هوس الضحك
من أغرب حالات الهوس المرضي التي تصيب الأشخاص، هو هوس الضحك الذي يعد من الحالات النفسية والعصبية الغير مألوفة والتي لا تتخيلون مدى تأثيرها على الشخص المصاب بها، والتي قد تؤدي به إلى الموت.
أنواع وأعراض هوس الضحك
يعد هوس الضحك من الحالات التي لها ارتباط وثيق بنفسية الأشخاص، وهو نوع متفرع من هوس الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب مع اختلاف المسميات، وهو حالة تصيب الإنسان من الفرح المفرط أو السعادة البالغة دون شعور، والضحك بكثرة مبالغ فيها.
قد يكون في مرحلة بسيطة أو سطحية ومؤقت، وغالبًا ما ينشأ في أوقات الصدمات الكبرى مثل فقدان أحد الأشخاص فتجد من هول الصدمة والمفاجئة تنتاب بعض الأشخاص حالات ضحك ممزوجة بالدموع، نتيجة عدم تقبل العقل لتلك الأخبار المؤلمة، ويزول بمجرد استيعاب العقل ورضائه بتلك المصائب والمحن.
وهناك بعض الهوس الذي يحدث نتيجة الاكتئاب الصامت الذي يظهر الشخص بشكل طبيعي وكثير الضحك لكن بداخله بركان من القلق والتوتر والفشل وأنه ناقم على الحياة وغير سعيد، وكل مؤشرات الاكتئاب متواجدة لديه لكنه يخفي ذلك وراء الضحك المفرط.
آخر نوع ذلك الضحك الذي يصل إلى حد الموت لأنه يظل الشخص يبالغ في توالي الضحكات وهو يشعر بمدى الأسى والحزن، والاكتئاب تزداد حدته وتصل به إما للانتحار ومحاولة إنهاء تلك الحياة البائسة أو إيذاء الآخرين الذين يقومون بالضغط الحسي والنفسي عليه بدون إدراك للحالة الصعبة التي يتعرض لها، وما يخفيه وراء تلك الضحكات.
طرق علاج هوس الضحك
الطريق الأمثل هو العلاج السلوكي وتعديل السلوكيات عن طريق مراكز العلاج الطبي التي تعمل على إظهار تلك المشاعر المكبوتة، وجعل الشخص المريض يتعامل بداخله وليس بالظاهر المختلف، مع إيصاله لنقطة اعتدال في تصرفاته وجعله أكثر توازنا.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالة إدراك أنهم في خطر نفسي شديد قد يتفاقم ويصل إلى مراحل خطيرة وضارة، وعليهم أن يقتنعوا أن تلك الحالة لن تظهرهم بمظهر أقوى، فاعترافهم بمدى ضعفهم هو دليل القوة في حد ذاته، وأن تلك الصورة القوية والضاحكة ما هي سوى ستار في حال انكشافه سينفجر بركان ثائر من الأحاسيس الكئيبة، لذلك فلا يجب المبالغة في هذا.
بعيدًا عن العلاج بالطب والجلسات مع الأطباء، يجب أن يعرف الشخص المصاب بالهوس أنه عليه أن يساعد نفسه، أولًا بحل جميع المشاكل المادية والوظيفية والدراسية، وإذا كانت مشاكل نفسية وعاطفية فعليه تقبل جميع الأقدار التي تحل عليه من فقدان أو تغييب أو خسارة، والتعامل معها بهدوء وعقلانية وتجاوزها بحلول فعلية عملية، لأن ذلك سيعيد التوازن لحياته النفسية والعصبية، ومن الممكن الاستعانة بذوي الخبرة والعقلاء واستشارتهم في جميع ما تمر به من أزمات.
عليك الاعتراف بأخطائك لكي تواجهها وتعمل على حلها بكل مصداقية وبدون وضع مبررات تجعلك عاجز ومحبط عن حل تلك المشكلات العالقة.
من المهم جدًا أن تكون منظم و تعمل على ترتيب كافة خططك وجدول أعمالك اليومية، وتحافظ على خطط سير تلك الأيام حتى لا تشعر بضغوطات أو فوضى متعبة، تدر عليك تعب وقلق وتوتر.
بعد ذلك تعامل مع الحياة بطريقة بعيدة عن الرتابة والروتين، قم بتوسعة دائرة الثقافة والمعارف لديك، اشغل ذاتك بما هو مفيد، لا تدع فراغ الوقت القاتل يتسلل إليك فيتركك في حالة انشغال بأحاسيس وتراكمات نفسية، الناجحون لا يعرفون طريق الاكتئاب.