حدث بالفعلطلاسم

نفق الرعب

نفق الرعب
الأنفاق المُظلِمة عادةً ما بتكون مُخيفة، خصوصًا للناس اللي بتقلَق من الأماكِن الضيقة أو الأماكِن المُظلِمة، لكن لو إتكلِّمنا عن النفقين التوأم زي ما بيقولوا عليهم والموجودين في داونينجتون في بنسلفانيا.. فالوضع هيختلِف شوية.. لأن أي حد عارِف بقصة النفقين دول.. هيخاف منهم!

مهما كان جريء!
نفق الرعب

ودا لأن تاريخ النفقين دول مُرعِب فعلًا!

خلينا نتفق الأول إن مفيش حد مش بيخاف من الأنفاق، خصوصًا لو ضلمة، ضيقة، وطويلة! تخيَّل بقى كمان لو قُلت لك إن الأنفاق دي ساكنها شبح ست مشنوقة، طفل رضيع ميت، وجُثة متقطَّعة! أظن كدا بقت مكان مُثير للاهتمام.. خصوصًا للناس اللي بتعشق الرُعب زينا!

مشهورين جدًا باسم «النفقين التوأم»، موجودين في ريف مُقاطعة تشيستر، ببنسلفانيا، وبسبب كُل اللي قُلته لك فوق.. فالمكان دا هو المكان المُفضَّل للمُراهقين المحليين، للباحثين عن المُغامرة، ولعشَّاق الرُعب.

النفقين دول في الأساس كانوا أنفاق بتعدي من تحت شريط السكة الحديد، واحِد منهم ضحل ومليان بروافِد نهر برانديوان، ودا مخليه دايمًا غرقان مية لدرجة إنك لو حبيت تمشي فيه لازِم تلبس في رجلك بوت طويل، وضروري يبقى معاك كشَّاف.

أما النفق التاني، فمُجرَّد نفق طويل، مُظلِم، وفاضي تمامًا، الأساطير الحضرية والإشاعات المحليَّة بتقول إنه كان مكان لتضحيات شيطانية وأعمال سحر مُظلِم.

النفق دا فعلًا بيختصِر طريق طويل على المسافرين، لكن بسبب طوله وضيقه، فهو مُظلِم دايمًا، حتى خلال النهار!

أكتر حاجة مُميَّزة فيه هي العمود الهوائي الموجود في مُنتصفه تقريبًا واللي بيوصَّل بين النفق وبين شريط السكة الحديد اللي فوقه، الأساطير الحضرية بتقول أن كان في بنت شابة لطيفة تورَّطِت في علاقة مع شاب محلي، ووعدها بالجواز فعلاقتهم تطوَّرِت، ونتج عنها طفل رضيع جميل، لكن الشاب رفض الاعتراف بالطفل ونفى نسبه ليه، فالأم المسكينة أصيبت بحالة إحباط شديدة، وفضلت تمشي في شوارِع المنطقة بدون هدى لحد ما لقت نفسها في النفق دا، وفورًا قرَّرت تنهي كُل حاجة!

شنقِت نفسها في العمود الهوائي دا، وكانِت حاضنة ابنها بين ايديها، فلمَّا ماتِت.. الرضيع وقع من إيدها على الأرض ومات فورًا!

بيقولوا إنك لو زُرت النفق في وقت متأخَّر من الليل.. هتشوف شبح الأم الحزينة وهي بتدوَّر على ابنها، وهتسمع صوت بكاء الطفل الرضيع بصوت عالي.

لكن الأسطورة دي مفيش دليل قوي عليها، وعشان كدا يمكِن تكون أسطورة مالهاش أساس من الصحة، لكن سنة ١٩٩٥.. حَصَل حاجة غيَّرِت نظرة الناس للنفق للأبد!

سنة ١٩٩٥.. سُكَّان المنطقة صحوا من النوم عشان يلاقوا شنطة سودا شكلها غريب جدًا في نُص النفق، كانِت ملفوفة بشريط لاصِق، ومربوطة كويِّس أوي بسلك قوي، جوا الشنطة دي كان فيه نُص جُثة لست مجهولة، لكن رجليها.. مكانش ليهم أي أثر!

الجُثة كانِت لسَّه جديدة، ودا خلى الطب الشرعي والشُرطة قادرين – بسهولة – ياخدوا عينات من حمضها النووي، وبصماتها، لكن الغريب.. إن دا مكانش مُفيد، الست مكانش ليها وجود على السجلات الرسمية، لا الحمض النووي ولا البصمات وصلوا الشُرطة لحاجة أبدًا.
نفق الرعب

وفضل الموضوع غريب لمُدة ست شهور! ساعتها حصلِت حاجة خلته أغرَب!

بعد ست شهور لقوا رجلين بدون جُثة في بلدة ميدلتاون، على بُعد تقريبًا ٢٠ ميل من المكان اللي لقوا فيه الجُثة، لكن للأسف.. الرجلين دي كانِت متحلِّلة تمامًا، لدرجة إنه كان مستحيل تمامًا مُطابقتها مع الجُثة اللي لقوها، على الرغم من كدا.. الطبيب الشرعي قال إن طريقة قطع العظام بتتلاءم – تقريبًا – مع الجُثة المجهولة اللي لقوها في الشنطة.

 

بيقولوا أنك لو زُرت النفق بالليل هتسمع صوت ست بتصرُخ وبتقول: ” ساعدوني! ”

بس خُد بالك.. عشان اللي دخلوا يساعدوها قبلك.. مخرجوش لحَد دلوقتي!

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى