نفسية الزوج بعد خيانة زوجته وهل ينسى الزوج ويسامح أم لا؟!
كتبت/ أسماء إبراهيم
لا يمكن قياس نفسية الزوج بعد خيانة زوجته أو رد فعل الزوج على الخيانة دون النظر إلى شخصية الزوج وطريقة تفكيره وتربيته يمكن التنبؤ به من جهة، كما يمكن النظر في طبيعة العلاقة بينه وبين زوجته ونوعية المشاكل والخلافات التي تجمعهما أو تفرقهما، ولا نبالغ عندما نقول إن رد الفعل على خيانة الزوجة قد لا يتكرر بدقة في حالتين ، ومع ذلك فإن الآثار والمشاعر الأساسية التي تهاجم الزوج يمكن تحديدها عند اكتشاف خيانة الزوج.
نفسية الزوج بعد خيانة زوجته من أقسى التجارب التي قد يمر بها الرجل، خيانة الزوجة لا تهدد ثقة الرجل نفسه فحسب، بل تجعله يعيش في رعب وخوف من الفضيحة والعار الاجتماعي، فكيف تكون سيكولوجية الزوج عندما تكتشف خيانة الزوجة؟
هذه أبرز الآثارعلى نفسية الزوج بعد خيانة زوجته:
-
الصدمة والغضب:
الصدمة هي أول ما يشعر به الزوج عن اكتشاف خيانة الزوجة، وتتحول مشاعر الصدمة إلى شعور عارم بالغضب بسرعة كبيرة، حيث ينتقل الرجل إلى التفكير باتخاذ إجراء انتقامي من الزوجة الخائنة وعشيقها أسرع مما تفعل المرأة التي يخونها زوجها.
-
أعراض جسدية لخيانة الزوجة:
بعض الرجال قد يعانون من أعراض جسدية واضحة عند اكتشاف خيانة الزوجة، أبرزها الصداع والغثيان وفقدان التوازن، وقد تصل هذه الأعراض إلى الإغماء، كما قد تستمر بعض هذه الأعراض لفترة طويلة نسبياً مثل اضطرابات الشهية واضطرابات النوم والشعور بالتعب المزمن.
-
الرغبة بالانتقام ومعاقبة الزوجة:
من المشاعر التي يصعب السيطرة عليها رغبة الزوج القوية بالانتقام من الزوجة الخائنة ومن الرجل الذي شاركها الخيانة، وعلى الرغم من تشابه رغبة الانتقام بين الرجال والنساء عند التعرض للخيانة؛ إلّا أن الزوج الذي يتعرض للخيانة يمتلك دوافعاً أكبر لتنفيذ انتقامه بسبب التعاطف الاجتماعي مع الرجل المخدوع، وتفوّق الرجل على المرأة اجتماعياً بنواحٍ عديدة.
-
الخوف من الفضيحة والعار:
القلق بشأن الفضيحة وانكشاف خيانة الزوجة من أقوى الأفكار التي تسيطر على الزوج عند اكتشاف الخيانة، لذلك يحاول بعض الرجال معالجة خيانة الزوجة بهدوء شديد إن ضمنوا كتمان الأمر وعدم معرفة أحد بالخيانة، كذلك يعالج آخرون الخيانة بطريقة عنيفة -قد تصل إلى التصفية الجسدية- فقط لأن خيانة الزوجة انكشفت أمام أشخاص آخرين أو أصبحت سيرة على ألسن الناس.
-
التفكير بالرجل الآخر:
لا يستطيع الزوج تجاهل الرجل المنافس الذي شارك بالخيانة، بل يعتبره مجرماً ومعتدٍ، عملياً الزوجة الخائنة هي المسؤولة وحدها عن الخيانة أمام الزوج ما دام الرجل الآخر غريباً، لكن شعور الانكسار أما رجل آخر شعور مقلق لجميع الرجال، ما يدفع الزوج المخدوع للبحث عن غريمه، والإصرار على معرفة هويته، وربما محاولة إيذائه بطريقة أو بأخرى.
لذلك يسهب الزوج المخدوع بالأسئلة ويحاول أن يعرف التفاصيل الدقيقة لنوع ودرجة الخيانة التي تورطت بها الزوجة، كما يفقد الزوج السيطرة على التفكير المفرط باحتمالات مفتوحة، مثل عدد الرجال الذين تعرفهم الزوجة ومنذ متى تخونه… إلخ.
-
الحزن والكآبة والضعف:
بعد مرور القليل من الوقت على اكتشاف الخيانة وفتور الغضب نسبياً لدى الزوج المخدوع، تبدأ مشاعر الكآبة والحزن بالسيطرة على نفسية الزوج بعد خيانة زوجته، ويشعر الزوج بالضعف وقلة الحيلة، كما يشعر أنه فشل في صون زوجته والحفاظ عليها، وفشل في إرضائها وإشباع رغباتها العاطفية والجسدية، وهذه المشاعر تراود معظم الرجال الذين يتعرضون للخيانة وإن لم يعبّروا عنها.
