
وادي مذبح الأطفال ، ما هي حدود الجنون؟..ما الأحداث التي قد تقذف إنسانا عاقلا من فوق حافة الجنون، كي يسقط غريقا فلا يجد نفسه إلا والدماء قد صبغت جسده، وحينها يدرك فقط ما ارتكبت يداه.
في ولاية أريزونا الأمريكية وبجوار منطقة Kingman يقبع واد خفي، واد أجرد لا يحتوي على شيء سوى الأشجار المنتشرة في كل مكان ولكنها مع ذلك أقل من أن تصبح غابة.
يسمي السكان المحليون هذا الوادي بوادي المذبح، ترجع هذه التسمية إلى الصراخات الليلية الدائمة التي يمكن للمارة والمسافرين أن يستمعوا إليها كل ليلة، أصوات عذاب و بكاء، أصوات صراخ و معاناة لا تنتهي، تخبئ خلفها قصة ماض مظلم لذلك الوادي.
خلال القرن التاسع عشر، بدأ سباق العثور على الذهب في الغرب الأمريكي، سباق أوصل الكثيرين لقمة الثراء الفاحش، وكذلك أرسل الكثيرين غيرهم لحواف العالم الأخر سرعى وموتى نتيجة طموحهم و طمعهم.
في ذلك الوقت كان اسم الوادي “وادي لوانا” وكانت تلك التسمية نسبة للعائلة الوحيدة التي تسكن فيه داخل كوخ خشبي صغير، كان اسم الزوجة لوانا، وكانت تمتلك طفلين رائعي الجمال، وكان زوجها أحد الباحثين الطموحين عن الذهب، حيث كان يترك عائلته لمدة أسبوعين ليذهب في رحلة للبحث عن الذهب والطعام ثم يعود إليهم محملا بكل ما لذ وطاب، وكانت هذه الطريقة التي اتبعوها في حياتهم بسبب العزلة التي كان بها الوادي في الغرب المتوحش، وهكذا استمرت حياتهم في أمان تام.
لكن الأمان لم يكن دائما، ففي إحدى المرات ترك الزوج عائلته، قبّل زوجته و طفليه وركب حصانه وذهب في رحلته المعتادة، ولكن هذه المرة لم يعد، يقال أنه قُتل خلال بحثه عن الذهب، وهكذا حصد السباق روحا جديدة، ولكنه ترك عائلة جائعة خلف الرجل الذي اقتنصه.
سرعان ما مر الأسبوعين على العائلة والزوجة المنتظرة بفارغ الصبر، لكن زوجها لم يعد، شعرت بالقلق و الخوف ولكنها حاولت طمئنة نفسها، لكن حين نفذ الطعام أدركت أن زوجها لن يعود.
لن يحتمل طفلاها رحلة الخروج من الوادي، ولا سبيل لهم سوى البقاء بينما ينهش الجوع أجسادهم، وهكذا رويدا رويدا بدأت لوانا بالمشي في اتجاه الجنون، وفي كل يوم كانت ترى فيه طفليها يبكون ويحتضرون من الجوع، كانت تتسلل من بين قبضة عقلها إلى الجنون أكثر فأكثر.
إلى أن جاء اليوم الموعود، حينها ارتدت لوانا فستان زواجها، ثم قتلت طفلاها بسكين باردة، ولكن الجنون لم يتخل عنها بعد، بل دفعها لتقطيع أجساد أطفالها بوحشية حيوان، وحين انتهت كان الكوخ مغطا بالدماء، يقال بأنها حينما أدركت ما ارتكبت يداها أخذت بقايا أطفالها و ألقتهم في النهر القريب، حيث بقيت هناك تبكي و تصرخ في عذاب إلى أن قتلها الجوع، وحين عثُر عليها فيما بعد كان من السهل معرفة ما حدث من مشهد الكوخ ليأسف الجميع عما حل لتلك العائلة المنعزلة.
الآن لا تزال صرخاتها في ذلك الوادي، حيث شهد مذبحة الأطفال، هناك لا تزال تبكى رثاء لجريمتها الكبرى، ولكن ما من مجيب لها.
مصدر : kdminer.com