قصص الرعب

ملاكي الحارس دايل

ملاكي الحارس دايل
تمر بالإنسان العديد من التجارب الغريبة والمخيفة، وكذلك التجارب الجميلة والعظيمة، وفي أحلك لحظات حياتك، وفي أعمقها ظلمة وألمًا، ربما يرسل لك الله منقذًا.

وهذه إحدى تلك التجارب..

“حين كنت في الحادية عشر، كنت أعاني من مرض يسبب حالة مزمنة من عدم الرغبة في أكل الطعام، كنت لا آكل شيئًا أبدًا، وكان الأطباء في كل مشفى تقريبًا في حالة من اليأس، فقد حاولوا كل شيء معي ومع ذلك لم أكن أستطيع التهام طعام أبدًا وكأن جسدي يرفض الاقتراب منه حتى، لذا كنت أعيش فقط على أنابيب التغذية.

خلال ثلاثة أسابيع بدأت حالتي تتفاقم أكثر فأكثر وأصبح الوضع أسوأ ولا سبيل لعلاجي لدرجة أن جسدي قد اقترب من الموت عن طريق فشل الأعضاء، لكن حينها سمع والدي عن تلك المشفى الجديدة في شيكاغو ذات السمعة الجيدة لذا تم إرسالي إلى هناك.

ولكن مع ذلك ورغم الاهتمام الشديد الذي تلقيته، وقدرات الأطباء لم تتحسن حالتي ومع كل يوم كنت أقترب من الموت شيئًا فشيئًا، ولكن في إحدى الأيام يدخل طبيب جديد غرفتي لم أره من قبل، يقترب مني ويقدم نفسه لي ويقول أن اسمه هو الطبيب دايل، وقد أحضر معه حينها صندوقًا من الألعاب وقرر أن يقضي معي بعض الوقت في اللعب والحديث.

بقى معي الطبيب دايل خلال اليومين التاليين، حيث كان يهتم بي ويشاركني اللعب دائمًا، وفي اليوم الثالث جاء ويديه خلف ظهره وقال أنه أحضر لي مفاجئة، ثم وضع في يدي لعبة صغيرة لوحيد قرن، وقال:

“أعلم أنكِ تحبين وحيدي القرن”

قبل أن يقول بصوت حزين بأن هذه المرة الأخيرة التي سأراه فيها وأن عليه الذهاب للعمل في مكان آخر قبل أن يقدم لي تفاحة خضراء نضرة بوجه حزين ويطلب مني أن آكلها، وفي الواقع أكلتها من يده وأنا في حالة من الذهول.

خلال الأسابيع التالية بدأت حالتي تتحسن بشكل ملحوظ لدرجة أذهلتني وأذهلت الأطباء، وحين جاء والدي أخيرًا أخبرتهم بما حدث بيني وبين الطبيب دايل لذا قرروا أن يشكروه، ولكن حينما سألوا الممرضات وموظفات في المشفى عنه أخبروهم بأن لا طبيب في المشفى اسمه دايل أبدًا!!

وحين أخبرتهم بأنه هو من أعطاني لعبة وحيد القرن، قالت الممرضات بأنهن ظنن بأن اللعبة كانت من والدي، ولم يروا أبدًا ذلك الطبيب دايل معي.

مضى عشرون سنة منذ تلك الحادثة ومنذ ذلك الوقت لم أعلم هوية ذلك الطبيب الحقيقية ومن هو، لم أمرض أبدًا منذ ذلك اليوم وأظن أنه لم يكن بشرًا بل كان أقرب لملاكي الحارس الذي أنقذني من الموت.

زر الذهاب إلى الأعلى