ثقافة وفنونطلاسم

وباء الرقص بقلم: محمد جمال

وباء الرقص
علي مر التاريخ كانت الأوبئة ولا زالت حتي الآن شيئا يهدد حياة البشر، بل ويهدد بقاء حضارتهم حيث يمكن لوباء واحد أن يقتل ملايين البشر بل و يدفعهم للانقراض و أقرب مثال لنا هو وباء الإنفلونزا الإسبانية الذي حدث في حقبة الحرب العالمية الأولي حاصدا ملايين البشر.

ولكن هناك في التاريخ يكن وباء غريب، غرابته أطلقت العديد من الأسئلة ومع ذلك لم يحصل أحد علي أي إجابة.

في يوليو عام 1518 في مدينة ستارسبورج في الإمبراطورية الرومانية المقدسة، بدأ حوالي ال400 شخص بالرقص في الشوارع بلا توقف و بلا راحة، واستمر رقصهم اللا إرادي لما يقرب الشهر فمات الحديد منهم بسبب الإرهاق.

قيل أن الوباء بدأ في يوليو عام 1518 حينما ظهرت امرأة تسمي فرو تروفيا في  شوارع المدينة وهي ترقص بلا توقف، استمر رقصها لما يقرب الستة أيام وحينها انضم إليها حوالي ال34 شخصا وفي غضون شهر أصبحوا 400 معظمهم من النساء.

بعضهم مات بسبب أزمة قلبية ناتجة عن الرقص المستمر، و آخرون ماتوا من الإرهاق وأزمات مشابهة حيث قتل المرض حوالي 50 شخصا في اليوم منذ بدأ انهيارهم.

لم تقل السجلات التاريخية، أو مذكرات الأطباء و القساوسة شيئا حول سبب الوباء، أو الدافع وراء رقص هؤلاء الناس المستمر حتي الموت.

ومع انتشار المرض قرر بدأ النبلاء في القلق و قرروا استشارة الأطباء و القساوسة و الذين لم يعلموا شيئا لذا أرجعوا سبب المرض لأسباب خارقة للطبيعة واقترحوا إقامة مسرح للراقصين  مع بعض العازفين فربما إذا رقصوا أمام الناس سيتركهم المرض في النهاية.

ولكن ذلك الاقتراح تحول لكارثة حيث بدأ النسا بالانضمام إليهم مما جعلنا نقف أمام 400 راقص في النهاية يسقطون تباعها كقطع الشطرنج.

اقترحت بعض النظريات الحديثة أسبابا لوباء الرقص، فقال البعض أن السبب قد يرجع لنوع من الفطر الذي ينموا علي الخبز و القمح يسميErgot Fungi والذي يفرز مادة الergotamine والتي تستخدم بدورها في العقارات و المخدرات كالLSD-25.

واقترح آخرون أن السبب هو متلازمة نفسية حدثت علي نحو جماعي، حيث كانت المنطقة التي ظهر فيها وباء الرقص تعاني من الجوع و المرض و عند إضافة تصديق الخرافات إليهم ينتج عن ذلك نوع من الهيستيريا الجماعية التي لا يمكن توقع شكلها.

حيث قد يكون دافعهم للرقص المستمر في النهاية هو الاكتئاب و الحالة النفسية الجماعية، والتي أدت لانتشار وباء الرقص بين الناس، وحتي ينسي النسا آلامهم قرروا الانضمام لما بدا أنه احتفال و بسبب حالتهم النفسية و واقعهم المرير لم يستطيعوا العودة لحياتهم الطبيعية كنوع من الهرب، وفي النهاية انهارت أجسادهم مستسلمة للإرهاق و مستسلمة للموت.

اقرأ أيضاً

إجراءات وزارة الثقافة فى مواجهة انتشار الكورونا

أعمال نقل الآثار للمتحف الكبير لم تتعطل رغم المنخفض الجوى

المصدر
HistoryEncyclopædia Britannica
زر الذهاب إلى الأعلى