أشهر القرصانات على مدار التاريخ.. إحداهن هربت من الإعدام بحيلة
أشهر القرصانات على مدار التاريخ.. عندما نسمع اسم القراصنة يأتي في مخيلتنا قرصان اللحية السوداء أو وليام كيد أو تشارلز فاين، ولكن هل سمعت عن قراصنة من الجنس اللطيف من قبل؟!
لم تكن أعداد النساء اللاتي عملن بالقرصنة كبيرة؛ ولكنهم تركوا بصمة كبيرة في عالم القرصنة وليس هذا فحسب بل امتلكن البحار السبع، وأظهرن شجاعة بالغة حتى وصفهم المؤرخون بأكثر النساء شراسة في التاريخ، فمن هن:
أشهر القرصانات على مدار التاريخ
1- القرصانة تشينغ شيه “Ching Shih”
أقوي القراصنة على الإطلاق حيث امتلكت تشينغ أكثر من 80000 سفينة وحققت ثروة كبيرة بالرغم من بدايتها المتواضعة.
وقد كانت تشينغ سيدة صينية عادية وبسبب الفقر اضطرت للعمل في بيت للدعارة بمدينة كانتون الصينية عام 1775م، وأثناء عملها أعجب بها القرصان الثري تشنغ بي، وكان يدير مجموعة سفن أسطول العلم الأحمر فأرسل إليها أنه يريد الزواج منها.
نمو الأسطول:
لكن لذكائها طالبت بمشاركته في نصف ما يملك، والحصول على نسبة من أعمال السلب والنهب، ليديرا الأسطول معًا، وبعد وقت نما الأسطول من 200 سفينة إلى 20000 سفينة ووصل في النهاية إلى 80000 سفينة.
واحدة من أكثر نجاحاتهما عام 1804م، أنهما حاصرا ميناء تجاري برتغالي في “ماكاو” يقع على الساحل الجنوبي الصيني، وأرسل البرتغاليون جنودًا لصد هجوم القراصنة لكن أسطول الراية الحمراء تغلب عليهم بسرعة، حتى البحرية البريطانية رفضت المشاركة.
بعد وفاة زوجها:
بعد ست سنوات فقط من الزواج من شيه، خاض قتاله الأخير وسط ثورة “تاي سون” في فيتنام وتوفي عام 1807م ، وكان من الشائع أن تتنحى زوجة القرصان ويقوم ابنها بإدارة الأسطول.
ولكنها رفضت ذلك ورفضت العودة لحياة الدعارة وأقنعت الرجل الثاني بعد زوجها “تشانج باو” البقاء بجانبها في قيادة السفن حتى أصبحت أول قرصانة وأول سيدة تتزعم القراصنة على الإطلاق.
وكانت من أنجح القراصنة وكان لها نظام صارم خاصة عند تقسيم الغنائم، فكانت تعطي لكل سفينة 20% من الكنز الذي استولت عليه والـ80% الأخرى يتم وضعها في صندوق جماعي؛ كما كان لها قوانين في معاملة الأسرى، واحترام الأسيرات وأن الاغتصاب والخيانة جرائم عقابها الموت.
عهدها من الحكومة الصينية:
كانت الحكومة الصينية دائمًا ما تخشاها بسبب عهدها الصارم وأتباعها المخلصين جدًا لها وكانت لا تعير أحد الاهتمام واستولت على سفن البحرية الصينية والبريطانية والبرتغالية أقوى الإمبراطوريات في العالم القديم.
فحاولت الحكومة الصينية العفو عن جميع القراصنة مقابل تسليم تشينغ سفنها والعيش بسلام ووافقت في النهاية على المفاوضات، وتم عقد صفقة مع مسؤولين بالحكومة الصينية واحتفظت بجميع ثرواتها وتقاعدت وتزوجت الرجل الثاني في أسطول الراية الحمراء “تشانغ باو” وافتتحت منزل للمقامرة في كانتون وتوفيت عام 1844م.
2- القرصانة آن بوني “Anne Bonny“:
لقبت بـ”قرصانة البحر الكاريبي”؛ ولدت في أيرلندا وكانت ابنه غير شرعية لأحد المحامين الأيرلندين الأثرياء، وفي محاولة لإخفائها كان والدها يلبسها ثياب الصبية، ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة مع أهلها وهي بسن المراهقة.
