أقدم وسائل التعذيب والموت في التاريخ.. قبل الأخيرة أغربهم
كتبت/ فاطمة علاء
أقدم وسائل التعذيب في التاريخ.. ما لا يدع مجالا للشك، فالإنسان هو أكبر عدو لنفسه، لن تجد مخلوق في الكون قد ابتكر وأبدع وسائل يؤذي بها نفسه وبني جنسه كالإنسان، إنه أساس الشر والألم على هذه الأرض.
ولم يكن الإنسان الحديث وحده من سخر علمه وفكره لابتكار وسائل وطرق التعذيب الرهيبة، بل الإنسان منذ قتل قابيل هابيل وهو يمارس هذا الجبروت على بني جنسه دون هوادة.
والآن سنذهب في رحلة لأعماق التاريخ المظلم لنرى ما أنتجته يد البشر من وسائل للعذاب، والعقاب، والانتقام.
1- التعذيب
هو الإيذاء المتعمد المصحوب بألم بدني أو نفسي بغرض الحصول على معلومات أو ابتزاز أو اعتراف من الضحية، وبالتالي تمكين الإدانة، ويمكن أيضا أن يكون التعذيب هو العقوبة نفسها.
ويعود الاستخدام المنهجي للتعذيب في الإجراءات الجنائية إلى أقدم الحضارات، ويمكن العثور على مشاهد تصور التعذيب والعقاب البدني على آثار بلاد ما بين النهرين، والحضارة المصرية القديمة.
وقد تم العثور على السجلات الأولى للتطبيق القانوني للتعذيب لإثبات الشعور بالذنب أو البراءة في المدونة السومرية لأور نامو (قرب القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد)، وفي المدونة البابلية لحمورابي (قرب القرن الثامن عشر قبل الميلاد).
وتعتمد كلتا المدونتين على فكرة القانون الثيوقراطية التي تستدعي السلطة الإلهية، وتفسر القوانين على أنها إرادة الآلهة التي يجب على جميع الناس أن يطيعوها.
وفي اليونان القديمة، في عهد أفلاطون وأرسطو، تم الاعتماد على “الطبيعة” كأساس جديد للقانون. واعتبر اليونانيون أن القوانين من صنع الإنسان وقدموا مفهوم “الإنصاف” كأساس للقانون “الجيد”، بالإضافة إلى القوانين والعادات والشهادات وأداء اليمين، وتم استخدام التعذيب في إجراءات الإثبات.
كان التعذيب مخصصا للعبيد الذين اعتبروا أن كلماتهم ليست ذات قيمة أخلاقية: نظرًا لأن التعذيب كان يعمل على تحديد الحقيقة، فقد اعتُرف بالاعتراف الذي تم الحصول عليه بهذه الطريقة.
ويقول إدواردو جاليانو: “الغرض من التعذيب ليس الحصول على المعلومات، ولكن نشر الخوف”.
2- البندول
هي أداة مقوسة لها طرف حاد يشبه البلطة، يتم تثبيتها فوق الضحية، وتأخذ في الأرجحة ذهابًا وإيابًا مع الهبوط ببطء شديد على الضحية المقيدة عارية أسفلها، والتي تشاهد النصل الحاد هو يهبط بثقله ممزقا الجلد، متعمقا في كل لحظة، كنوع من الموت البطيء الذي كان يجبر الضحية على الاعتراف أو طلب الموت السريع.
3- المقصلة
اختراع دكتور جلوتين الرهيب أثناء الثورة الفرنسية، والمستوحى من أداة مماثلة كانت تستخدم في العصور الوسطى، وهي عبارة عن نصل حاد ثقيل الوزن، وفيها يتم تثبيت رأس الضحية بواسطة قطعتين من الخشب، وعندما يترك الجلاد الحبل، يهبط النصل الحاد مجتزا العنق.
وهي طريقة إعدام أكثر منها طريقة تعذيب، وهي تعرف باسم الصندوق في ألمانيا، وفي عصر النهضة الإيطالية كان يطلق عليها “مانا”، وفي انجلترا هاليفاكس جيبت أو البكر الاسكتلندي.
4- الماء الصيني
إن ما يُسمى “الأسلوب الصيني للتعذيب بالماء” هو أسلوب التعذيب الذي وصفه هيبوليتس دي مارسيليس (Hippolytus de Marsiliis) في القرن السادس عشر، والذي يفترض أنه يقود الضحية نحو الجنون نتيجة الضغط العصبي لتنقيط الماء على جزء من جبهته لفترة طويلة جدا.
5- الغليان
هي طريقة للتعذيب تنتهي بموت الشخص عن طريق غمره في سائل يصل لمرحلة الغليان، وقد استخدمت في أجزاء كثيرة من أوروبا وآسيا.
