أمطري ياسماء على قلوبنا
أمطري ياسماء على قلوبنا.. قبل أن ينزل المطرُ على شوارع الأرض وطُرقاتها وجبالها وسهولها ووديانها ومزارعها ومبانيها وعُمرانِها فإنه قد نزل على قلوب البشر أولًا.
يختلف استقبال المطر بين جميع الناس كل على حده؛ منهم من يخرج من بيتِه أثناء هطوله ليقف وينظر إلى السماء ويتمنى أمنيته المعهودة التي لطالما انتظر تحقيقها وتمناها، ومنهم من يقف تحت قطراته ويبكي بين مزيج من الفرحة والرجاء والألم ويتمنى لو أن يغسل المطر همومه وآلامه.
يُلهم البعض بأفكار تأملية وأسرار دفينة امتلأت بالجمال الخلاب عن هذا الكون البهيج الفسيح. كذلك يُحبه الأطفال، فدائما ما يعاملونه على أنه زائر لطيف وضيف مرحب به بشدة.
إنني أعتبر هذا المطر هو أهم شيء مُلهم في الوجود، يُشعرني بلحظات الصفاء والسلام النفسي التي أخرج إلى ساحاتها هربا من ضغوط الحياة، وحينما يتوقف عن الهطول أودع قطراته الصغيرة الأخيرة كأنها من صويحباتي الفاتنات.
إنه شفاء القلوب، يمسح عليها ويُضمد جراحها ويجدد بها الأمل، فما أجملها نعمة أبدية متناهية الجمال، فإن جاءك المطر ياصديقي فاتح له ذراعيك، فما دُمت تحصد الخير الوفير فما دامت يدك ممدودة.
كتب- أحمد حلمي الدقدوقي