لو قررت في يوم تغادر أرض الوطن وتسافر للبرازيل فلابد على الأقل أنصحك بزيارة “ساو باولو”، وكمان أنصحك بزيارة مبنى “جيوليما” في المدينة وأؤكدلك إنك مش هتندم علي زيارتك..
اشمعنى مبنى جيوليما؟
مبني جيوليما هو عبارة عن مبنى سكني ضخم، مشهور بإن كل طابق في المبنى بعد الدور ال15 مسكون بشبح أو بمجموعة أشباح وأرواح مختلفة..
كيانات بتظهر في الأروقة، وخيالات بتسير عالسلالم، والمصاعد والأضواء بتتعطل بشكل غريب ومريب، وأصوات غريبة بيسمعها السكان، ومش بس كده بل كمان الأرض الي بيحتلها المبنى مشهورة وسط السكان المحليين ب “أرض الشيطان”.
طيب ليه مبنى جيوليما بيعاني من حالة زي كده؟
في الواقع المبنى الحالي عبارة عن تجديد لمبنى قديم، المبنى القديم اشتعلت فيه النيران يوم 1 فبراير 1974، وللأسف المبنى مكنش بيحتوي أي نظام للحماية من الحرائق بل كمان نظام التهوية كان مصمم بشكل خاطيء سبب في النهاية زيادة ألسنة النار.
وقبل ما الناس أو المطافي يدركوا إيه اللي حصل، المبنى كان مشتعل بالكامل وبداخله حوالي 756 ساكن، قُتل منهم خلال الحريق 179 شخص.
وعلى حسب الشهادات كان في حوالي 170 شخص حاولوا يهربوا من الحريق، لكن الأدوار السفلية اشتعلت بالكامل فقرروا التوجه لسطح المبنى..
لكن للأسف مروحيات الإنقاذ مقدرتش تنقذهم بسبب الحرارة والدخان، وفي النهاية لاقوا نفسهم محاصرين وسط النيران اللي التهمتهم وسط الصراخ البشع.
بعض الناس حاولوا ينزلوا طابق طابق باستخدام سلم النجاة ولكن السلم كانت النار تمكنت منه، وفي النهاية لحقوا بالباقي لمصيرهم المحتوم.
في النهاية فرق الإنقاذ والإطفاء وقفت عاجزة أمام قوة النيران، والنيران هي اللي أطفأت نفسها، لكن من الواضح إن اللي حصل مكنش النهاية.
“الأرواح الثلاث عشر”..
بعد انتهاء الحريق انتشرت قصة بين الناس والسكان المحليين إن فرق الإنقاذ أثناء محاولاتها اليائسة لمقاومة النار والصعود للطوابق العليا، كان المصعد مغلق وأبوابه معطلة..
حاول أفراد فرقة الإنقاذ بكل قوتهم فتح باب المصعد، وفي النهاية نجحوا علشان يصدمهم المشهد.. جدران المصعد الحديد تغير لونها بفعل الحرارة الشديدة، وعلى الأرض كانت بتتكوم 13 جثة محترقة ومتفحمة بدون أي ملامح.
السلطات مقدرتش تتعرف على هوية الجثث، وفي النهاية تم دفنهم في مقبرة القديس بيتر مع بعض، وتم تسميتهم بالأرواح الثلاثة عشر.
طيب ليه تم تسمية أرض المبني ب “أرض الشيطان”؟
في الواقع التسمية بترجع لحادثة قديمة بيرددها سكان ساو باولو، حيث قيل إن الأرض قبل المبنى تحديدًا عام 1948 كان بيمتلكها كيميائي باسم بول كامبل..
بول كان عايش مع عائلته المكونة من أم وأختين، وبرغم حياتهم المستقرة إلا إن في ليلة معينة وبدون أي سبب بول قتل أفراد عائلته وسحب جثثهم خارج المنزل قبل ما يقتل نفسه!
وخلال عملية التخلص من الجثث واحد من العمال كان بيمتلك جرح وأصابته واحدة من الجثث بالعدوى، وفي النهاية مات، ومن هنا سمى سكان ساو باولو الأرض ب”أرض الشيطان”.
في النهاية تظل هذه الحادثة واحدة من أبشع كوارث الحرائق في تاريخ البرازيل، وحتى الآن لا تزال محفورة في ذاكرة سكان المدينة وعلشان كده أنصحك بزيارتها.
