أغرب الضرائب المفروضة على مر التاريخ ، يعد فرض الضرائب من أكثر الأمور إثارة للجدل على مر التاريخ كما أنه من أكبر أسباب الصراع بين المواطنين والحكومات.
وعلى مر التاريخ أدى فرض الضرائب لحدوث حروب وثورات أو عقوبات قاسية جدًا لهؤلاء الذين حاولوا التهرب منها، وإلى اليوم تعد الضرائب من القضايا الشائكة جدًا، وقد شهد التاريخ الإنساني عددًا من التشريعات الضريبية التي لا يمكن للإنسان أن يتخيلها اليوم، مثل: ضريبة اللحية.
تم فرض ضريبة اللحية في الخامس من سبتمبر عام 1668م من قبل القيصر الروسي “بيتر الأول”، كانت الضريبة واحدة من أكثر الضرائب العجيبة في التاريخ، وعُرفت بالضريبة التصاعدية على شعر الوجه…
وكان نصها أن أي شخص يرغب في الاحتفاظ باللحية عليه أن يدفع للحكومة ضريبة، وبمجرد إعطاء المال للحكومة يتلقى الفرد عملة نحاسية كدليل على دفعه لتلك الضريبة الغريبة، يمكن للمتسول الفقير دفع اثنين kopeks، أما الأغنياء لابد من دفع مائة روبل.
وبالرغم من أن هذا التشريع الغريب لم يكن مُرحب به من قبل الشعب الروسي، ولكنه ظل قائمًا إلى عام 1772م، أي بعد وفاة “بيتر الأول” بسبعين عام.
ومن الغريب أيضًا أن الضرائب لم تكن وحدها الفعل الغريب الذي قام به بيتر الأول، فعند عودته من رحلته بأوروبا الغربية عام 1768م قام بعمل حفل استقبال للنبلاء وقام بقطع اللحى لهم، وبدأ بقائد الجيش الروسي.
في البداية أمر القيصر على كل فئات الشعب باستثناء رجال الدين والفلاحين الفقراء بحلق اللحى، ثم جاءت الضريبة بعد ذلك كرد فعل لهذا القرار الغريب.
كان بيتر الأول يريد التغير وكان يعتقد أن روسيا قد تخلفت عن الركب وأن اقتصادها زراعي فقط، فبدأ في إحداث ثورة شاملة في نظام التعليم الروسي وكذلك بالهيكل الإداري والعسكري لروسيا وكان الإصلاح نابعًا من الثقافة الأوربية، حتمًا أثارالجدل بأفكاره الغريبة ولكنه جلب إلى روسيا التنويرالأوربي.
وجاءت الضريبة في سياق أن الكنيسة كانت تعتبر حلق اللحية خطيئة وتقويض لصورة الإنسان الذي خلقه الله؛ فجاء بيترالأول ليخلف ذلك الاعتقاد، ومن الجدير بالذكر أن ضريبة اللحية لبيتر لم تكن الأولى من نوعها، فقد شرع هنري الثامن وإليزابيث الأولى تشريع مماثل في إنجلترا.
اقرأ أيضاً
المتحف المصرى الكبير .. عندما ينحنى العالم فى حضرة الأجداد