نفسانى

هل الانسان مادة ام روح ؟

الانسان مادة ام روح –  كتب كريم حسن :-

منذ دبّ الإنسان على هذه الأرض وهو يسأل هل هو مكوَّن من مادة أو روح؟ وما هي طبيعة هذه الروح؟ وما هي خصائصاها؟ وما الذي يميزها عن البدن؟ وما هي العلاقة بينهما؟ وكيف تتكوَّن هذه العلاقة؟ وهذه الأسئلة ما زالت تسأل حتى الآن ولكنها مرتدية زينة العصر؛ هل المخلوقات الغير بشرية لها وعي غير مادي؟ هل يمكن للتكنولوجيا بقوتها الحالية وتقدمها بناء حاسوب ذكيّ وأن يكون له وعي كالإنسان في يوم من الأيام؟ في الحقيقة، هناك كثير من المواقف التي نمرُّ بها ونشعر فيها بأحاسيس ونقول عنها عفويًا أنها معنوية أو روحية أو عقلية، أو غير ذلك مما نُفهم به أنه غيرُ ماديّ، إن العقل في هذه الحالة نعني به أنه حالة من الوعي بشئ خارجي أو داخل أنفسنا، وهذه الحالة تتعدى مجرد الإحساس إلي الشعور والإدراك.

الانسان مادة ام روح ؟

يرى ديكارت أن النفس كقوة مفكرة متمثلة في الروح أو res cogitans ، ويرى أنها مختلفة ومستقلة عن النفس كمادة متمثلة في الجسد أو res extensa، إذ يقول في عبارته الشهيرة : ” أنا أفكِّر… إذًا أنا موجود! ”

ومعنى كلامه أن كل شئ في الوجود قابل للشك والإنكار عدا كون الإنسان واعيًا بنفسه أنه هو هو حين يفكِّر، حتى لو كان الإنسان يحلُم، أو يُلعب به كعرائس الماريونيت بواسطة قوة غامضة خفية، فإنه في كل هذه الأحوال يظل هو نفسَه، وذلك لأن وعيه بنفسه لا يعتمد ولا يتأثر بالواقع الخارجي. ويرى أن العقل البشري لا يخضع لقوانين الطبيعة، وكذلك فإن هذا العقل لا يمكن رؤيته لأنه بُعْدٌ غير مادي.

لكنه مع ذلك يستمد مادة الفكر من الحواسّ وذلك من خلال ما سماه الغدة الصنوبرية في المخ pineal gland، وبالرغم من أنه تمّ رفض هذا الإدعاء إلا أنه لم يأت من بعده تفسير حصل على إجماع الفلاسفة. إلا أن الناس في هذه القضية مدرستين، وهما المثنوية dualism والأحادية monism، والمثنوية هم من يقولون بوجود عالم الروح بجانب عالم المادة، وتنقسم المثنوية إلي مذهبان؛ أولهما تعتقد بأن العقل خُلق من مادة مختلفة تمامًا عن المادة المحسوسة في العالم المشاهد، وهذه المادة لها قوانينها المختلفة والمستقلة عن قوانينا، وتسمى مثنوية المادة substance dualism.

وثانيهما ترى أن العقل ظهر بسبب تجمع خلايا المخ وعملها على النحو الذي هي عليه، فهو خاصية من خواص المخ، وتسمى مثنوية الخصائص property dualism، لأن المادة لها خاصِّيتان، إحداهما مادية والأخرى روحية. أما الأحادية فتنقسم إلي ثلاثة مذاهب، أولها الفيزيائية physicalism.

والتي تقول بأن الظاهر من هذا العالم هو فقط ما نراه وأن العقل بالرغم من أننا لا نراه إلا أن علاقته بالعالم المادي محدودة ويمكن استنتاجها لأنها تخضع لقوانين الطبيعة، فالعقل ما هو إلا مجموعة من الجزيئات تكوّنت كما يتكون أي نظام معقد، وثانيها المذهب المثالي idealism، والذي يرى أنه ليس ثمة ما يدعى مادة وإنما هذا العالم الذي نراه هو وهم وخيال وليس بحقيقة على الإطلاق.

وإنما الحقيقة الوحيدة هي العقل، وثالثها الأحادية المحايدة neutral monism، والتي تقول بأن العالمان الحسِّي والمعنوي كلاهما يفيضان من شئ لا هو مادي ولا هو روحي.

اقرأ أيضًا:

نظرية التطور وأصل الانسان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى