أشباح وادي مصر
يقول البعض أن الحب ربما يدفعنا للقتل، وأن مشاعر الفراق قد تحطمنا فتجعلنا نرتكب أبشع الجرائم في حق من نحب، ربما لا أعلم حقيقة ما يقال، ولكن ربما تخبرنا هذه القصة.
في ولاية أوهايو، تقع مقاطعة بيلمونت، مقاطعة كبيرة إلى حد ما، وسبب شهرتها هو وادي مصر للحياة البرية كما يسمونه، يقولون أنه واد طبيعي جميل تملئه الحياة الطبيعية، والكثير من الأشجار و البحيرات، وكذلك معروف بأشباحه التي تعكس تاريخه المظلم.
فيقال بأن هناك شبح تلك الفتاة الباكية التي تحوم في الوادي بينما تصرخ في ألم و حزن باستمرار، وهناك أيضاً شبح ذلك الرجل الغريب الذي يظهر في بقعة واحدة فقط ويبدو أنه لا يستطيع الخروج منها.
يقال بأن شبح الفتاة هو شبح لويزا فوكس، فتاة كانت بعمر الثالثة عشر عاشت في المنطقة مع عائلتها، وكانت لويز تواعد رجلا يسمونه توماس كار، كان عاملاً في مناجم الفحم القريبة.
كان توماس مجنونا بحب لويس، وكان يخطط بالزواج بها في أقرب فرصة ممكنة، وكان والدا لويس قد وافقا مسبقًا على تلك الزيجة إلى أن وصلت لمسامعهم القصص حول عنف توماس، وكيف يصبح عنيفًا بتغير مزاجه، لذا أخبروا ابنتهم برفضهم زواجها منه.
وهكذا دخل توماس في حالة من الغضب و السخط حينما أخبرته الفتاة بأن يقطع علاقته بها، وفي يوم الواحد والعشرين من يناير عام 1869 أنتظر توماس خلف سياج الطريق الذي تسلكه لويزا أثناء عودتها من العمل كل ليلة، وحينما رآها قادمة أخيرًا برفقة أخيها الصغير ويلي ظهر أمامها.
طلب من ويلي أن يتركهم وحدهم كي يتحدث قليلًا مع أخته، وبمجرد أن غادر الفتى قبل توماس شفتي لويزا قبل أن يقطع عنقها بموسى حلاقة و يطعنها أكثر من 14 مرة، رآى ويلي جريمة توماس بحق أخته من بعيد و قرر أن يركض لوالديه ليخبرهم.
تخلص توماس من جثة لويزا في أحد المصارف قبل أن يختبئ في الوادي، ولكن سرعان ما عثرت عليه فرق البحث لتبدأ محاكمته.
في الثامن من مارس عام 1870 تم الحكم على توماس كار بالإعدام بعدما إعترف بقتل لويزا و قتل 14 شخصًا ومحاولته قتل خمسة أخرين، وفي يوم الرابع و العشرين من مارس عام 1870 تم إعدام توماس ليكون أول شخص يتم إعدامه في مقاطعة بيلمونت.
و إلى الآن يقال أن شبحه لا يستطيع مغادرة مكان جريمته، وكأنه سجين لها للأبد.