أسطورة النداهة
أسطورة النداهة.. «إوعي لتدنهك النداهة».. كتير بنسمع الجملة دي من أهلنا في القرى، ولكن هل ليها تفسير عن سبب خوفهم؟ مفيش أي ثقافة بتخلو من الأساطير بعضها حقيقي والبعض الآخر يضيفوا عليه نكهتهم الخاصة، تعالوا مع بعض نشوف إيه هي أصل الأسطورة وجت منين.
أسطورة النداهة من أشهر الأساطير في مصر اللي بتحصل في القري، وهي من الأساطير المصرية المرعبة المشهورة، خاصة في المناطق الريفية، تشبه الأسطورة القصة الحقيقية الخاصة بعروس البحر، الاختلاف الوحيد هنا هو موقع الاتنين النداهة موجودة عند الترع والمصارف، لكن عروس البحر موجودة عند البحار والأنهار.
أسطورة النداهة
بتدور أسطورة النداهة عن سيدة تظهر بمظهر الجميلة وتحاول إنها تغوي الرجال، عادة بتظهر بالليل، بتنادي الرجال بأسمائهم بطريقة ناعمة في الصباح، أو بعد أيام، بيلاقوا الرجال إما ميتون أو مصابون بالهوس والجنون، حسب الأسطورة النداهة مش موجودة في مصر بس لا ده موجودة في أغلب الدول العربية والأوربية بس باختلاف أسمائها.
أصل الأسطورة:
كان فيه سيدة آخذة الجمال عام 1850 بتعيش في الصعيد الجواني وكانت تغري بجمالها كل شباب البلد، لدرجة إن الرجل بيتمني إنها تنظر ليه، وفي مرة لقوها مقتولة وسط الغيطان محدش عرف مين اللي قتلها، ومن وقتها الناس بدأوا يخوفوا أولادهم بأن عفريتها هيخرج ليهم من وسط الغيط لو مسمعوش الكلام ويكبر الأطفال وبتكبر معاهم الأسطورة، ويحكوا لأولادهم الحكايه كأنها حقيقية وإن الست بتخرج بالفعل، يقسم بعض الناس بأن هو شاف النداهه ماشية وسط الغيط، جنب الترعة ناحية المقابر..
حكاية الشخص الذي شاف النداهة:
اتعزمت على فرح أنا وزوجتي وكنا وقتها بنسكن في قرية بعيدة مفيهاش كهربا أو أي إنارة للشارع، وفي الطريق وإحنا راجعين كنا معديين جنب الترعة لقيت حد بينده عليا بصيت وشوفت ست جميلة جدًا في العشرين من عمرها، قاعدة بجوار الميه، لقيت نفسي ماشي ليها فانتبهت زوجتي وشافتني ماشي ناحية الميه فصرخت صرخة مدوية، فقت من حالة السرحان اللي كنت فيها ورجعت لوعيي، شفت بعد شوية الست نطت في الميه وكأن ملهاش وجود.
أسطورة النداهة بين الواقع والخيال:
التفسير العلمي لانتشار الأسطورة وغيرها من الأساطير اللي بتعتمد على الحكايات المنقولة ومفيش دليل على حقيقتها، وإنه مكانش فيه وسائل ترفيه ترفه عنهم ولا إضاءة تنور الطرق، فكانوا بيتسلوا بالحكايات والأساطير.
الجنون أو الموت:
غالبا الناس اللي النداهة بتناديهم بيسموه باسم «المندوه» بيكون مصيرهم الموت أو الجنون أو الاختفاء، الميت: بيلاقوه مرمي جنب الترعة على وشه أعتى علامات الرعب
أما اللي بيصاب بالهوس: بيكون زي المجذوب وبيفضل يحكي عن النداهة
الاختفاء: بيختفي الشخص وما بيلاقوش ليه أي آثر لدرجة إنهم بيتوقعوا موته
الزواج من النداهة:
إدعى البعض الزواج من النداهة والنزول معها للعالم السفلي تحت الأرض، إلا أن أغلبهم كانوا بيواجهوا مصير الموت في اليوم التالي للظهور، وهو اللي كان بيزيد الأمر إثارة وتشويق عند البعض وبيخليهم يبحثوا عن الدجل والشعوذة عشان يقدروا يدخلوا العالم الغريب ده، وكان خط الدفاع الوحيد لمهاجمة النداهة عند البعض الآخر هو ذكر الله تعالى وقراءة آيات معينة من القرآن الكريم أو رش الملح عليها وتجنب النظر لعينها، حتى لا يُسحر ولكي تختفي.
رأي علماء النفس والأطباء في أسطورة النداهة:
يرى العلماء أن النداهة التي تأتي على صورة امرأة جميلة ذات صوت عذب وجميل ما هي إلا تنفيس عن بعض الرغبات المكبوتة لجذب الانتباه، وبيكون هذا التنفيس في صورة هلوسات إرادية أو غير إرادية تعبر عن اهتمام النداهة به وانتظاره.
كما وصف الأطباء هذه الأسطورة بأنها ليست الوحيدة عبر التاريخ، ففي اليابان توجد أسطورة المرأة ذات الفم الممزق، وفي الخليج العربي أسطورة أم الدويس وفي المغرب عيشة قنديشة، وغيرها من الأساطير التي ساعد الجهل في انتشارها على مدى عصور.