وغالبا ما يتم تنفيذ عمليات التعذيب المميت هذه باستخدام وعاء كبير مثل مرجل أو غلاية مُحكمة الغلق مملوءة بسائل مثل: الماء أو الزيت أو القطران أو الشحم. ونظام ربط وبكرة وتتدلى الضحية ببطء لتعاني أسوأ آلام الحرق.
6- زيت الخروع
يمكن استخدام جرعة كبيرة من زيت الخروع كعقاب مهين للبالغين، خاصة المعارضين السياسيين. وقد استخدمه المسؤولون الاستعماريون بمنطقة راج البريطانية في الهند للتعامل مع الخدم المتمردين، واستخدمه العسكريون البلجيكيون بجرعات كبيرة في الكونغو البلجيكية كعقاب لمن يدعي المرض كي لا يعمل بالسخرة.
والاستخدام الأكثر شهرة كعقاب جاء في إيطاليا الفاشية تحت قيادة بينيتو موسوليني؛ فقد كان زيت الخروع هو الأداة المفضلة التي يستخدمها الفرق الفاشية لتخويف وإهانة خصومهم.
وقيل إن هذه التقنية نشأت بواسطة “Gabriele D’Annunzio”، ويموت العديد من ضحايا هذه الطريقة بعد أن يصيبهم جفاف شديد نتيجة إصابتهم بإسهال مستمر.
7- الإخصاء
الإخصاء يستخدم بشكل متكرر لأسباب دينية أو اجتماعية ببعض الثقافات في أوروبا وجنوب آسيا وإفريقيا وشرق آسيا، وخاصة بعد المعارك. فيتم لإهانة الجثث أو لصنع نوع من العبيد الآمن القائم على خدمة الحريم.
في العصور القديمة، غالبًا ما كان الإخصاء يشمل الإزالة الكاملة لجميع الأعضاء التناسلية الذكرية. وهذا كان ينطوي على خطر كبير؛ فقد يؤدي إلى الموت بسبب النزيف أو العدوى، بينما كانت إزالة الخصيتين فقط أقل خطورة.
وفي بعض الحضارات مثل الإمبراطورية البيزنطية، كان ينظر إليه على أنه عقوبة توازي الإعدام.
8- المرشّة المعدنية
هي أداة تشبه إلى حد كبير المرشة التي كان يستخدمها الرهبان والقساوسة لرش الماء المقدس على رواد الكنيسة أو طالبي البركة، ولكنها لم تكن تمتلئ بالماء المقدس، بل يتم تعبئتها بالزيت المغلي أو الرصاص المنصهر، وتصب على الأجزاء الحساسة للضحايا أو على ظهورهم أو في حلوقهم ومعدتهم.
9- المخلعة
أداة عبارة عن لوح كبير موزع عليه كمية كبيرة من المسامير الحادة، مُتصل بأطرافه العديد من البكرات، يتم عن طريقها ربط أطراف الضحية، وسحبها، بأن يتم لف البكرات في اتجاهات متعاكسة تعمل على شد الجسم وإطالته بشكل عنيف حتى تتمزق العضلات، وتنفجر الأوعية الدموية، وتتصفى دماء الضحية التي تنشب في لحمها تلك المسامير الحادة.
10- شوكة الهراطقة
شوكة مدببة ذات طرفان حادان تنتهي بحزام جلدي، يُغرز الطرف الأول لهذه الأداة تحت الذقن، بينما يغرز الطرف الثاني تحت الرقبة ويثبّت أعلى القفص الصدري، ويُربط الحزام الجلدي حول الرقبة بإحكام، فلا يستطيع الضحية تحريك رأسه. وكلما غلبه الإجهاد ينشب الطرفان الحادان في لحمه، وهي كانت الطريقة الرئيسية لاستجواب المتهمين بالهرطقة والكفر في العصور الوسطى.
11- نازع الثدي
وهي أداة تشبه الكلابة، ولكنها بحجم ثدي المرأة، وهي مخصصة لتعذيب النساء المتهمات بالزنا والفجور، حيث يتم عن طريقها اقتلاع أثدائهن وهن أحياء. بأن يتم تقييد المرأة إلى جدار أو عامود، ويتم تثبيت نازع الثدي على أحد أثدائها، ويتم جذبه بعنف حتى يتمزق وينفصل عن الجسد. وأكثر من استخدمه كانت ماري تيودر ملكة بريطانيا، أو ماري الدموية كما كان يطلق عليها.
12- التابوت المعدني
عبارة عن تابوت أفقي معدني مصنوع من الحديد، مبطن من الداخل بخشب الفلين الذي يمنع نفاذ الضوء أو الصوت منه وإليه بغرض جعله كالقبر بالنسبة للضحية. وهو مكون من جزئين عند انطباقهما معًا يحتويان بسهولة جسد الضحية.
