ثقافة وفنون

أفلام لن تصدق فشلها بشباك التذاكر

أفلام لن تصدق فشلها بشباك التذاكر.. تخضع عملية إنتاج الأفلام السينمائية للعديد من المعايير التي عادةً ما يكون أبرزها؛ شباك التذاكر بدور العرض، فيعد النجاح التجاري لأي فيلم حافزًا لجهة الإنتاج من أجل مواصلة عملها، فيما يأتي عزوف الجماهير بمثابة المؤشر السلبي وناقوس الخطر ، إلا أن الكثير من النقاد يرون في شباك التذاكر وحده عاملًا مجحفًا لتقييم العمل الفني بدليل نجاح بعض الأفلام تجاريًا، ثم تلاشيها مع مرور الوقت بسبب عدم الجودة في الوقت، الذي بقيت فيه أعمال خالدة رغم إخفاقها التجاري.

وهنا سنستعرض أمثلة لأشهر الأفلام المصرية التي فشلت في اختبار شباك التذاكر رغم نجاحها اللاحق:

الزوجة الثانية

فيلم الزوجة الثانية، هو صاحب المركز السادس عشر في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، وفقًا لاستفتاء النقاد عام 1996، والذي أخرجه المخرج الشهير صلاح أبو سيف عام 1967، بمشاركة كوكبة من النجوم مثل سعاد حسني، شكري سرحان، صلاح منصور، سناء جميل؛ وغيرهم.

ولاقى الفيلم فشلا بشكل غير متوقع على صعيد شباك التذاكر، بالرغم من الإخراج المتميز لصلاح أبو سيف والأداء المتقن لكافة الفنانيين، إلا أن الجماهير استقبلته بعد ذلك بشكل إيجابي للغاية، عند عرضه على شاشات التلفاز والفضائيات لاحقًا، رغم مرور 56 عامًا على عرضه.

شيء من الخوف

حصل فيلم «شيء من الخوف» على المركز التاسع عشر في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، والذي أخرجه حسين كمال عام 1969 عن رواية الكاتب الكبير ثروت أباظة بمشاركة نخبة من النجوم؛ مثل محمود مرسي، شادية، يحيى شاهين، محمد توفيق؛ وغيرهم.

وبرر الكثير من النقاد فشل الفيلم التجاري بالشائعات التي حاوطته قبل طرحه بدور العرض، من حيث وجود إسقاط بشخصية البطل «عتريس» على الرئيس جمال عبد الناصر، مما جعل الجماهير تعزف عن حضوره خوفًا من القبضة الأمنية المشددة وقتها، إلا أن الوضع اختلف بعد عرضه لاحقًا على شاشات التلفاز لتصبح شخصياته من العلامات المميزة في تاريخ السنيما المصرية حتى يومنا هذا.

الناصر صلاح الدين

احتل فيلم الناصر صلاح الدين المرتبة الحادية عشر في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، والذي أخرجه يوسف شاهين عام 1963، حيث رصد إحدى أهم الحقب التاريخية في فترة الحروب الصليبية، من خلال سيرة القائد صلاح الدين الأيوبي.

وتسبب الفشل التجاري للفيلم في أزمة مالية كبيرة لمنتجته آسيا داغر، بعدما استدانت من هيئة السينما، ورهنت عمارتها ليتم الحجز بعد ذلك على أثاث بيتها وشركتها لتصف الفيلم لاحقًا بالتجربة الإنتاجية المريرة، إذ كلفها مبلغًا قياسيًا في ذلك الوقت قيمته 200 ألف جنيه.

الأرض

جاء فيلم الأرض في المرتبة الثانية بقائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، والذي أخرجه يوسف شاهين عام 1970، ويعد من أبرز ما تم إنتاجه حول الفلاح والريف المصري من خلال قصة نضالهم ضد الإقطاع في الثلاثينيات من القرن الماضي.

وفشل الفيلم تجاريًا بشكل كبير رغم مشاركته في أكثر من مهرجان عالمي ونيله استحسان النقاد، حيث أثنى عليه الناقد الفرنسي الشهير مارسيل مارتان، عندما أشار إلى قدرة ذلك الفيلم على فتح باب العالمية أمام السينما المصرية.

وتم اختيار اللقطة الختامية التي شهدت سحل الفلاح محمد أبو سويلم (محمود المليجي)، أثناء تكبيله بالحبال كواحدة من أفضل المشاهد في السينما المصرية.

الحريف

الفيلم الحاصل على المرتبة الـ91 في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، والذي أخرجه محمد خان عام 1984.

وبرر النقاد فشل فيلم الحريف تجاريا، بعدة عوامل كان أبرزهم خيبة توقعات الجماهير في أحداث الفيلم، التي لم تكن كرة القدم محورها الأساسي، بالإضافة لاستخدام مخرجه محمد خان لكادرات جديدة على السينما المصرية في ذلك الوقت، علاوًة على عرض فيلم شادر السمك، الذي حقق نجاحًا تجاريًا عاليًا في نفس توقيته.

وتسبب فشل الفيلم في قرار بطله عادل إمام بعدم التعاون مع محمد خان مجددًا في الوقت، الذي أعلن فيه الفنان أحمد زكي عن ندمه الشديد بعدم خوض تجربة الفيلم وانسحابه منه في بداية التصوير، رغم إخفاقه في شباك التذاكر، مشيرا إلى ضياع فرصة ذهبية منه لإضافة عمل فني راقي إلى رصيده، حيث راهن على نجاحه لاحقًا، وهو ما حدث بالفعل واستمر حتى يومنا هذا.

بطل من ورق

يعد فيلم بطل من ورق، واحدا من أبرز أفلام الكوميديا الخفيفة في تاريخ السينما المصرية، والذي تم إنتاجه عام 1988 للمخرج نادر جلال.

وبرر النقاد فشل الفيلم التجاري بسبب عدم نجومية بطله ممدوح عبد العليم في شباك التذاكر، بعكس نجوميته في الأعمال الدرامية على شاشة التليفزيون خلال نفس المرحلة.

ولاقى الفيلم نجاحًا لافتًا عند عرضه على شاشات التلفاز والفضائيات لاحقًا، حيث لا تزال شخصياته رامي قشوع (ممدوح عبد العليم) وسمير أبو الحسن (أحمد بدير)، من العلامات الأيقونية المميزة لدى جيل الألفية الثالثة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يتعلق بالرسومات الساخرة «كوميكس».

عرق البلح

حصل فيلم عرق البلح على المرتبة الثامنة عشر ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية، حسب استفتاء لنقاد سينمائيين ومثقفين قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013، والذي تم إنتاجه عام 1999 للمخرج رضوان الكاشف.

وتعرض الفيلم لفشل تجاري ذريع إذ تم رفعه من دور العرض بعد مرور أسبوعين فقط، وذلك بالرغم من حصوله على الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج، وفوزه بجائزتين لمخرجه رضوان الكاشف وبطله محمد نجاتي بمهرجان السينما الفرانكفونية ببلجيكا عام 1999.

وبرر النقاد فشل الفيلم بالأجواء القاتمة لقصته التي تدور أحداثها في قرية صغيرة بصعيد مصر، يسافر جميع رجالها بحثًا عن لقمة العيش، فيما عدا الجد الأكبر وحفيده لتحل الكوارث بعدها على القرية في غياب رجالها، حيث رصدت كاميرا الكاشف الفقر المدقع الذي تعاني منه القرية وآثاره المختلفة على نسائها.

زر الذهاب إلى الأعلى