سينما

ملخص فيلم MAMA

"الأم تبقى الأم...حتى فى الحياة الأخرى"

ملخص فيلم MAMA
نشأنا  و تربينا على دور الأم في حياتنا منذ نعومة أظافرنا. و نعلم جيداً مكانة الأم عند الله عز و جل. و لكن عزيزى يا من تتابع هذا المقال، نتحدث اليوم عن أمومة العالم الأخر، الحب الغير مشروط بالعطاء المُقابل… و الذى لا يمنعَهُ, حتى الموت!!

تدور أحداث فيلم MAMA حول الزوج المُحبط الذي فقد ثروته  Jeffery Desange الذى قام بإطلاق النار على شركائه في الشركة. و زاد الطين بلة عندما قام بإنهاء حياة زوجته أيضاً أثناء شجارهما في غرفتهما، و أثناء  تواجد طفلتيه في غرفة أخرى. و حين عاد لغرفة الأطفال و سألوه إذا ما كانت الأم بخير، رد بأنها ليست على ما يرام و أنه سوف يصطحبهما للمدرسة عوضاً عنها، و أثناء قيادة الأب للسيارة و أثناء سماع الأنباء المنتشرة في الراديو عن جريمته، تنحدر السيارة عن الطريق و تسقُط بداخل إحدى الغابات. يقرر التخلص من  إبنتاه الإثنتان. حيث يقوم بإصطحاب الصغيرتين لكوخ صغير بداخل أعماق الغابة و يقرر إطلاق النار عليهن و على نفسه.

و في مشهد درامي رائع، يحاول الأب أن يجذب إنتباهَهُن للنظر خارج زجاج النافذة الصغيرة التي تطل على أشجار الغابة الفارعة حتي يتثنى له أن يطلق النار على رأس الصغيرتان، باكياً، متردداً إثر ما ينوى فعله… و فجأه!! يظهر من العدم شئ غير مرئى للمشاهد، يرفع الرجل بقسوة لأعلى، و يقوم بسحبه بعيداً و يتوارى في ظلمات الكوخ… تاركاً الطفلتين و لازالوا منجذبين لمشهد الأشجار.. خارج الكوخ.

و يبدأ تتر الفيلم، و تبدأ الموسيقى الملائكية الجميلة المؤلفة من مقطوعة كلاسيكية رائعة و  مجموعة من الأطفال يرددون الأهات حاكياً ما حدث للاطفال أثناء تواجدهم في الغابة عن طريق رسومات بسيطة (من الواضح) أنها لطفل يسرد ما يحدث; مشهد لهما جالسين على شجرة يتناولان حبات التوت، مشهد اخر لهما و شئ خفى يحملهم في الهواء في محاولة لإمتاعهم و جعلهم يعتقدان أن بإستطاعتهم الطيران…إلي أن تبدأ الأحداث الأتية:

بعد مرور 5 سنوات من محاولة عم الطفلتين Nicolas Desange في العثور عليهن، يجدهن في النهاية مقيمتان في نفس الكوخ و قد خلت منهم مظاهر التحضر. كانوا كما كان إنسان العصر الحجرى. فاقدين القدرة على الكلام، يمشون علي أربع… و الغريب أنهن كانتا بصحة جيدة.. من كان يقوم بإطعامهن؟ من كان يسهر على راحتهن ليلاً؟ لنجد من خلال أحداث الفيلم أن MAMA اللتان كانا يتحدثان عنها، ما هي إلا كيان من عالم أخر… كيان مرعب لمن يجرؤ على أخذ الإبنتان.

تبدأ صديقة  عم الفتاتان Annabelle برؤية أحلام تكشف حقيقة الكيان المرعب.. الشبح كان لإمرأة تدعى Edith Brennan. إمرأة بائسة مضطربة عقلباً، قبل إيداعها إحدى المصحات النفسية المُلحقة بأحد الأديرة عام 1800, قاموا الراهبات بأخذ رضيعها الصغير لرعايته، فتقوم الأم بالهرب، و تقوم أيضاً بطعن الراهبة القائمة على رعاية الطفل، و تأخذ رضيعها و تهرب به. و أثناء ملاحقة عناصر المصحة لها، تقوم بالقفز من فوق منحدر يطل على نهر جارى. ليرتطم الأم و الرضيع بجذع خشبى في منتصف المنحدر، و تسقط الأم في المياه، و يبقي الرضيع معلق في الجذع… حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة.

و تحدث لروح الام حالة صدمة! تهيم على وجهها في الملكوت باحثة عن رضيعها، حتى يلتقي مصيرها بالفتاتان… و تتخذهما كأبنتين لها.

تقوم MAMA (الروح الهائمة) بأخذ الفتاتان لنفس المنحدر (مكان اللعنة) ليلحقهما Nicolas و Annabelle، متوسلين لها بترك الطفلتين. و لأن الصغير Lily لم تكن لتميز أمها البشرية التى قُتلت على يد والدها، تعقلت Lily بMAMA أكثر من اختها Victoria التى كانت أكبر منها سناً.. و في مشهد يدمي القلب و العين، تتوسل Victoria ل Lily بأن تبقى. لكن  لأن Lily الصغيرة لم تدُرِك فى هذا العالم الموحِش أم أخرى سوا MAMA، فا تقرر الذهاب معها… حيثُ السعادة و الأمان.

و في مشهد النهاية، تقوم MAMA بإحتضان الصغيرة Lily و القفز فوق المنحدر، ليرتطما الإثنان بجذع الشجرة الناتئ (ذاته) و يتحولا لأعداد هائلة من حشرات العتة (تشبه الفراشات، لكنها رمادية اللون). لتأتى إحدى الفراشات و تقف على يد Victoria.. تلك الفراشة هى نفسها Lily.. أو بمعنى أدق… روح الصغيرة Lily.. لتنتهى اللعنة، و ترتضى MAMA بعودة رضيعها الضائع.

الفيلم يحمل معاني رائعة. إن كنت يا عزيزى من محبى أفلام الرعب، بالتأكيد سوف تُعجَب كثيراً بجُرعة الرُعب فى هذا الفيلم.. لكن من داخل أعماق قلبك، سوف تجد نفسك تلقائياً تذرف الدموع. خصوصاً ، فى مشهد النهاية. أعتقد من وجهة نظرى المتواضعة، أن لو كان هناك (فعلاً) أشباح في هذا الكون، لظلت أشباح الأمهات تحمل نفس مقدار الحُب الذى كان بقلبهن و هن أحياء.

 

حلمي مطر

حلمى مطر, كاتب قصص رُعب قصيرة من الأسكندرية. بدأت بالنشر الإليكترونى منذ فترة من خلال صفحات التواصل الإجتماعى و نالت كتاباتى و الحمدلله إستحسان الناس.
زر الذهاب إلى الأعلى