كانت ومازالت أفلام الرعب من العوامل الأساسية في ارتفاع نسبة الأدرينالين فى أجسامنا، هذا المُسّبِب الرائع للكوابيس الذى تتجنبُه كُلما وقعت عينك عليه ولكنك تجد تلك القوة الخفية التى بداخله تتحكم فيك بشكل كامل وتجعلك تشاهد رُغمًا عنك. مع أن هناك بعض اللقطات المبتذلة التى تفصلك بشكل حاد عن الاندماج فى الفيلم، وتجعلك تتسائل: “لماذا تتصرف هكذا أيها الأحمق؟!”
وإليكم بعض من تلك المشاهد المبتذلة:
الهروب ركضًا على الطريق أثناء مطاردة السيارة للضحية:
ذلك المشهد صراحةً يعد من المشاهد الذهبية في أفلام الرُعب.. الضحية تركُضُ هربًا من المتتبع على طريق أسفلتي، في حين أن المتتبع يطارها بسيارة! بالمنطق الساذج، إذا ما قام أحد الأشخاص بمطاردتي بسيارتُه، فمن الأكيد الذي لا يحتمل النقاش أنني سوف أركُضُ بشكل متعرج، أو أنني سأقوم بالابتعاد عن الطريق من الأساس، أليس كذلك؟ لا، فى منطق أفلام الرُعب دائمًا ما تضع الضحية نفسها أمام سيارة المُطارِد بشكل مستفز جدًا.
لا توجد امرأة فى أى فيلم رُعب تجري بدون أن تسقُط أرضًا.. أبدًا!
النساء لسنّ بالعدائين السيئين، بالعكس.. وحتى لو كنّ لا يركضن أصلاً من الأساس، فما من احتمالات واردة أن تسقُط سيدة أرضًا أثناء الركض على طريق مستوية، أليس كذلك؟ مفاجأة!! هذا الاحتمال وارد جدًا بالنسبة لمخرجين أفلام الرُعب، فمسألة ركض الضحية النسائية أثناء مطاردتها وسقوطها أرضًا هو أمر من أهم العناصر المبتذلة لفيلم الرُعب.
الانقسام (الضحايا يتفرقون بدون أى سبب وجيه!!)
الاتحاد قوة، الاتحاد قوة، الاتحاد قوة، الاتحاد قوة.. يبدوا أن المُخرج لم يسمعني! حسنًا.. هنا يقوم الضحايا بأغرب رد فعل حين تتم مطاردتهم من قاتل متسلسل، يتفرقون ويبتعدوا عن بعضهم البعض، وبدلاً من زيادة احتمال النجاة بوجودهم سويًا، يقوم القاتل باصطيادهم واحد تلو الآخر مستغلًا موجة الهلع والوِحدة اللتان يشعروا بهما.
السيارة تتعطل فجأة!!
من أكثر المشاهد الخرقاء التي نراها فى أفلام الرُعب، تعطل السيارة فجأة. وارد جدًا أن تكون قد اشتريتها صباحًا، ذهبت لأكثر من مكان، لكنها –بالتأكيد- ستخذلك اليوم يا صديقي أثناء هروبك من مخالب الموت!
القوة الفرطة المفاجئة للناجي الأخير:
فى جميع أفلام الرُعب تجد أن الشرير فى القصة يقوم بالقضاء على جميع الضحايا بكُل سهولة ويُسر، ولكنك دائمًا ما تجد الناجي الأخير هو الشخص الوحيد الذي يستطيع القضاء على الشرير، مع أن جميع الضحايا دائمًا ما يكونوا متساوين فى نفس حجم الهلع وعدم المقدرة على المواجهة.. شيء لا يصدقُه عقل فى الحقيقة!
الأشخاص البالغين فى القصة غير مفيدين على الإطلاق:
فى أفلام الرُعب التي لها علاقة بالأطفال أو المراهقين، دائمًا ما تجدهم يطلبون العون من الكبار سنًا.. وستجد دائمًا أن الكبار سنًا غير مصدقين لما يحدث، متجاهلين تمامًا حجم الخطر الواقع على هؤلاء المراهقين، ولن تجدهم أبدًا يستمعون لهم إلى أن تحدُث الكارثة!
السرعة الغير مبررة للشخصية الشريرة:
لا يهم على الإطلاق إذا ما كان معاق، يمتلك صعوبة فى المشي، أو حتى مشلول. الشخص الشرير في أفلام الرُعب دائمًا هو الأسرع، دائمًا ما يجد ضحاياه ويلحق بهم مخترقًا كُل قوانين الطبيعة.
انعكاس المرايا المفزع:
صُناع أفلام الرُعب يدمنون هذا المشهد، ولا يملّوا أبدًا من تكراره فى جميع الأفلام: تدخُل الضحية وتفتح صندق الإسعافات الأولية فى الحمام، ينظُر فى مرآة الصندوق، يفتح الصندوق ويجلب ما يحتاجه، يغلق الصندوق فيجد انعكاس لشيطان يقف خلفُه!
ضعف إشارة الهاتف المحمول:
عند نقطة ما، يجد صُناع الفيلم أنه لابد من وجود هاتف محمول مع الضحية لطلب العون من الشُرطة، لكن لا تنخدع، فذلك الهاتف المحمول لا ولن يعمل أبدًا، وذلك لنجد مبرر مقبول عند حدوث الكارثة.. لم يعمل الهاتف.. بكُل بساطة!
القبو المُظلِم:
فى أفلام الرُعب ستجد أن الضحية ستشتري منزل جديد، وبالتأكيد لهذا المنزل قبو، وبالتأكيد هذا القبو سيكون مُظلِم، وسيكون له تاريخ حافل بالجُثث المخبأة بداخله، أو سيتم وضع الجُثث الجديدة فيه، ولن تجد أبدًا تلك الضحية الغير فضولية التي سترفض النزول لهذا القبو المُظلم.. آه، نسيت نقطة مهمة.. أضواء القبو دائمًا ما تكون غير مستقرة.. دائمًا!
تجاهل كبار السِن لتحذيرات المراهقين:
يتقدم القاتل ببطئ من خلف الضحية البالغة السن، يقوم المراهقون فى الخلفية بمحاولات مستميتة لتحذير الضحية، ولكن الضحية دائمًا ما تكون تستحم وصوت المياة يمنعها من سماع التحذيرات، أو أنها تشاهد التلفزيون ذو الصوت العالي جدًا بشكل مستفز.. فى النهاية ستموت، لا تشغلوا بالكم.
لكن من العدل أيضًا أن نضع أنفسنا فى موقف الضحية ونفكر جيدًا، هل نحنُ بالقوة النفسية الكافية لنحسن التصرُف فى مثل تلك المواقف؟ هل نحنُ بالقوة النفسية الكافية لنسيطر على إحساس الخوف من المجهول؟