-
انخفاض الأداء في العمل:
في الكثير من حالات الخيانة تعانى نفسية الزوج بعد خيانة زوجته من الإهمال فى العمل حيث يعجز الزوج عن تقديم أداء طبيعي أو حتى قريب من الطبيعي في عمله أو علاقاته الاجتماعية أو حتى في علاقته مع أبنائه، وقد يحتاج الزوج المخدوع إلى فترة طويلة نسبياً ليستعيد ذاته ويقدر على متابعة عمله وحياته الاجتماعية بشكل طبيعي، وفي حالات أخرى يهرب الرجل المخدوع إلى العمل ويحاول أن يمنع نفسه من التفكير من خلال ساعات العمل الإضافية أو الانغماس في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
-
فقدان الثقة:
خيانة الزوجة تقضي على ثقة الزوج بها تماماً، ليس فقط ثقته بها من ناحية إخلاصها له، بل حتى ثقته بتربيتها لأبنائه، وثقته بحفظها لماله أو أسراره، وفي حال اتخذ الزوج قرار التسامح مع الزوجة الخائنة سيحتاج إلى الكثير من الجهد لاستعادة الثقة المهدورة.
-
انخفاض احترام الذات:
يشعر الزوج الذي يتعرض للخيانة بالدونية والنقص والهزيمة أمام رجلٍ آخر، فالرجال مستعدون جينياً لإثبات أنفسهم أمام امرأة، وإخلاص الزوجة يعتبر من أهم مؤشرات إثبات الذات التي تمنح الرجل شعوراً برجولته، لذلك تؤثّر الخيانة الزوجية على نظرة الزوج لنفسه وتخلق لديه شعوراً بعدم الاستحقاق وعدم الكفاية والخزي الذكوري.
من الأفكار التي تسيطر على نفسية الزوج بعد خيانة زوجته أيضاً شعوره بالسذاجة أو حتى الغباء، وغالباً ما يتناسب هذا الشعور مع مدى ثقة الزوج بزوجته قبل الخيانة، وتوقعاته المسبقة.
-
لوم الذات على خيانة الزوجة:
حالة الشعور بالذنب أو تحمّل المسؤولية من أكبر الآثار التى تعانى منها نفسية الزوج بعد خيانة زوجته حيث أن جلد الذات يعد حالة مشتركة بين الرجال والنساء الذين يتعرضون للخيانة، لكن الرجال أقل ميلاً للغرق في لوم الذات وأكثر ميلاً للشعور بالنقص والدونية بسبب تعرضهم للخيانة، مع ذلك قد يشعر الزوج أنه مسؤول عن خيانة الزوجة بسبب إهماله أو تقصيره معها عاطفياً أو جنسياً أو حتى من الناحية المادية، أو يعتبر أن خيانة زوجته له عقوبة إلهية على خيانته لها، هذا الشعور قد يكون دافعاً قوياً لبعض الأزواج لمسامحة الزوجة وإعطائها فرصة ثانية.
-
اللجوء للخيانة أيضاً:
لجوء الزوج للخيانة بعد اكتشاف خيانة الزوجة سلوك شائع، لا يأتي فقط من باب الانتقام من الزوجة الخائنة، بل أيضاً بدافع إثبات الذات مجدداً، وربما ندماً على الإخلاص إن كان مخلصاً.
-
الندم على الإخلاص:
من وجهة نظر علم النفس جميع الرجال والنساء يفكرون بالخيانة وتراودهم مشاعر وعواطف وأفكار تتعلق بخيانة الشريك، والنقطة الحاسمة هي تحوّل هذه المشاعر إلى سلوك مقابل القدرة على السيطرة وكبتها بنجاح، وعندما يكون الرجل مخلصاً ويتعرض للخيانة؛ غالباً ما يشعر بالندم على مقاومة الإغراءات وعلى الالتزام والإخلاص.
-
التعميم على النساء:
من الآثار التى تهدد نفسية الزوج بعد خيانة زوجته قد يعاني الزوج الذي يتعرض للخيانة من التعميم على جميع النساء والنظر إليهن كخائنات، هذا يؤثر على تعامل الزوجة مع زوجته الخائنة واتخاذ القرار بشأنها، وقد يكون عائقاً كبيراً أمام الزوج في علاقاته المستقبلية مع النساء سواء في زواج جديد أو حتى على مستوى الزمالة، بل أن بعض الرجال يجدون صعوبة بالتعامل مع أكثر النساء قرباً إليهم مثل الأمّ أو الأخت!
-
سلوك إيذاء الذات:
ليس من النادر أن يلجأ الزوج المخدوع لسلوكيات إيذاء الذات مثل الانغماس في الحياة الليلية وتعاطي الكحول أو المخدرات، أو إيذاء الذات النفسي باجترار الأحزان والتفكير المفرط، وقد يحاول بعض الرجال الانتحار بعد تعرضهم للخيانة للتخلص من الألم النفسي أو لخلق شعور دائم بالذنب لدى الزوجة الخائنة.
-
الرجال أقل ميلاً للتسامح مع الخيانة:
لأسباب شديدة التعقيد تتعلق بطبيعة النفس البشرية والفرق بين الرجل والمرأة اجتماعياً وجسدياً؛ غالباً ما يكون الرجل أقل ميلاً للمسامحة والتسامح مع الخيانة، فيما تحاول أغلب النساء التسامح مع خيانة الرجل والتعامل معها كنزوة، وتعتقد الزوجة أن عليها استعادة الرجل من المرأة التي سلبته.