طلاسم

آرنولد باولي مصاص الدماء الحقيقي

آرنولد باولي، مصاص الدماء الحقيقي

يؤمن معظم البشر بفكرة كون مصاصي الدماء مجرد خرافة، يتمسكون بها، يجعلونها الفكرة الوحيدة المنطقية، و يرفضون كل فكرة أو قول مغاير حول حقيقة وجودهم، وفي هذا هم يمتلكون كل الحق.

فمن قد يريد التصديق بوجود نوع من البشر يعيش بيننا، ولا يمكن لحياته الإستمرار سوى بقتلنا عن طريق إمتصاص دمائنا، و على الجانب الأخر هناك القلة القليلة التي تصدق بوجودهم، ومن هذه القلة، الحكومة الصربية الأوستارية في حقبة ما قبل الحرب العالمية الأولى، والتي سجل بعض الحالات المشهورة التي تثبت وجود ما يسمى بمصاصي الدماء، مما يخبرنا حول نسبة تصديق النخبة الأوروبية وقتها لتلك القصص المخيفة.

لذا دعني أخذك و أعرفك على آرنولد باولي، كان يعيش في مقاطعة ميفيجيا بجوار نهر مورافا في صيربيا، كان باولي شابا لطيفا حسن المعشر، ومشهود له بالخلق الحسن و التعامل الطيب.

خدم في جيش الإمبراطورية الأوستارية في صيربيا التركية عام 1727، بعد قضاء خدمته في الجيش، قرر أن يستقر كفلاح ويتزوج من فتاة محلية جميلة، ومع ذلك لاحظ جيرانه و أهل بلدته أن شخصيته قد تغيرت تماما منذ عودته من الجيش.

كان يسير بين الظلال في الليل، لا يمكنك أن تسمع حتى صوت خطواته، كان يتجنب ضوء الشمس المباشر، ويتجنب الخروج تماما في النهار، أصبح عنيفا في تعامله مع الناس، ولم يفهم أحد سبب تغيره.

وفي يوم قرر أن يخبر خطيبته حول سبب ما حدث له، وقال بأن كتيبته حينما كانت على الحدود الصربية التركية جذبت إنتباه مصاص دماء، لذا تم إرسال باولي و بضعة رجال أخرين للبحث عن مصاص الدماء و تدميره، وكان باولي هو من إستطاع تتبع مصاص الدماء لقبره، قبل أن يفتح الجنود القبر و يقتلوا الوحش بطعنات متتالية في قلبه، وقبل موت المخلوق أرسل صرخة عظيمة قبل أن يتقياء دماء على وجه باولي.

بسرعة غسل باولي نفسه من أثر الدماء، ولكن منذ ذلك اليوم وهو يشعر بشبح ثقيل فوق كتفيه، وكأن شيئا ما يراقبه و يرافقه، بالطبع لم تصدق خطيبته القصة و طلبت منه ألا يستمر في مزاحه، ومع ذلك إستمرت تصرفات باولي الغريبة .

بعد أسبوع من حديثه مع خطيبته، سقط باولي من فوق عربة على رأسه، وأدت السقطة لمقتله، لذا تم دفنه في المقابر المحلية بعد جنازة حزينة.

ولكن لم تنتهي قصته عند ذلك الحد، فبعد أيام بدأ العديد من الناس بالشكوى، كانوا يرون باولي يقف في غرف نومهم ليلا بلا هدف واضح وبشكل مرعب، وبعد فترة قصيرة مات أربعة ممن إشتكوا بسبب مرض مجهول.

وهكذا سرعان ما تم إلقاء اللوم على شبح باولي وبدأ الحديث ينتشر حول كونه مصاص دماء، بالأخص بعدما قصت خطيبته القصة التي قالها على أهل القرية.

وبعد أربعين يوما من موته، قرروا فتح القبر، ليجدوا الجثة سليمة تماما بلا أي أثر للتحلل أو التفسخ، كان مغطى بالدماء الحديثة حول فمه و عينيه و صدره ولم يحتاج أهل القرية لتأكيد أخر، فأخرجوا الجثة وصلبوها ثم طعنوها بوتد خشبي، وكرروا الأمر مع الضحايا الأربعة الذين شاهدوا باولي قبل موتهم.

و بشكل مثير للريبة، توقفت حوادث رؤية باولي، وإختفى المرض المجهول، هل ذلك يؤكد كون باولي مصاص دماء ؟ أم مجرد صدف متتالية شكلت الفكرة في عقول أهل القرية ؟.

زر الذهاب إلى الأعلى