التابوت من الداخل عبارة عن غابة من المسامير الحادة، التي تم توزيعها بشكل احترافي، كي لا تخترق أي جزء حيوي من الجسم كالقلب أو المخ، كي يطول عذاب الضحية التي كلما مضى عليها الوقت زاد اختراق المسامير للجسد والنزيف.
وتم استخدامه في محاكم التفتيش بشكل واسع، وأطلق عليه الأندلسيين اسم تابوت العذراء؛ لأنه كان يتم تشكيله على هيئة العذراء مريم عليها السلام.
13- الأحصنة
في هذه الطريقة كان يتم ربط كل طرف من أطراف الضحية إلى حصان مختلف، ثم يتم حثهما على الركض بشكل مفاجئ في اتجاهات متعاكسة، ما يؤدي إلى تمزق الضحية، وانفصال أطرافها عن جسدها، وفي بعض الأحيان انقسامها إلى نصفين.
14- الكمثرى
هي أداة تشبه ثمرة الكمثرى، عند انطباق أجنحتها الأربعة عند تدوير مفتاح خاص في أسفلها، ولديها طرف حاد يساعد على غرسها في فتحة الشرج لدى المتهمين بالشذوذ واللواط من الرجال، وفي المهبل عند المتهمين بالزنا والفجور من النساء، أو في الحلق عند المهرطقين وأعداء الكنيسة.
وعن طريق إدارة المفتاح السفلي، تتباعد الأجنحة المعدنية ببطء ممزقة معها المنطقة المحيطة، ومسببة آلام لا توصف، وأضرار لا يمكن علاجها.
15- المنشار
هو أداة معدنية مسننة، لديها ذراعان من الخشب، يتم عن طريقها شق الضحايا إلى نصفين، بعد أن يتم تثبيتهم بالمقلوب، ويتم النشر ببطء ليتعذب الضحية أثناء شقه طوليًا، والذي يظل واعيًا لفترة كبيرة نتيجة وضعه المقلوب وتركز الدماء في رأسه.
16- الخازوق
قد تم ابتكار وسيلة التعذيب هذه على يد العثمانيين، وهي عبارة عن وتد خشبي لها رأس حاد، يثبت فوق الأرض، ويتم إجلاس الضحية عليه بعد تقييد يديه وقدميه ليخترق رأسه الحاد فتحة الشرج، لتنزلق عليه الضحية ببطء لتعاني من آلام مبرحة خاصة وأنه يتم توجيهه كي لا يخترق الأعضاء الحيوية: كالقلب والرأس والرئتين، فيخرج من الكتف الأمين ليطيل عذاب الضحية لأكثر من أسبوع.
17- عجلة السحق
هي مشهورة أيضا بعجلة كاثرين، وهي عجلة خشبية عادية جدا، ولكن استخداماتها ليس عادية أبدا، فعند تعذيب الضحية بواسطتها، يتم تثبيت الضحية بالحبال على حافتها المستديرة ودفعها من فوق منحدر أو جرف صخري أو جبل لتتهشم عظام الضحية ويتمزق لحمه.
أو يتم تثبيت الضحية فوقها بشكل أفقي، ويقوم جلاديه بتهشيم جسده باستخدام المطارق أو تمزيقه بكلاليب المعدنية، أو جلده بالسياط.
وأحيانا يتم استخدامها كوسيلة للشواء، بأن توضع فوق مصدر للنار ويتم تعليقها على قائم معدني، ليشوى الضحية حيا، وأحيانا يتم جلب الكلاب أو الذئاب والضباع لتتناول من لحمه المحترق.
18- الحمار الإسباني
هو وسيلة جهنمية أخرى من وسائل محكمة التفتيش، عبارة عن قطعة معدنية حادة على شكل رقم (8) ثمانية، يتم وضع الضحية فوقه عاريا، وربط أطرافه بأثقال تجذبه لأسفل، وببطء شديد جدا، يتسبب الجزء المعدني الحاد في شق جسمه إلى نصفين، وقد تستغرق هذه الطريقة من أسبوع إلى أسبوعين.
19- كرسي المسامير
يعتبر هذا الكرسي من أبشع ابتكارات محاكم التفتيش الإسبانية، وهو عبارة عن مقعد معدني مغطى بمئات المسامير، يتم توثيق الضحية فوقه فتخترق تلك المسامير جسده ببطء شديد نتيجة نقار المسامير.
وأحيانا يوضع فوق جسد الضحية أثقال لتخترقه المسامير أكثر، وفي بعض الأحيان كان يتم إشعال النيران أسفله، حتى تلتصق المسامير بالجلد، ليصل الضحية إلى عذاب رهيب لو ظل على قيد الحياة، وجلده يتمزق عند نزعه من فوق المقعد الجهنمي.