من هي هيباتيا .. عالمة العصر الكلاسيكي
كانت هيباتيا أول عالمة معروفة في الإسكندرية بمصر، حققت شهرة واسعة بسبب إنجازاتها الفكرية ولكنها توفيت وفاة مروعة عام 415م، اكتسبت نساء أخريات شهرة واسعة في العصور القديمة في مجالات عديدة ولكنها بحسب رأي المؤرخين أول عالمة، فقد كانت النساء قادرات على الإنجاز العلمي ولكنهن لم يتلقين نفس فرص التعليم المتاحة للرجال، ولذلك ظلت المرأة لسنوات طويلة ليس لها دور تثقيفي في المجتمع، ولكن هيباتيا كانت معروفة وعلمت الناس الرياضيات والفلسفة وعلوم الفلك .
هيباتيا وبداية العصور المظلمة:
كان العالم القديم يتأرجح على أعتاب العصور المظلمة بداية من القرن الخامس الميلادي في مواجهة تجمعات البربر بعد تفكك الإمبراطورية الرومانية وفي هذا الوقت وقعت جريمة مأساوية مروعة عام 415 عندما حشد مجموعة من الناس لقتلها بوحشية وجرها في شوارع الأسكندرية لأنها كانت مع خلاف مع أسقف المدينة. قام الناس بتجريدها من ملابسها وسحبها في الشوارع وضربها حتى الموت، وتقطيع جسدها وحرقها.
شهيدة الفلسفة:
سميت هيباتيا بشهيدة الفلسفة كانت تؤمن بمبادئ المدرسة الأفلاطونية، كان والدها عالم رياضيات وفيلسوف قام بالتدريس في جامعة الأسكندرية والتي كانت أيضًا مكتبة ومتحف قبل قرون، ولكن تاريخ ميلادها محل نزاع يتراوح بين 350-370م، علمها والدها علوم الرياضيات والفلك زارت هيباتيا بلاد اليونان والرومان للدراسة وتلقي العلم، بعد أن علمت نفسها في التقاليد القديمة كانت تُعلم أي شخص يسألها عن فلسفات المفكرين الأوائل، وكانت تُلقى محاضرات في الجامعة ..
كانت هيباتيا عازبة طوال حياتها ربما لأن ذلك كان يتماشى مع دعوة أفلاطون بإلغاء نظام الأسرة، كانت تسافر في عربة وتلبس لبس العلماء، على عكس تصرفات النساء الأخريات في ذلك الوقت، ذكرت المصادر التاريخية بأنها كانت جميلة، وكانت تتمتع بسمعة جيدة بأنها محبة للتعلم والعلم وكريمة.
أعمال هيباتيا:
أما بالنسبة لأعمالها فيُنسب إليها اختراع الأسطرلاب وهي أداة تُستخدم في الملاحة، علاوة على ذلك يُنسب إليها المكثاف المستخدم في قياس لزوجة السوائل، ويُنسب إليها المجهر الذي سمح للناس برؤية الأشياء تحت الماء، وقال عنها الأسقف سينيسيوس أحد طلابها أنها اخترعت جهاز لتقطير الماء، وكتبت نصوص رياضية رائعة وأيضًا تعليقات على أعمال علماء الرياضيات البارزين الذين سبقوها.
ولكنها عاشت في زمن كان بمثابة مفترق طريق ديني وثقافي، بالقرب من نهاية العصر الوثني وبداية المسيحية وباعتبارها وثنية بارزة في مدينة تتحول بسرعة للمسيحية، اكتسبت عداوة الأسقف كيرلس الأول بسبب صداقة أوريستيس حاكم مصر الروماني، اعتقد الأسقف أنها منعت أوريستيس من التحول للمسيحية.
كيرلس يأمر بحرق الجامعة:
أمر كيرلس بحرق كل المعابد الوثنية في الإسكندرية والجامعة والمتحف والمكتبة لأنه تم ربطها بهيباتيا ووالدها، ونتيجة لذلك فر الفنانون والمثقفون من المدينة وتم حرق جميع أعمالها والكتب، أعلنت الكنيسة بعد ذلك أن كيرلس هو عمود الدين ومصباح الكنيسة، وتم وصفه من قبل مجلس الأساقفة النسطوريين في أفسس عام 431م بأنه وحش، كان العديد من طلاب هيباتيا مسيحيون وحزنوا كثيرًا عليها، كان أحد طلابها هو الأسقف سينيسيوس الذي علم مبادئ الفلسفة الأفلاطونية.
كانت تحاول مساعدة النساء الأخريات على التعلم حتى يُصبحن عالمات ولكن أبقى المجتمع النساء خارج الأدوار العلمية لسنوات حتى أوائل القرن العشرين .. بعد حادث موتها المأساوي واتهامها بالسحر فقد روع خبر موتها المأساوي الكثيرين حتى الكتاب المسيحيين الذين كانوا معادون لها فكريًا ..