وفي عام 1718م تزوجت من بحار يدعى “جون وني” ضد رغبة أبيها، وسافرت إلى جزيرة نيو بروفيدنس “New Providence” المليئة بالقراصنة في جزر البهاما، وهناك تركت زوجها وذهبت مع قرصان سيء السمعة يدعى جون راكهام؛ وكان من القراصنة اللامعين واشتهر في منطقة الكاريبي.
كانت بوني معروفة بشجاعتها وأخلاقها العالية، ولكن بعد فترة تم القبض عليهم في أعالي البحار عام 1720م؛ وتم إعدام جميع الرجال ما عدا “آن” لأنها كانت حامل وتم إطلاق سراحها وعاشت حياة هادئة جدًا بعد ذلك.
3- القرصانة ماري ريد “Mary Read“:
ولدت ماري في انجلترا في أواخر القرن السابع عشر، عاشت طوال عمرها متنكرة في زي شقيقها، وكان لوالدتها ولد أنجبته بعد وفاة زوجها بفترة وجيزة، وكانت جدته تعتني به ولكنه مات ووُلِدت ماري بعد وفاة شقيقها؛ فقامت بإلباسها ملابس أخيها حتى تتمكن من خِداع جدة الصبي وتحصل منها على المال.
وعاشت طوال حياتها كصبي، وتبنت بعد ذلك اسم “مارك ريد” وعملت في سلسلة من الوظائف أولها جندي وتاجر؛ ثم كملاح على متن السفن.
وأخيرًا عام 1710م تحولت لقرصانة بعد أن هاجم القراصنة السفينة التي كانت تعمل عليها بقيادة “جون راكهام” وأصبحت صديقة “لآن بوني”؛ وبعد أن عرفت سرها عملت معها في السلب والنهب، حتى تم القبض على طاقم السفينة وادعت أنها حامل ولكنها ماتت في السجن.
4- القرصانة غريس أومالي “Grace O’Malley“:
في الفترة التي حرمت فيها النساء من التعليم والعمل ولازمن منازلهن كانت القرصانة “غريس أومالي” المعروفة بملكة القراصنة الأيرلندية تقود أسطول مكون من 20 سفينة، ووقفت أمام البحرية الملكية البريطانية بكل قوتها.
عُرفت باسم “Granuaille” أي الأصلع بسبب عادتها في قص شعرها قصيرًا، ولدت غريس في عشيرة قوية تتجول على سواحل أيرلندا الغربية، وكان والدها هو القائد، ولها مغامراتها الأسطورية حيث تدعي حكاية واحدة أنها قاتلت في البحر بعد يوم واحد من ولادتها.
وتزوجت مرتين وعاشت حياتها في الدفاع عن ممتلكاتها والاستيلاء على ممتلكات الغير، وكانت تتمتع بالشجاعة والإقدام.
احتجزت السلطات البريطانية أسطولها عام 1590م، وطالبت بمقابلة الملكة “إليزابيث الأولى” وهي بعمر 63 عام كانت عجوز متعبه وطلبت من الملكة إطلاق سراح أبنائها وشقيقها واستجابت لها الملكة، ولكنها واصلت القرصنة حتى توفيت عام 1603م.
5- القرصانة راشيل وال “Rachel Wall”:
تخلل سيرة “راشيل وال” الكثير من الأساطير ولكن هناك بعض الحكايات الصحيحة، فهي من أوائل السيدات الأمريكيات اللواتي حاولن العمل مع القراصنة.. كانت من مواطني بنسلفانيا هربت من المنزل بسن المراهقة وتزوجت من صياد يدعى “جورج وال” واستقر الزوجان في بوسطن.
حاول الزوجان العمل وكسب لقمة العيش ولكن بسبب المشاكل المادية تحولت حياتهما لحياة الجريمة، في عام 1781م اشترت راشيل قارب صغير وتعاونت مع عدد من البحارة وبدأت العمل على ساحل “New England”؛ كانت لهما استراتيجية معينة، حيث تطلب راشيل المساعدة من السفن وعندما تقترب السفن لإنقاذها يصعد الرجال وينهبون السفن.
ونجحت خطتهما لمدة عام حتى أتت بعض العواصف عام 1782م ودمرت قارب زوجها ولقى مصرعه، ولكنها واصلت عملها حتى بعد وفاة زوجها واعتقلت عام 1789م، وفي السجن اعترفت بكل جرائمها وأُعدمت، وكانت آخر امرأة تُعدم شنقًا في ماساتشوستس.