أساطيرحكايات وأماكن

أساطير الهنود الحمر.. الذئاب والظباء

الذئاب والظباء.. في يوم من الأيام قررت الذئاب عقد حفل كبير للغناء والرقص، فجاء الذئاب من كل أنحاء الهند واجتمعوا عند نهر يسمى «ناس»، كانت هناك ذئاب هرمة وشابة وحتى جراء ذكورًا وإناث.

وعندما بدأت جميع الذئاب بالغناء معًا في وقت واحد صدر صخب عظيم، كانت الذئاب مستمتعه بغناءها تظن أن صوتها حلو، لكن صوتها جعل كل الحيوانات في المنطقة تهرب من فظاعته، حتى الأسماك نزلت إلى قاع النهر ودفنت نفسها في الرمال لتهرب من الصوت…

الذئاب والظباء

إلا سمك السلمون الذي سبح عكس تيار النهر هاربًا من هذا الصوت المزعج، ويقال أن هذه كانت بداية تعلم سمك السلمون السباحة عكس التيار والقفز عكس الشلالات.

ظل عواء الذئاب طويلًا بلا انقطاع حتى أزعج الشمس نفسها فأوت إلى فراشها مبكرًا، وجاء القمر الذي بدى أنه الوحيد الذي استمتع بغناء الذئاب؛ لذا زادت الذئاب من صخبها للترحيب بهذا المستمع الوحيد، ولا تزال الذئاب إلى يومنا كلما رأت القمر مكتمل قررت أن تغني له أغنية ترحيبًا به.

عند منتصف الليل بح صوت الذئاب من طول الغناء فقرروا ترك الغناء والبدأ في سمر ليلي، فبدأ كبار الذئاب يحكون عن بطولاتهم في معاركهم الكثيرة، وكانت بعض الذئاب الهرمة تعرض جراحها القديمة على الجراء الصغيرة لتفتخر ببطولاتها الأسطورية القديمة.

وهكذا انقضى الليل وهم يتحدثون بتلك الحكايات حتى اقترب الفجر وارتفع الضباب، جاءت الظباء إلى الضفة الأخرى من النهر لتشرب، فحمل لها الضباب صوت الذئاب واستمعوا لحكاياتهم فدخلت الظباء جميعًا في ضحك هيستيري على تلك الحكايات، فلا أحد يصدق سوى بني جلدته.

لما رأى الذئاب سخرية الظباء من حكاياتهم نظروا إليهم بغضب مكشرين عن أنيابهم قائلين: كيف تجرؤون على السخرية من الذئاب؟ لم تكف الظباء عن الضحك رغم تحذير الذئاب لها، وظلوا يضحكوا بصوت أعلى، وكانت الظباء تختبأ في الضباب لذا كانت متشجعه أن الذئاب لن تستطيع الوصول إليها.

لكن سرعان ما أشرقت الشمس وانقشع الضباب، وبدت الظباء واضحة للذئاب، قالت الذئاب: الآن أنتم واضحون لنا، ترى كيف تضحكون وأفواهكم مغلقة، لما لا تظهر أنيابكم؟

فتحت الظباء أفواهها فبدت أسنانها لا تحتوي على أنياب، علم الذئاب وقتها أن الظباء بلا أنياب فانقضوا عليهم عابرين النهر للضفة الأخرى، ولما رأت الظباء ذلك ولت هاربة، لكن الذئاب تشممت رائحتها وتبعتها إلى أن وجدتها وافترست منها أعدادًا كبيرة.

ومن وقتها إلى يومنا وصارت الظباء فريسة للذئاب بعدما اكتشفت الذئاب أنه ليس في إمكانها مقاومتها؛ لأنها جبانة ولا تمتلك أنياب.

ترجمة بتصرف عن:

Hulpach, V. (1965). American Indian tales and legends. Hamlyn.

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى