ما الخطأ الذي حدث في رحلة أبولو 13 ؟
لمدة 56 ساعة تقريبًا بعد إطلاق بعثة أبولو 13 في 11 أبريل عام 1970م، بدا أنها الرحلة الأكثر سلاسة من رحلات برنامج أبولو التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، سافرت المركبة وعلى متنها رواد الفضاء جيم لوفيل ، وجاك سويغرت ، وفريد هايس، ووصلت لبعد 200 ألف ميل تقريبًا عن الأرض وكانت تقترب من مدار القمر.
ما حدث في رحلة أبولو 13
قبل مساء يوم 13 أبريل اختتم الطاقم بثًا قاموا فيه بجولة داخل المركبة، وتحدثوا فيه عن كيفية إدارتهم لانعدام الوزن، وبعد أقل من 10 دقائق حدث عطل تسبب في انفجار خزانات الأكسجين بالمركبة، اللازم لتنفس الرواد واللازم لتوليد الطاقة الكهربائية، ولذلك قررت الوكالة إلغاء الرحلة وإرسال طاقم أخر لإنقاذهم بأسرع وقت، وتم العمل بأقصى سرعة في المركز بهيوستن..
قام مهندسو ومراقبو الطيران في وكالة ناسا بتطوير سلسلة من الإجراءات المبتكرة لإعادتهم لأرض الوطن بأمان في 17 إبريل مما يُعد اختتام ناجح لواحدة من أكثر الأحداث دراماتيكية في تاريخ الفضاء الأمريكي.
علامات التحذير الفائقة
من أجل تشغيل خلايا الوقود التي توفر الطاقة والكهرباء بالمركبة أثناء الرحلة، حملت المركبة على متنها خزانين من الهيدروجين السائل وخزانين من الأكسجين السائل، وكشفت التحقيقات اللاحقة أن خزان الأكسجين رقم 2 على متن المركبة تم إسقاطه بالخطأ أثناء أعمال الصيانة قبل مهمة أبولو 10 عام 1969م مما تسبب في ضرر داخلي طفيف ولم يظهر هذا الضرر في عمليات التفتيش اللاحقة.
أثناء الاختبار في مارس 1970م فشل الخزان المعاد تركيبه في تفريغ الأكسجين بشكل صحيح، وقرر الفريق حل المشكلة عن طريق تسخينه طوال الليل لإجبار الأكسجين على الاحتراق، ولكن زيادة الطاقة تسببت في فشل مفاتيح الإغلاق التلقائي وارتفعت درجة الحرارة لـ 1000 فهرنهايت، ويبدو أن الحرارة أتلفت العزل على الأسلاك داخل الخزان، مما أدى لتحويل الخزان بشكل فعال لقنبلة تنتظر الانفجار.
ردود الفعل سببت الانفجار
أثناء الطيران، كان على رواد الفضاء تشغيل المراوح الداخلية لخزانات الوقود بشكل دوري، لتحريك الأكسجين، ولكن عندما قام أحد الرواد بتشغيل المراوح على خزان الأكسجين الثاني ليلة 13 إبريل تسبب في إتلاف الأسلاك، مما أدى لنشوب حريق في الساعة التاسعة و 8 دقائق ومع تصاعد الضغط الداخلي انفجر الخزان، بعد 13 دقيقة من الانفجار نظر أحدهم من النافذة ورأي شيئًا مزعجًا، بدأ تسريب الأكسجين في الفضاء.
أوقف الطاقم جميع الأجهزة غير الحرجة على متن المركبة لتقليل استهلاك الطاقة، وخفضوا استهلاكهم من الماء من أجل الحصول على ما يكفي لتبريد الأجهزة استعدادًا لمرحلة الهبوط، كان التخوف من تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من التنفس بكبسولة القيادة، وجلس المهندسون في هيوستن لوضع حل لمشكلة حجم صناديق المرشحات بواسطة المواد الموجودة بالمركبة وتم الاستعانة بالأوراق والكرتون والشرائط اللاصقة وتفريغ حبيبات المرشح من مرشحات المركبة ونقلها للمركبة القمرية من ثم توصيلها بأنابيب وطلمبة لترشيح الهواء وحلوا مشكلة كادت أن تقضي عليهم.
الفشل الناجح
في 17 أبريل بعد نجاح المهندسون في هيوستن في مهمتهم استعد الطاقم للمراحل النهائية من رحلتهم، واستعدوا لرحلة العودة للأرض بعد التخلص من الوحدة القمرية وأخيرًا في الساعة 11:53 صباحًا عادت المركبة للغلاف الجوي للأرض وهبطت في المحيط الهادئ بالقرب من ساموا.
صنفت وكالة الفضاء الأمريكية المهمة بالفشل الناجح وبداية من رحلة أبولو 14 تم تزويد كل مركبة ببطارية إضافية وخزان أكسجين ثالث احتياطي، ووفروا قسم آخر لتوفير الهواء لرواد الفضاء ولم تكرر تلك التجربة مرة أخرى..