المرأة

أم لأول مرة

أم لأول مرة

أم لأول مرة رحلتي من شخص مُنفرد يحيا بسلام إلى كوني أُم لطفل جميل مليئة بالتغييرات والمغامرات التي أخذت مني الكثير وأعطتني الكثير والكثير، قد تبدو الكلمات بسيطة وروتينية للغاية، فالطبيعي أن تمر كل أنثى بهذه المراحل تباعًا طفلة ثم مراهقة فأنثى ناضجة لعروس متزوجة حديثًا وبعدها المرحلة الأطول وهي الأمومة.

نعم هي مراحل طبيعية تمر بها كل أنثى، لكن هل نعرف هذه المراحل حقًا؟ هل تعرفنا على تفاصيلها وعلى المشاعر التي نمُر بها؟ هل واجهنا أنفسنا بما لنا وما علينا؟ هل أخذنا من عمرنا وقت لنفكر بما نحيا؟!
قد تكون الإجابة نعم وقد تكون لا، ومع ذلك دعوني اتفق معكم أن ما ستقرؤونه خلال هذا الكتاب الكثير والكثير من المشاعر التي لم تجرأ العديدات منا على مناقشتها أو التعبير عنها مع من حولها.

خلال هذا الكتاب سوف أخذكم في هذه الرحلة من بدايتها لتتعرفوا بعيون قلوبكم وعقولكم ما نمر به خلال هذه الرحلة من الفرحة، الخوف، القلق، المسئولية، العصبية، الهروب، الاستغاثة، والكثير من هذا، فاستنشقوا نفس عميق، اختاروا كرسي لطيف واستعدوا لتعيشوا معي هذه التجربة الرائعة بكل ما فيها من حب وأمل وألم.

أم لأول مرة البداية..

دعونا نأخذ الرحلة من أولى مراحلها من بداية الطريق بل من أول ثانية بها، وهي اللحظة التي علمت فيها أنني سأكون أم لأول مرة، ظهرت نتيجة الاختبار وهي إيجابية، مرت اللحظات الأولى وكأنها دهور من الزمن، تجمدت أنا سعيدة ومصدومة في نفس الوقت، لم أعرف ماذا علي أن أفعل الآن لكن ما فكرت به هو اخبار زوجي وأمي وأبي وهذا ما حدث.

بدأت اخبارهم عبر الهاتف وكانت هناك الكثير من الفرحة والمباركات والتهاني، أنا سعيدة حقًا سأكون أم، سيكون هناك طفل لي، أنا أشتاق كثيرًا لبنت أختي، مع كل زيارة ألعب معها كثيرًا ونقضي الكثير من الوقت المُمتع الذي جعلني أشتاق لأكون أم، حسنًا إذا سأكون أمُ رائعة، أليست الفتاة سعيدة في الأوقات التي أكون فيها معها، أليست تشتاق إلي وإلى أوقات لعبنا، حسنًا فلا داعي للقلق سأكون أمُ رائعة.

لكن كيف سأكون أم أنا لا أعرف شيء عن الأطفال وعن تربيتهم ومسئوليتهم، استقبلت التهاني والمباركات من الجميع لكن لم يقول لي أحد ماذا علي أن أفعل؟!

أم لأول مرة

كيف أُحضر نفسي لأكون على قدر المسئولية لهذا الطفل؟!.. ماذا علي أن أفعل؟ حقًا لا أدري.. على الأقل ما هي أولى الخطوات، أنا علي أن أهتم بهذا الطفل من هذه اللحظة حتى يولد بصحة جيدة، أسئلة كثيرة بدأت تعصف بعقلي ولا أجد لها إجابة.

مع الأسف لم يكن هناك بالدراسة أي مواد دراسية عن كيف أكون أم جديرة بنعمة الأمومة، لم يجلس معي أحد ليقول لي كيف أكون أم جيدة لطفلي القادم، ماذا سيحدث لي خلال فترة الحمل، كيف علي أن استعد، ماذا علي أن أهتم به، ما يجب فعله ولا ما يجب، ما هي الأشياء التي علي أن أكون حذرةً منها.. لم يقل أي أحد أي شيء قبل الآن.

بالطبع هُناك استعدادات علي أن أقوم بها، وأولها أن أذهب للطبيب مُتخصص في مراحل الحمل والولادة، إن هذا حقًا شيء بديهي لا أحتاج أحد كي ينبهني إليه وقد كان.

اخترت طبيب على سمعة طيبة، وأهم ما كنت أبحث عنه في هذا الطبيب هو الحديث، أريد طبيب قادر على الحديث معي وإعطائي كل المعلومات التي أحتاجها والإجابة على أسئلتي التي أنا على يقين من كثرتها، فأنا شخص فضولي للغاية، وهذا ما أنقذني وشكلني.

اقرأ أيضاً

الإجهاد قبل الولادة يمكن أن يؤثر على دماغ الطفل

5 نصائح تجعلك أمرآه واثقه من نفسها

زر الذهاب إلى الأعلى