طلاسم

أنثوني أركرايت الوحش منعدم القيمة

بقلم: محمد جمال

أنثوني أركرايت الوحش منعدم القيمة

ما هي قدرة الإنسان الحقيقة على ارتكاب الشر؟ بل ما هي حقيقة قدرته على إخفاء رغباته الدفينة لارتكابها؟ هل حقًا جميعنا أحيانًا نرغب في القتل، في السرقة، أو حتى في التعذيب؟ هل نحن كبشر نمتلك هاجسًا دفينًا راغبًا في ارتكاب كل ما نشتهيه من ألم؟

 

أسئلة كثيرة ولا إجابات، ولكن ربما ما سأقصه عليك يحمل إجابة ما بين طياته:

في اليوم السابع و العشرين من أغسطس عام 1988 تم طرد الشاب أنثوني أركرايت من عمله في جنوب يوركشاير، كان في الواحدة والعشرين من العمر وقتها، كان الطفل الخامس من مجموعة أطفال تخلت عنهم والدتهم، بعدما قيل أنها في الواقع أخت أبيهم، أما والدهم فقد كان عاملًا في منجم.

 

قضى أنثوني معظم طفولته متنقلًا بين منازل الرعاية، ولم يكن أبدًا طفلًا نجيبًا في المدرسة، وكان شخصية تنمرية يستمتع بإيذاء من حوله.

لكن بعد طرده من العمل قرر أن يحطم كل المقاييس الممكنه، حيث بعد طرده مباشرةً عاد لمنزل العائلة حيث كان يعيش جده ذو الثمان وستين عامًا مع السيدة التي تعتني به، وهناك طعن جده بوحشية مسببًا إصابته بالشلل، ثم جر جسده إلى مكان خفي حيث انهال على رأس جده بمطرقة تزن 6 كيلوجرام، ثم سرق ما يحتفظ به جده من مال بعدما قتل المرأة المسئولة عن رعايته إلسا كرودانيت ذات الثلاثة وسبعين عامًا، حيث عثر على جثثهم في المنزل بعد ستة أيام من قتلهم.

 

خرج أنثوني من المنزل، لم يكن قد شبع من شهوة القتل بعد، لذا اتجه إلى منزل جاره رايموند فورد، والذي كان دائمًا ما يضايق أنثوني، وكان فورد دائمًا ما يبلغ الشرطة حول عمليات سرقته السابقة، لذا اعتبر أنثوني ذلك انتقامًا، وفي الساعة الثالثة صباحًا يوم 28 أغسطس دخل أنثوني شقة فورد عاريًا بالكامل ثم طعنه 500 طعنة قبل أن  يعود إلى منزله في النهاية ويستحم بعدما سار وسط الشوارع يقول أنه ارتكب جريمة قتل.

 

في اليوم التالي عثرت الشرطة على جثة فورد وتم القبض على أنثوني، وبعد تحقيق استمر معه ثلاثة ساعات، تم إطلاق صراحه بضمان محل إقامته على أن يحضر جلسة محاكمته في الأسبوع التالي، لكن الفتى المختل كان يسير ضاحكًا ومستغربًا حول كيفية سماح الشرطة لقاتل مثله بالسير في الشوارع مجددًا!

 

وفي يوم التاسع والعشرين اقتحم منزل جاره المقعد ماركوس لاو وقتله على كرسيه المتحرك بعدما طعنه سبعين مرة، ثم انتزع عينيه ووضع مكانها سجائر، قبل أن يذهب لمنزل والدة ماركوس ويخبرها حول قتله لابنها الوحيد.

تم القبض عليه من جديد ليعترف بارتكابه أربعة جرائم، مما دفع الشرطة للذهول وإقامة بحث شامل عن جرائمه الأخرى، وفي المحاكمة كان دائم الصراخ والشكوى حول كونه لا يحصل على الإهتمام الذي يستحقه كسفاح، وبعدما خدع أطباء السجن وادعى الجنون تم إيداعه بمستشفى رامبتون للأمراض العقلية، ولكن أطباء المستشفى كشفوا زيفه وقالوا أنه أعقل شخص في المستشفى، ليتم بعدها إعادة محاكمته ويحصل على حكم بالسجن مدى الحياة.

 

ويتركنا في النهاية متسائلين عن حقيقة الدافع وراء جرائمه والتي لا تحمل أي معنى إلا في رغبة شيطانية للقتل ذاته، ولكن كشف الأطباء النفسيون في النهاية، أن أنثوي كان متعطشًا للشهرة، وراغبًا بأن يكون له قيمة ما، فقرر ان يتشبه بجاك السفاح ويحصل على قيمته وشهرته المرجوة المرغوبة بالقتل.

وهذا يتركنا في النهاية أمام سؤال آخر.. هل يمكن أن يدفع انعدام القيمة الاجتماعية الإنسان للتحول إلى وحش؟

المصدر
مصدر

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى