سينما

أفلام ستغير حياتك للأبد.. بقلم عبدالرحمن جاويش

أفلام ستغير حياتك للأبد
أفلام ستغير حياتك للأبد

أفلام ستغير حياتك للأبد ، قبل أي شيء وجب الاعتراف بخداع العنوان، فأقر لك أن الأفلام لا تغير الحياة، عزيزي القارئ أنا أقدرك لكنني لا أعرف تفاصيل حياتك، ولا يمكنني الجزم بتغييرها، ولا حتى بتغيير أي شيء من حولي.. ولكن هذه الأفلام ستغير من حالتك النفسية، وتجعلك في مزاج مختلف، خاصةً في وقتٍ طالت بك الجلسة في البيت.. لا يشترط أن يكون مزاج سعيد، لكنه على الأقل “مختلف”.

هذه أفلام بعيدة تمامًا عن أي صراع، عن أي ركض أو حركة، يندر وجود الرصاص والسلاح فيها، فحياتنا الآن حافلة بما هو أخطر..  و”قد” يساهم أحد هذا الترشيحات في تحريك ما ركد من أنشطة حياتك.

Pursuit of Happiness .1

تخيل أن تخوض رحلة مدته 120 دقيقة نحو السعادة، أن تدرك مفهوم الراحة بعد عناء طويل.. الفيلم هو سيرة ذاتية لرجل الأعمال الأشهر “كريس جاردنر” والتي أداها ويل سميث ببراعة معتادة عليه في عصور تألقه.. بدأ جاردنر حيات كرائد أعمال حين جمع مدخرات عائلته واستثمرها في جهاز متقدم لمسح العظام وإدراك الخلل فيها.. لكن الأطباء لم يجدوا فيه فرصة للاستثمار، على الرغم من المنفعة الحقيقية التي يقدمها هذا الجهاز، إلا أن سعره لم يتماشى مع حجم السوق.

وهذه الخطوة أثرت على حياة جاردنر، تسبب في طلاقه، ورعايته لولده بمفرده، تراكمت عليه الضرائب، عمل سمسارًا متدربًا في إحدى الشركات، لم يتقاضَ أجرًا حتى موعد نجاحه في الامتحان الخاص بالشركة.. واجه جاردنر العديد من الصعوبات بعد أن طرد من بيته واضطر لتحمل ما لا يُطاق حتى لا ينقل مآسيه لولده.. وفي النهاية يتم تعيين كريس في الشركة بعد لقاء مع مدرائه، يعتبر هذا اللقاء واحدًا من أشهر مئة مشهد في تاريخ هوليوود، فهو لحظة الخلاص.. ولحظة الوصول لوجهة السعادة التي انتقل إليها مشقتها عبر إلكترونات شاشة العرض.

After Life .2

جميعنا يعرف ما يحدث في حياته، ولدى بعضنا قناعات وأحيانًا تخمينات عما قد يجري بعد الموت.. ولكن ماذا سيحدث خلال عملية الانتقال؟ هذا سؤال مهم.

هذا الفيلم تدور أحداثه فيما قد نعرفه نحن بالبرزخ، وهو العالم التخيلي الذي تعلق فيه الروح بين الحياة والفناء، حيث يكون لدى الميت حق اختيار ذكرى واحدة يأخذها معه للعالم الآخر، ولديه أسبوع كامل ينتقي فيه من بين ذكرياته ما تبقى معه.

هذا الفيلم رحلة، لكنها ليست داخل الحياة، بل داخل نفس كل واحد منا.. هذا الفيلم عنك، أنت فقط.

Cast away .3

حبكة هذا الفيلم تشبه كثيرًا ما يحدث حولنا.. اعتدنا وجود دور العبادة فلم نقبل عليها، اعتدنا الخروج للشوارع فتقاعسنا عنه، اعتدنا كل شيء وألفناه حتى راح عنا فظهرت قيمته.. وهو تمامًا ما يظهر في معاناة “تشاك نولاند” المهندس الذي يسافر كثيرًا، والذي يعطي العمل أولوية على حياته الشخصية، حتى تتحطم به طائرة، ويكون هو الناجي الوحيد من هذا التحطم.

يفقد “تشاك” كل ما يمكن الاستغاثة من خلاله، لا يمتلك في هذه الحياة إلا غريزة البقاء التي جعلته يضرم النار بالاحتكاك ويصطاد السمك برمحٍ بدائية صنعه بنفسه، وأكثر من طرد خاص بشركة شحن وجد فيها كرة “نيلسون” تؤنس وحدته، وحذاءً أدرك أهميته.. وفي نهاية رحلة تشاك أصبح ممتنًا لكل ما أنجزته الحضارة البشرية، وأصبح يقدر قيمة أبسط الأشياء، كحذاء بسيط يحمي قدميه أو ولاعة توفر عليه ساعات من إضرام النيران أو شبكة تجعله يصطاد السمك بسهولة.. حتى كوب الماء عرف قيمته بعد أن أصبح الشرب من ثمرة جوز الهند ديدنه اليومي.

click

“كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري”..

هذه العبارة التي خطها الراحل أحمد خالد توفيق هي رسالة هذا الفيلم.. الذي يروي قصة “مايكل نيومان” المهندس الذي يريد تمرير الوقت بأسرع ما يمكن، لأنه لا يطيق صبرًا على مرور هذه الأيام.. وفي ليلة يحصل على أداة تحكم غريبة من نوعه، يمكنها التحكم في الوقت الحالي والمستقبل، لكنها لا تعيد الماضي أبدًا..

في البداية يعجب مايكل بهذه الأداة التي توقف الكون من حوله وتجعله يمرر أوقاتًا لا يرغب فيها.. لكنه يكتشف أن الأيام تمر دون أن يشعر بتفاصيلها، حتى السعيد منها.. يجد نفسه في وقتٍ قياسي قد مرر الكثير من سنوات حياته، تغيرت شخصيته، وشخصيات من حوله كذلك.. مرت الأيام ونسي أنها قطعًا من حياته.

يدرك في النهاية الدرس –باكرًا لا متأخرًا- أن التفاصيل السيئة ستصبح في النهاية جيدة، ستصبح ذكرى وموعظة، سينقلها لأبنائه، فالحياة تُعاش لا تُمرَر.

اقرأ أيضاً

إجراءات وزارة الثقافة فى مواجهة انتشار الكورونا

أعمال نقل الآثار للمتحف الكبير لم تتعطل رغم المنخفض الجوى

عبدالرحمن جاويش

كاتب وروائي شاب من مواليد محافظة الشرقية سنة 1995.. تخرج من كلية الهندسة (قسم الهندسة المدنية)..صدر له عدة رويات منها (النبض صفر،) كتب في بعض الجرائد والمواقع المحلية، وكتب أفكار العديد من الفيديوهات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.. كما دوَّن العديد من قصص الديستوبيا على صفحته الشخصية على موقع facebook وحازت على الكثير من الإشادات من القراء والكُتَّاب كذلك..
زر الذهاب إلى الأعلى