مقاومة يد صغيرة لطفلة اسمها (سما)
مقاومة يد صغيرة.. لم يكشف لي طاقة من نور للأمل سوى طفلة عمرها عشر سنوات عندما تحدثنا معا، وقصصت لها عن حلمي ورسمته لى.
فلما رأيت حلمي أمامي وتحقق فى رسمتها، امتلأت عيناي بنور فسرت على هدى ذلك النور، فرأيت أني أحارب أنا الأخرى لأحرر أطفالي، أحارب من وقت أطول مما تخيلت عندما تحدثت إلى أولادي وتلاميذي فوجدتهم يقولون (فلسطين المحتلة) ووجدتهم يرسمون الخريطة بشكل صحيح، يعرفون أننا علينا التعلم الجاد وبذل الجهد والصبر فى البحث والتحقق.
مقاومة يد صغيرة
وجدتهم يرسمون علم مصر ويعرفون أن كل شبر فى الأرض هو حياة وروح وكيان، وأن اللغة العربية هي جزء من تكويننا فلا بد أن يكون جزء مضيئا، ووجدتهم يرسمون علم فلسطين على أيديهم ويحددونها على الخريطة ويبحثون على ماهية الكيان الصهيوني، وكيف نتغلب عليه، ويرددون كلامي:
علينا أن نتعلم جيدا.
نأكل جيدا.
نمارس الرياضة.
ونربي ضمائرنا.
رأيتهم يفهون الجمل البسيطة والأهم أنهم يفعلونها، كنت أستيقظ بحلمي وأنام به باكية لا أستطيع التوقف سوى وأنا معهم.
حرب دائمة
لم أكن معاصرة لأي حرب من بداية حياتي حتى الآن، لكن مع تأمل الحقيقة والواقع المعاش أننا في حرب دائمة، أنا في حرب دائمة (لأكون)، كانت كلها حروبا منهكة على كل المستويات، لكنها ليست حروبا كالتي أعايشها الآن، أتأمل أطفالي وتلاميذي، ما كم هذا الجمال والحب والحياة!
الأطفال تستحق الحياة لأنهم يحملونها بداخلهم بذورا ستصنع عالما أفضل لم أستطيع تحقيقه وحدي بالكامل.
ربما لم أستطيع تحقيق ما أتمنى، لكنني حققت إنسانا، لا أدعي اكتفائي بعملي، أردت منذ أيام طائرة أصل بها لغزة لأحمل بها كل الأطفال وأخبئهم إلى أن تنتهي الحروب، لأعود بهم إلى وطن أجمل، أردت أن أجمع كل الساسة لأحرقهم كفعل هتلر، أردت أن أقتل دون رحمة أو شفقة أو تردد كل من قت طفلا.
أحب الأطفال..
أحب أطفالي وأحب تلاميذى، أحبهم بقدر رغبتي في الحرب، وحدي ضد كل ما يحدث، عقلي لا يتوقف وقلبي يبكي، وجسدي لا يتوقف عن العمل، وروحي وكياني يؤمنان بقوتي وبقوة من حولي اننا لن نتوقف، ولن أترك طفلا دون أن أعمله جيدا، وأن يعلم أنه قوي ويستطيع فعل كل ما يريد إذا أراد وأن عقله خارق وأن عليه أن يحيا ويتعلم كيف هي الحياة.
أطفال يقاومون ويفكرون.. أقف أمام نفسي وأخبرها.. أنت أقوى.. أنت أقوى بهم.
كتبت: سحر عبد المجيد