
يقولون أن الحب لا يعرف حدودا للزمان ولا للمكان، بل مشاعر الحب تخترق السماوات و الأرض، وأن المحبين لا تمنعهم عن بعضهم مسافات أو أزمنة.
ويقال أيضا أن الحب لعنة، تطارد من تحاول الإمساك به، ولكن بالتأكيد قصة الحب المفزعة لكارل تانزلر لا تضاهيها قصة أخري.
أثناء طفولته في ألمانيا وحينما قرر والداه السفر بالعائلة لإيطاليا، قال الطفل الصغير كارل تانزلر أن قريبته المتوفاه الكونتيسة آنا كونستانتيا فون كوسل ظهرت له في أحلامه و أخبرته عن حبه الحقيقي الذي سيقابله في المستقبل، فتاة شاحبة ذات شعر أسود رآها بعينيه الطفوليتين خلال أحلام سفره.
مرت السنين، و أصبح كارل رجلا قويا يعمل في مستشفي مارين في كاي ويست، وفي يوم الثاني والعشرون من إبريل عام 1930 قابل فتاة أحلامه ” إلينا هيلين دي هويوس” فتاة كوبية أمريكية جاءت المستشفي لتفحص والدتها.
وعلي الفور إستطاع تانزلر تمييز الفتاة التي رآها من قبل، والتي كانت إحدي جميلات منطقة كاي ويست حينها، ولكن لسوء حظه كانت الفتاة متزوجة لرجل يدعي لويس ميسا، والذي تركها بعدما فشل حملها في طفلين.
ثم جاءت تقلبات القدر، ومرضت الفتاة بالسل، لذا قرر كارل الذي وقع في حبها سابقا أن يحاول علاجها يائسا، فقد كان المرض يحصد مئات البشر في ذلك الوقت.
سكن معها في المنزل، كان يراعها دائما، يحضر لها الطعام و يغسل جسدها و يشتري الهدايا..يشرف علي علاجها الدائم، ولكن مهما فعل فقد أدركها الموت في النهاية بعدما إعترف بحبه لها في يوم الخامس والعشرون من أكتوبر عام 1931.
ولكن في شهر إبريل عام 1933..ذهب كارل إلي المقبرة، ودنس قبر حبيبته و أخرج جثتها من تحت الأرض وذهب بها الي منزله، فقد قال أن روحها كانت تزوره دائما و تغني له الأغاني الإسبانية و انها من طلبت منه إخراج جسدها من القبر.
في المنزل ربت كارل عظام الفتاة معا، وإستبدل عينيها المتعفنتين بعينين زجاجيتين قم إستبدل جلدها المتحلل بالشمع، ثم وضع علي رأسها شعرا صناعيا، ثم عبأ الجثة بالقش وألبسها الفساتين و الجواهر و رش عليها العطور وعاش معها جثة حبيبته لسنين طويلة وحيدا.
في أكتوبر عام 1940، سمعت فلوريندا أخت إلين إشاعات تقول أن زوج أختها ينام مع جثة أختها، لذا قررت زيارته في المنزل و مواجهته بما سمعت و هناك رأت الجثة فهربت من الخوف.
بالطبع أبلغت السلطات ثم تم القبض علي كارل و بالطبع محاكمته بتهمة تدنيس قبر زوجته، ولكن سرعان ما تم إطلاق سراحه، فغادر إلي فلوريدا وهناك عاش بقية حياته مع زوجته الجديدة دوريس و التي ساعدته علي تجاوز حبه لإلين.
ولكن هل تجاوزه حقا ؟.
في عام 1952 عثرت علي جثته وحيدا في منزله بعد وفاته بثلاثة أسابيع، و قيل أن الناس وجدوه ميتا في أحضان جسد شمعي لجثة زوجته إلينا، ولا يدري أحد هل هي جثتها حقا و حصل عليها مجددا بطريقة ما أم مجرد وعاء شمعي فارغ.
ولكن ما ندريه..أن كارل قد مات وحيدا بين ذراعي زوجته الميتة.