اكتشفمواهـب

مقاومة فراشة (1)

مقاومة فراشة.. من الجميل أن تعرف قيمة نفسك كإنسان، قوي، يمتلك القدرة على التغيير، بأبسط الأشياء كالابتسامة كل يوم في الصباح وأنت تشعر بالحياة التي تمنحك يوميا فرصة للاستمرار والمقاومة.. إحساسك بالهواء الجميل حولك، الماء الذي يلمس وجهك ويعطيك حيوية.. خطواتك تجاه العمل.. العمل الذي يعطيك فرصة لحريتك.

من الجميل أن تتأمل ما يحدث حولك من استهلاك لقيمتك كإنسان، ولا تسمح أبدا لأي قوة أن تشدك نحو عدو حقيقي لك.. هذا العدو كل شغله الشاغل أن يؤثر على وعيك بأن تتخذ ما يعطيه لك وكأنه مهم للغاية.. لذا عليك الانتباه ما الشيء المهم بالنسبة لي، أي ما أحتاجه بالفعل ويسد حاجة مُلحة عندي، ولا أستسلم أبدًا للأشياء التي تسلبني أموالي، أو وقتي، أو وعي باحتياجي الحقيقي.

مقاومة فراشة

فكل شيء تملكه لا تحتاجه هو إهدار لأموالك ووقتك وإنسانيتك لأنه يبعد بينك وبين وعيك بنفسك وبما تحتاجه ومالا تحتاجه.. من ثم تنساق وراء الأشياء والشراء دون تفكير حقيقي، في هذه اللحظة أنت لا تؤذي نفسك فقط بل تؤذي غيرك أشد الأذى، لأنك تبرهن بفعلك لصاحب رأس المال أنه صحيح، مما يؤدي إلى استمراره في طريقه من جلب بضائع أكثر رفاهية وأكثر تفاهة لا تمت لاحتياجات المجتمع بصلة حقيقية، إنما تساهم بجانب كبير في تزييف الشعور بالاستهلاك الذي يستنزف الأغلبية من المجتمع الذي نتشارك الحياة فيه، مما يؤثر على توافر السلع الأكثر أهمية للمحتاجين.

مع مرور الوقت والانسياق وراء زيف الاستهلاك ينعدم جزء مهم من ضمير فئة مهمة بالمجتمع، أصحاب رأس المال، لأنه ببساطة تزداد نسبة مبيعاتهم فيكتسبوا نجاحًا زائفًا، ويعتقد هذا الشخص أنه رجل أعمال ناجح وفي الحقيقة هو لص، وكل من يسمح بتزييف وعيه الاستهلاكي يساهم بشكل كبير في تعزيز وعي رجل الأعمال وصاحب رأس المال أنه على صواب.

حقيقة الاستهلاك

علينا الانتباه إلى حقيقة الاستهلاك لما نحتاجه ولما يمثل أهمية في حياتنا، ونكون أكثر قوة مع أنفسنا وندرك حقيقة قوة الشراء وتأثيرها على الفقراء والمحتاجين، ومن ناحية أخرى نُعيد توجيه عقول رجال الأعمال في الاستثمار الحقيقي الذي يفيد مجتمعنا بكل إنسان فيه.

أتمنى صديقي العزيز أن تعيد التفكير فيما تملك، وتفكر قليلاً، ماذا سيحدث لو هذا الشيء موجود؟ ما الذي تغير في عدم وجود هذا الشيء؟

ويبقى هذا التساؤل هو المحرك الأساسي لي في شراء أي شيء، ودوما أتذكر أنا إنسان قوي، أستطيع التفكير بهدوء وبشكل يفيد حياتي ويحافظ على أموالي.. ولا تنسى أبدًا أن الاستهلاك هو عدو حقيقي لك.

زر الذهاب إلى الأعلى