تم إنتاجه عام 1993 حيث تستعد نرجس (فاتن حمامة) للسفر للولايات المتحدة في ليلة رأس السنة، لتلحق بأولادها إلا أنها تكتشف ضياع جواز السفر لتحاول العثور عليه في كافة الأماكن، التي مرت بها على مدار اليوم، وتلتقي برؤوف الساحر غريب الأطوار (يحيى الفخراني) والذي يجوب ملاهي المدينة، فتتعرض لأحداث عديدة تنتهي بإيجاد جواز السفر في حقيبتها وتغير موقفها بالكامل برفض السفر للخارج.

وتم ترشيح فيلم أرض الأحلام لجائزة الأوسكار الأمريكية عام 1993 لأحسن فيلم أجنبي، علمًا بأن الفنان يحيى الفخرانى قد نال جائزة أحسن ممثل عنه عام 1994 من المهرجان القومى الرابع للأفلام الروائية.

ليلة البيبي دول

أراد المخرج عادل أديب طرح أكثر من قضية بليلة رأس السنة في فيلم «ليلة البيبي دول»، الذي تم إنتاجه عام 2008 وذلك من خلال رغبة المرشد السياحي حسام (محمود عبد العزيز) الالتقاء بزوجته سميحة (سولاف فواخرجي) بعد عودته من السفر وإنهاء رحلة العلاج أملا في حدوث الحمل، إلا أن خطته تتبدل كليًا في ظل سعي الإرهابي عوضين الأسيوطي (نور الشريف) لتفجير الفندق الذي تقيم به البعثة الأمريكية بعد تعرضه للتعذيب في سجن أبو غريب بالعراق.

وسلط الفيلم الضوء على الجرائم التي ارتكبها الجيش الأمريكي في فترة احتلال العراق، والتي تسببت في تحول عوضين من بطل حرب سابق لإرهابي، بالإضافة لفضح هشاشة محاولات السلام العربي الإسرائيلي بعد مقارنة جرائم الاحتلال بما فعله النازيون وقت الحرب العالمية الثانية من اضطهاد لليهود، وذلك من خلال قصة سارة وبيتر (ليلى علوي وجميل راتب) اللذان حضرا لمصر لتوقيع اتفاقية مع رجل الأعمال عزمي الدمنهوري (عزت أبو عوف).

ليلة رأس السنة

ركز المخرج محمد صقر على تناول ليلة رأس السنة في فيلم حمل العنوان ذاته عام 2020 من خلال حفل أقامه أبناء الطبقة فاحشة الثراء في إحدى المنتجعات السياحية، حيث يتعرض جميع أبطال العمل لأزمات ومواقف شائكة تفضح زيف العديد من العلاقات لتسقط الأقنعة قبل بدء العام الجديد.

وسلطت كاميرا صقر الضوء على التفاوت الطبقي الكبير بين فاحشي الثراء والعاملين لديهم، واختلاف أحلام وتطلعات كلا منهما، ففي الوقت الذي يبحث فيه البعض عن قضاء الليلة وسط أجواء تعاطي المخدرات وشرب الخمر، نجد السايس ريشة الذي يحلم بمجرد شراء حذاء جديد لنجله.

جاءنا البيان التالي

لم تكن ليلة رأس السنة هي محور أحداث فيلم «جاءنا البيان التالي» للمخرج سعيد حامد والذي تم إنتاجه عام 2001، إلا أن الجماهير لن تنسى المشاهد التي سجلها المراسل نادر سيف الدين (محمد هنيدي) حول أحوال الشارع المصري في تلك الليلة من خلال ثلاث حالات مختلفة قبل أن يصطدم برفض فخري كامل رئيس القناة (لطفي لبيب) لإذاعة ذلك التقرير، خوفًا من الصدام مع الجهات الحكومية ليطلب منه تعديله 180 درجة لينفذ نادر مطلبه رغم قيامه بالتسجيل مجددًا مع نفس الحالات الثلاث السابقة، فيما يعد واحدًا من أبرز مشاهد كوميديا سينما الألفية الثالثة.

الباشا

قدم المخرج طارق العريان لمحات من ليلة رأس السنة في فيلم «الباشا» الذي تم إنتاجه عام 1993، وذلك من خلال سعي ضابط الشرطة حازم الشناوي (أحمد زكي) للإيقاع بشبكة دعارة يديرها أحد رجال الأعمال المعروفين، والذي ينجح من خلال سلطته ونفوذه في الهروب من التهم المنسوبة إليه، مما يُحبط من محاولات حازم للقبض عليه حتى يقرر اقتحام حفل بأحد المراكب النيلية الخاصة برجل الأعمال في ليلة رأس السنة للقبض علي الجميع في حالة تلبس، إلا أن تهوره ونفوذ المقبض عليهم يُفسد القضية مجددًا.

زر الذهاب إلى الأعلى