ناتاشا الدمية المسكونة
ناتاشا الدمية المسكونة ، حين يخذلنا العالم، وتتملكنا الوحدة و الخوف، لا ندري لمن نشكي همومنا، وهكذا ربما نبحث عن أي شيء خيالي أو وهمي أو ربما دمية صغيرة لنقول لها عما بداخلنا.
وهكذا بدأت قصة الدمية ناتاشا المسكونة، حيث حملت داخلها آلام و شكوى السنين الخاصة بصديقتها الوحيدة، لذا دعني أقص عليك قصة الدمية ناتاشا :
كانت يانا طفلة روسية رقيقة في الثامنة من العمر حينما وصلت مع والدتها للولايات المتحدة خلال سبعينيات القرن الماضي، كانتا قادمتين من روسيا بعدما توفي والد يانا بسبب مرض السل، لذا بعدما لم يبق لهم أحد في روسيا قررت الأم آلينا التواصل مع أخيها ماتفي الذي يعيش في الولايات المتحدة ليقبل بهما تحت رعايته.
ولكن ماتفي كان رجلا قاسيا شريرا، يخفي إشتهائه للأطفال تحت قناع من الرقة و اللطف.
أحبت يانا منزلها الجديد، ومدرستها الجديدة، وكذلك دميتها الجديدة التي ابتاعتها لها أمها، و في كل الحالات أحبت يانا و أمها آلينا الحياة في منزل الخال ماتفي، حيث كان يبدي إهتماما أبويا واضحا ليانا وهذا ما جعل آلينا تطمئن على إبنتها معه.
وهكذا في كل ليلة، كانت الأم تغسل أطباق العشا بينما تتسلل إلى مسامعها أصوات ضحك يانا بينما يلاعبها خالها في غرفتها، إلى أن جاء اليوم وتسلل إصبع الخال إلى داخل جسد الفتاة الصغيرة، ظنت الفتاة في البداية أنه بالتأكيد خطأ غير مقصود، ولكن مع تكرار الأمر قررت أن تخبر والدتها.
وفي ليلة مأساوية قررت الفتاة أن تترك خالها داخل غرفتها، ثم تتجه لوالدتها التي تغسل الأطباق و تخبرها بكل براة وحزن
“أمي..خالي يلمس جسدي بطريقة غير لائقة”
لتنظر لها الأم بغضب و تضرب الفتاة بكفها على وجهها الرقيق و تقول
“كيف تجرئين على قول ذلك عن خالك !”
وهكذا شعرت الفتاة الصغيرة بالحزن يخيم على صدرها بعدما ادركت أنها وحدها في هذا العالم، ثم ركضت إلى غرفتها وعانقت دميتها وبكت بينما تشتكي في أذن الدمية عما حدث.
و في ظلام الليل وبينما كانت تبقي، دخل ظل خالها غرفتها و خيم عليها لسنين قادمة، حيث تعرضت يانا للإغتصاب و الانتهاك المستمر إلى أن وصلت سن الثالثة عشر حيث أصابها الحمل بعدما تحطمت شخصيتها و أصيبت بحالة من الإكتئاب المزمن و العزلة المستمرة، ولم تكن تشتكي لأحد سوى دميتها.
في النهاية طورت يانا نوعا من الوهم و أصبحت تصدق بوجود حياة داخل دميتها ناتاشا،وفي إحدى الأيام يقال بأنها قامت بحوار خيالي مع دميتها حيث قالت الدمية للفتاة بأنها إن منحتها حياتها ستحول حياة خالها و أمها إلى جحيم.
و هنا إقتنعت يانا بأنها إن منحت حياتها وحياة طفلها إلى الدمية فسوف تنتقم لها من خالها وأمها، وهكذا انتحرت الفتاة الصغيرة وأخذت معها طفلها للحياة الأخرى عن طريق شرب المنظفات.
وبعد فترة قصيرة من موتها غرقت أمها آلينا في إدمان الكحول وقيل أنها قتلت أخاها قبل أن تنتحر هي الأخرى، وحينما أخرجوا جسدها من المنزل وجدوا دمية طفلتها بين ذراعيها وكأنها كانت تبكي نادمة على ما فعلته بإبنتها الوحيدة.
هكذا إنتقلت ملكية الدمية و بقية أشياء العائلة إلى مالك المنزل الجديد حيث قرر بيعها و التخلص منها، و بالتالي تم بيع الدمية بعد ما حدث على الإنترنت لتصبح إحدى أشهر الدمى المسكونة حيث يقول مالكها الجديد بأنها لا تحب البقاء في مكان واحد أبدا، ودائما ما تبكي ليلا رثاء لصديقتها يانا.