قصص الرعب

أسطورة الجسر المسكون

زي أي أسطورة في الدنيا، بتبدأ بحكاية مُخيفة، وأثناء تتبُّع أصلها بين الناس.. بنكتشِف إن لها عشرات النُسخ وعشرات الحكايات.. وكُلهم مُرعبين!

زي أسطورتنا النهاردة.. اللي بيقولوا عليها «أسطورة جسر إيميلي»

النُسخة الأشهر للأسطورة هي النُسخة اللي بتقول إن كان فيه بنت جميلة اسمها إيميلي حبيبها سابها وتخلى عنها، وعشان تتخلَّص من الألم اللي حاسَّة بيه، قرَّرِت تشنُق نفسها على الكوبري دا لحَد ما ماتِت.

أسطورة الجسر المسكون

بس زي ما قُلتلكم.. كُل أسطورة لها عشرات النُسخ وعشرات الحكايات، وكذلك أسطورة جسر إيميلي اللي بتُعتبَر أشهر أسطورة حضرية في فيرمونت.

زي مثلًا الحكاية اللي بتتكلِّم عن إيميلي، الست اللطيفة اللي حبيبها سابها يوم جوازهم، دا كان سبب خروجها من الكنيسة اللي كان بيُقام فيها حفل الزواج وهي غضبانة، خدِت عربية أسرتها (عربية كانِت الخيول بتجُرَّها) وبسبب الغضب وعينيها المليانة دموع، مكانِتش قادرة تشوف المكان اللي هي مُتّجهة ليه، والعربية خبطِت في سور الجسر وهي بكامِل سُرعتها، الحادِث كان قوي لدرجة إن هي والخيول ماتوا فورًا.

لكن في ناس تانيين بيقولوا إن إيميلي دي كانِت شابة مخطَّطة إنها تقابِل حبيبها السري عند الجسر دا، وكانِت مجهِّزة كُل حاجة عشان تهرَب معاه بعيد عن أهلها اللي رافضين جوازهم، لكنه تخلَّى عنها ومجاش في الميعاد، فقرَّرِت هي تنتحِر، رمت نفسها في المية وغرقت فورًا.

وطبعًا مش هينفع ننسى قصة الشابة اللي حملت من حبيبها بدون جواز، ولمَّا رفض يعترِف بالطفل أو بأنه مسؤول عن الحمل، شنقِت نفسها في الجسر وماتِت هي والطفل اللي في بطنها.

لكن أغرب قصة فيهم – ومن وجهة نظري أضعف قصة – هي قصة المُراسِلة الصحفية اللي ظهرِت في السبعينات، اسمها كان نانسي ستيد، نانسي قالِت إن هي اللي ألِّفت الأسطورة دي عشان تحوِّل المنطقة لمزار سياحي وتخلي السُيَّاح ييجوا المكان من جميع أنحاء العالَم.
لكن الناس ضحكوا عليها ودا لعدة أسباب، أهمهم إن الأسطورة قديمة جدًا، يمكِن من قبل ما هي تتولد كمان، الحقيقة إن نانسي كانِت صحفية مسؤولة عن تغطية الحوادِث والحاجات الغريبة، فأعتقِد إن دي كانِت محاولة ساذجة للشُهرة!

بس عارفين إيه السبب التاني اللي خلى قصة نانسي ساذجة ومحدِّش مصدَّقها؟
إن من الستينات تقريبًا، يعني من قبل ما نانسي تتكلِّم بعشر سنين، والناس بيحصل لها حاجات مُخيفة على الجسر!

زي إن فيه ناس قالوا إنهم سمعوا أصوات خدش غريبة من عربياتهم أثناء عبورهم الجسر، زي ما يكون حد بيخربِش عربياتهم من الجنب، أو اللي قالوا إنهم سمعوا صوت زي ما يكونوا بيجرُّوا حاجة تقيلة بالعربية، ولمَّا بينزلوا بيلاقوا علامات مخالِب دموية مخربشة العربية من الجنب! وساعات كمان كانوا بيلاقوا آثار أقدام مترَّبة على سقف العربية!

أسطورة الجسر المسكون

والناس اللي شافِت شبح ست لابسة أبيض بتطفو فوق الميه تحت الجسر، المصوّرين دايمًا هناك بيصوَّروا هالة نور أبيض غريبة مبتكونش ظاهرة في الحقيقة أبدًا، دا غير الأشكال أو الظلال الغير واضحة اللي دايمًا بتظهَر في الصور أو الفيديوهات، لكن في فيديو واحِد بس.. ظهر فيه شبح مشنوق تحت الجسر!

أما المُغامرين الشُجعان اللي مش بيخافوا، واللي قرَّروا يمشوا تحت الكوبري أو من فوقه في أوقات متأخرة من الليل، بيقولوا إنهم كانوا بيسمعوا صوت حد ماشي وراهم، وبيحسّوا كأنهم متراقبين، دا غير الناس اللي كانِت بتلاقي كدمات وخدوش على أجسامهم بعد ما بيخلَّصوا جولتهم المُخيفة!

في الوقت الحالي.. كتير من سُكَّان المنطقة بيرفضوا عبور الجسر، وبيقرَّروا ياخدوا الطريق الأطول عشان يبعدوا عنه، فقولي بقى.. لو في يوم من الأيام رُحت هناك، هتعدي من فوق الكوبري؟ ولا هتاخد الطريق الطويل؟

اقرأ أيضًا

رسائل مجهوله المصدر ٢

 

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى