يا فرحة ما تمت!
” يا فرحة ما تمت ” لطالما سمعنا تلك الكلمات تتردد حولنا في كل مكان في مجتمعنا تقريبًا، وهذا يرجع إلى سبب وحيد، وهو أننا في “مصر”، فمصر كعادتها تأتي بما لم يخطر ببال أحد من الشعوب.
مثل ساخر : يا فرحة ما تمت
في مصر فقط تجد الأسرة أو الأصدقاء حينما يجلسون مع بعضهم في مجلس سمر، وتتعالى ضحكاتهم، تجد أحدهم قد تقمص دور المتنبئ وبدأ بإخبارهم “أيه الضحك ده كله! الليلة دي مش هتعدي على خير” وكأن لهذا الضحك ثمنه المدفوع من الغم، وكعادة المصريين تجد الردود تتهافت من الجالسين بالموافقة والتبرير لذلك الرأي وتجد كل منهم قد بدأ في سرد توقعاته لنهاية هذه الليلة وتتلاحق سيناريوهات الرعب والدراما وينقلب المجلس إلى إحدى حلقات مسلسل ” الليل وآخره ” وتنتهي الليلة في مأساة لم يخطر على بال أحد أنها ستواتيهم بعد تلك السعادة المفرطة.
ويتصور البعض أن تلك السلسلة من الأحداث قد تطعن في فكاهة الشعب المصري أو تحط من مستواه في النكتة، لا والله فما كانت تلك السلسلة إلا إثباتاً جديدًا علي تفرد الشعب المصري بعبقرية لم يحزها غيره من الشعوب، فهو ذلك الشعب الذي مهما انهمك في الضحك فهو يتذكر معادلة الحياة جيدًا فالحياة حزن وسرور فقد آمن العالم أن حلاوة الحياة في البحث عن السعادة فإذا واتتك وحدها فأنت من المحظوظين.. ولكن الشعب المصري كان له رأي مختلف، فهو حينما تأتيه السعادة بشكل مفرط يبحث عن الحزن ليس حبًا في الغم وإنما تحقيقًا لمبدأ الاتزان في الحياة.
كم أنت عظيم أيها المصري..
اقرأ أيضًا:
ميكروفاست: فن سواقة الميكروباص
إزاي تكسب فلوس أكثر بشغل أقل (الجزء الثاني)