اكتشفنفسانى

هل تخاف من خسارة الناس أم تخشى فقدان نفسك؟

هل تخاف من خسارة الناس أم تخشى فقدان نفسك؟.. كثيرًا ما نجد البعض يخشى من الناس ويخاف على الناس أكثر مما يخشى على نفسه، فهل أنت منهم؟ هل تخاف أنت من الناس ولا تخاف من نفسك؟

إن كنت كذلك يجب أن تتوقف الآن، يجب أن تدفع نفسك للأمام، وأن تكون قدوة لنفسك، ولا يهمك ما يفعله الناس، وهل خسرتهم أم لا؟ ولكن اهتم لنفسك، هل أنت تخسر نفسك أو تفقد نفسك؟ هذا ما يجب أن تهتم به، فاعمل لنفسك ولا تهتم بشأن الناس.

خسارة الناس شيء صعب، ولكن خسارة نفسك شيء أهم بكثير، يجب أن تهتم بأمر نفسك ولا تقارن نفسك بالناس أبدًا، نجد البعض أهم شيء عنده هو إرضاء الناس حتى وإن لم يرضي نفسه، وهذه المشكلة نفسية يجب أن يُعالج المرء نفسه منها سريعًا.

واعلم أن رضا نفسك يأتي بعده رضاء الناس عنك، أما رضا الناس عنك لا يأتي ورائه رضاك عن نفسك؛ لأنك ببساطة فعلت ما يريده الناس ولم تفعل ما تريده أنت.

هناك مثل قديم يُقال وهو: “البس ما يعجب الناس وكُل ما يُعجبك” هذا المثل قسم حياة الشخص إلى قسمين، فليس دائمًا يجب إرضاء الناس، وليس أيضا دائما يجب إرضاء نفسك؛ لأن الخطأ موجود في كل وقت، ولذلك يجب أن تفرق بين المواقف التي يجب فيها أن ترضي نفسك أولًا، وبين المواقف التي يجب فيها أن ترضي الناس أولًا.

بالتأكيد خسارة الناس شيء مهم، فالإنسان اجتماعي بطبيعته، ولا يميل إلى العزلة والوحدة، بل يميل إلى الاجتماع والتجمع، يميل إلى الانخراط والاختلاط.

ولذلك فإن خسارة الناس شيئًا أيضًا مهم، ولكن كما ذكرنا فإن الأهم هو النفس، وبالتالي يجب أن تجمع بين الأمرين، أن ترضي نفسك وترضي الناس، ولكن هذا الشيء صعب، لا يمكن أن يفعله سوى عقل رزين ونفس واثقة من ذاتها، فهل أنت تمتلك هذه الصفات؟

خسارة الناس شيء مهم ولكن ليس أهم من نفسك

خساره الناس نوعان، هناك من يخاف من خسارة الناس على سبيل الحب، وهناك من يخاف من خسارة الناس على سبيل الخوف، وعدم الثقة في النفس، فإن كنت من النوع الأول، فهذا نوع محمود، ويمكنك التخلص منه من خلال دفع الأسباب التي تشعرك بالخوف من فقدان حبيب أو من فقدان صديق.

يجب التخلي عن فكرة الخوف من الموت والخوف من العيش، والخوف من الحياة؛ لأن الجميع لا يمتلك السيطرة على هذا الأمر؛ لذلك حاول أن تخرج من كآبة وخوف الفقدان لمن تُحب.

أما إن كنت من النوع الثاني وهو الخوف من فقدان الناس وخسارتهم، ليس حبًا فيهم بل عجزًا عن مواجهتهم، عجزًا عن إعطاء القرار لنفسك، احذر من أن تكون من هذا النوع.

الآن يجب أن تختار ويجب أن تفرق، ويجب أن تقرر، اختار أي نوع من الخسارة تخاف منه؟ مع العلم أن الخوف من خسارة المحبين والخوف من خسارة الناس بشكل عام يقابله خسارة لنفسك؛ لأن الخوف لا ينتج عنه إلا خسارة.

تخيل أنك تخاف علي أبيك من الموت وعلى حبيبك من الموت، وعلى ابنك من الذهاب إلى مكان ما، وعلى صديقك من السفر، فسوف تعيش حياة مخيفة يحفهًا المخاطر والتقديرات السلبية في كل شيء؛ لذلك لن تجني من هذا الخوف غير خسارة النفس والحياة المخيفة.

حتى الخوف من المنافسين، الخوف من الخسارة بشكل عام هو تضحيه بنفسك، منافسيك لا يمتلكون أكثر منك، حتى وإن قلت: لديهم المال والسلطة، فهم من صنعوا المال والسلطة، ولكنهم في البداية كانوا مثلك خائفين وقرروا ترك الخوف وفكرة خسارة الناس.

هم كانوا واثقين من أنفسهم لا يخافون مدير ولا زميل ولا عامل، لا يخشون خسارة أحد، بل كان كل ما يهمهم هو خسارتهم لأنفسهم، وكبروا حتى وصلوا إلى أماكن عالية جعلت من حولهم هم من يخافون من خسارتهم.

المصدر: التعايش مع الخوف: فهم القلق ومكافحته، للكاتب إيزاك ماركس

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى