أساطير الهنود الحمر.. الأرنب والفهد
أساطير الهنود الحمر.. كان الفهد جائعا جدا، فقد ظل لعدة أيام لا يجد ما يصطاد فلم يحظى ولو بفأر صغير، لذا فقد قرر أن يُغير على القرية الهندية الموجودة فوق التلة المرتفعة المسماة بصخرة الرياح.
وعندما وصل الفهد لم يكد يصدق عيناه فقد وجد أرنب نائما تحت شجرة يحتمي من حر الظهيرة، كان الأرنب يُشخر فيهتز شارباه على موسيقى شخيره.. اقترب الفهد منه تغمره السعادة وأمسك به وهو يقول.. ما أجمل شكلك وأنت نائم يا أرنوب. استيقظ الأرنب يرتعد من الخوف، وتمنى لو كان قد دخل جحره. قال الفهد: عليك أن تشكرني لإيقاظك فالنوم في العراء هكذا عند الظهيرة مضر بصحتك، لكن أعذرني فإني جائع وعلي أكلك.
أساطير الهنود الحمر
فكر الأرنب مليا في طريقة يهرب بها من قبضة الفهد ووجد فكرة ماكرة.. فقال: لو تركتني لأرشدتك إلى صيد أفضل مني، فكما ترى أنا صغير الحجم ولن يشبعك لحمي.
قال الفهد: كلامك يستحق التفكير.. ضغط الفهد بقوة على ظهر الأرنب وهو يتابع: لكن إياك أن تحاول خداعي فلن ترحمك أنيابي.
قال الأرنب: إنها ديكة رومية قريبة من هنا، لا تبعد سوى بضع خطوات، لو أنصت قليلا ستسمع صوتها.. لكنك لن تستطيع الوصول إليها بدون أن أرشدك.
قال الفهد: هيا بنا لكن كما حذرتك إياك والتلاعب بي.
قال الأرنب وقد علم أن الخطر زال: هيا بنا يجب ألا نتأخر.
قال الفهد: أظنها ستهرب قبل أن نصل، وإن حدث هذا فلن أجد غيرك لغدائي.
الديكة ومكر الأرنب
قال الأرنب: لا بالطبع لن يحدث ذلك، لكن ما عليك إلا أن تستلقي في العشب وتتظاهر بالموت وقتها يمكنك التأني واختيار الفريسة المناسبة.
تسللا خلال العشب محاولين عدم إحداث أي صوت ينبه الديكة لوجودهما، قال الأرنب: استلقي هنا وتظاهر بالموت وأنا سأحضرهم إليك.
لم يتردد الفهد ونفذ الأمر.. وبالفعل ذهب الأرنب للديكة وقال: إن الأرانب أقوى الحيوانات، أنا زعيم الأرانب لقد قتلت بنفسي فهدا كان يحاول أن يصطاد بعضكم.
ضحكت الديكة ورد زعيمهم: أنت أيها الجبان تصطاد فهدا كيف ذلك؟
رد الأرنب: إن لم تصدقوني تعالوا أريكم، جثته ملقاة هناك في العشب.. أم أنتم جبناء وتخافون الإتيان معي.
والديكة الرومية مغرورة بطبعها فلم تستطع تحمل أن يكون الأرنب الجبان أشجع منها أو يصفها بالجبن فتبعته جميعا.. وعندما وصلوا وجدوا الفهد مستلقي على الأرض، فكركروا جميعا انبهارا بهذا الأرنب الشجاع.
تراجع الأرنب ببطيء تاركًا الديكة تنظر للفهد بانبهار إذ لم يتسنى لهم قبل ذلك أن يروا فهدا من هذه المسافة القريبة. مد الفهد يده والتقط أسمن دجاجة وانطلق بها نحو الشجر، اندفعت الطيور الرومية في كل مكان يعتريهم الغضب من الأرنب الخائن والهلع مما فعل الفهد.
وعندما تجمعت الطيور الرومية مرة أخرى قال زعيمهم: سننتقم لأنفسنا، وجمع أقوى محاربيه.. وانطلقوا بحثا عن الأرنب.
كان الأرنب قد نسى ما حدث وظل يلهوا في الغابة ويأكل العشب بسعادة، لكنه عندما رأى جيش الديكة المحاربين يقترب راح يجري بهلع محاولا الهرب.. لكن الطيور الرومية لحقت به عند إذن فكر في دخول جحر حيوان الغرير الذي كان قريبا منه، لكن قبل أن يتمكن من الدخول لحق به زعيم الديكة وضربه بقوة على زيله فقطع ذيل الأرنب ولم يبق منه سوى جزء صغير.
وهكذا فقد الأرنب ذيله الطويل فانطوى على نفسه حزينا في الجحر على ذيله المجدوع، أما الطيور الرومية فقد وضعت ذيل الأرنب على رأس رمح ومشوا مهللين كما لو كان غنيمة حرب وعادوا إلى منازلهم مزهوين بالنصر.
لم ينبت للأرنب ذيل طويل بعد تلك الحادثة، وظل بهذا الذيل القصير إلى الأبد عقابا له على خيانته وجبنه.
ترجمة بتصرف عن:
Hulpach, V. (1965). American Indian tales and legends. Hamlyn.