مختبر تسلا .. نقطة بداية استخدام الكهرباء عالية التردد
مختبر تسلا .. كان أحد أشهر مدينة كولورادو سبرينغس وهو المهندس والمخترع العظيم نيكولا تسلا، والذي أنشأ عام 1899م مختبر على تلة صغيرة معروفة اليوم باسم نوب هيل، انجذب تسلا للمدينة بسبب الهواء النقي الرقيق.
اعتقد تسلا أن الكهرباء يمكنها أن تنتقل عبر مسافات شاسعة في الغلاف الجوي من دون استخدام الأسلاك، ولاختبار هذه النظرية عن النقل اللاسلكي للطاقة الكهربائية احتاج لمكان بالجبل يكون فيه الهواء رقيق وسهل التأين (التحويل لأيونات) بالتالي يكون موصل أكثر للكهرباء، ووجد الموقع على ارتفاع ستة أقدام، وكانت المدينة قليلة السكان مما منحة خصوصية لأبحاثه كما ساهم جفاف الهواء في الحد من تسرب التيار، وأيضًا اكتشف أن المكان مناسب لدراسة العواصف الكهربائية الهائلة التي زادت بالمنطقة.
وجد Leonard E. Curtis صديق تسلا والمحامي المكان المناسب للأبحاث التابعة لشركة the El Paso Power Company، وببعض التبرعات من أصدقاء الطرفان الأثرياء أقام تسلا مختبرًا صغيرًا ولكنه في منطقة بعيدة شرق مدرسة كولورادو للصم والبكم والتي لاتزال تعمل حتى يومنا هذا.
مختبر تسلا
كان شكل المختبر غريب، عبارة عن هيكل يشبه الحظيرة مدرج به برج شبكي خشبي ارتفاعه 80 قدم متصل بسقف المختبر، ويعلو البرج صاري معدني طوله 142 قدم، بالجزء العلوي من العمود المعدني كرة نحاسية كبيرة وعلقت لافتة نحاسية بخط اليد عند مدخل المختبر تحذر أي متفرج بالبقاء بالخارج لأنه خطر، ولكنها لم تكن حيلة لردع الزيارات غير المرغوب فيها ولكن بشكل عام شكل المختبر خطر على أي شخص يحاول الاقتراب.
في المبنى الخشبي بنى تسلا monstrous coil، عرضها 52 قدم، الذي ألقى ملايين الفولتات الكهربائية عبر الهواء مما أدى لإنتاج أقواس مكثفة من الطاقة هددت وجود المبنى، ولمنع الحرائق ابتكر سقفًا متدحرجًا يمكن إرجاعه عند إجرائه للتجارب.
لاحظ تسلا أن إضاءة البرق البعيدة على الأرض تنتج اهتزازات كهربائية يمكن أن تنقلها الأجهزة على بعد مئات الأميال ولذلك اعتقد أن الأرض من الممكن أن تكون موصل جيد ويمكن استغلالها من خلال الاستفادة من خصائص توصيل الأرض فيمكن نقل كميات غير محدودة من الطاقة لأي مكان على الأرض بأقل خسائر وأراد اختبار نظريته فكان بحاجة لبناء أداة يمكن من خلالها تدفق الكهرباء لقياس البرق.
تجارب تسلا على الكهرباء
وفي النهاية بنى واحدًا أقوى عدة مرات ولكن بعد لحظات أظلم المكان فقد دمر من غير قصد دينامو شركة الطاقة لأنها سحبت الكثير من الأمبيرات من مولد الكهرباء حتى اشعلت النار فيه، وطالبت شركة الكهرباء تسلا بتعويضات عن الضرر وتم تشغيل المولد في غضون أيام قليلة.
وبدأ يلاحظ التغيرات غير العادية والأشخاص الذين يسيرون خارج المختبر كانوا يلاحظون وجود شرارات في بعض الأحيان تكونت بين حبات الرمل، وفي بعض المرات تسببت في حرائق وزحف على بطنه لتجنبها وارتدى هو ومساعده أحذية مطاطية لتجنب لسع الكهرباء وحشو الأذن بالقطن هربًا من الصوت.
على بعد مئات الأقدام من مذبذب عالي التردد توهجت جميع المصابيح بقوة لاسلكية مطلقة على قطعة أرض خارج المختبر، كانت أكثر انجازاته إثارة للدهشة هو إضاءة المصابيح 10000 وات دون استخدام أسلاك على مسافة 26 ميل من المختبر وبالرغم من كل ذلك لم يصبح التوزيع اللاسلكي للطاقة حقيقة واقعة ويرجع ذلك جزئيًا إلى الكمية الهائلة من الطاقة المطلوبة والكمية الكبيرة التي يتم إهدارها مما يجعل توزيع الطاقة اللاسلكية غير مجدي اقتصاديًا.
مكث تسلا في المختبر لمدة 9 أشهر أجرى خلالها العديد من التجارب وذات ليلة عام 1899م التقطت أدواته سلسلة من الإشارات واستنتج أنها من كوكب آخر الزهرة أو المريخ ولكنه سخر من الفكرة وبعد قرن من الزمان لما أعاد العلماء التجربة اكتشفوا أن الإشارة ناتجة بسبب مرور القمر عبر المجال المغناطيسي لكوكب المشترى وغادر تسلا المختبر يناير 1900م بفواتير كهرباء غير مدفوعة وتمت مقاضاته بسببها، بعد أربع سنوات تم هدم المختبر وبيعه في المزاد.