علم النفس

الآثار النفسية للحروب.. كيف تتخلص منها؟

الآثار النفسية للحروب.. تدخل الدول والبلدان في دائرة الصراع السياسي الكبير ليصل إلى حد الصراع المسلح، والذي له تأثير بالغ ومباشر على الحالة النفسية لهم.

الآثار النفسية للحروب

يتعرض صغار السن للكثير من الأضرار النفسية التي تجعلهم بدون ثقة، وتزرع الخوف والقلق والذعر في نفسيتهم، مع وضع معايشتهم لحياة غير طبيعية في الاعتبار، وهي الأصعب كحياة اللاجئين ولما فيها من مخاطر كعدم وجود أماكن مجهزة للإيواء، فتجدهم يسكنون الصحراء أو الخلاء.

والبعض من ميسوري الحال يسافر أو يهاجر إلى الخارج عن طريق قنوات غير شرعية كالبحار، وهنا يجدون مخاطرة قد يدفعون حياتهم ثمن لها، ثم بعد ذلك يواجهون شتات العيش بين عدم استقرار في الدراسة والعمل والمسكن وغيرها.

وقد تقودهم الظروف للتخلي عن التعليم ومعايشة الطفولة بكل براءتها، مقابل الحصول على لقمة العيش المُرة، ومصارعة الحياة ومكافحة الكثير من خطوط الانحراف التي قد تمهد ويضعف أمامها أطفال الحروب عن غيرهم، وهذا جراء اهتزاز ثقتهم بنفسهم وحرمانهم من الكثير من متع الحياة.

بالإضافة إلى تعرضهم النفسي لمناظر مرعبة ومخيفة مثل القتل والاستشهاد والدمار والتشتيت وقد يفقد الطفل أسرته في تلك الحرب، فيصبح في يوم وليلة وحيد بلا مأوى أو عائلة.

تأتي مرحلة أكبر وأخطر وهي تبعات ذلك التأثير النفسي عند الطفل عندما يكبر ويمر بمرحلة المراهقة ثم الشباب، فمن الممكن ظهور أمراض عصبية ونفسية كثيرة لديه، مثل الذعر والخوف الشديد من الصوت المرتفع، التبول اللاإرادي، الاكتئاب والحدة في رد الفعل والعصبية.

بالنسبة للكبار الوضع مختلف لأن عليهم عبء كبير في تحمل المسؤولية، لبث الطمأنينة والأمان في نفوس المحيطين والمقربين، ويصبح الشخص الواحد قريب للعديد من الأسر التي فقدت ذويهم، وتم تشريدهم بين البلدان وإلحاقهم بالخسارات المادية والمعنوية والنفسية الكبيرة التي ربما لا تقدر بمال ولا تعوض، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالعرض والأمان، فالوطن يعتبر العرض والأمان، لحظات الخوف لن تمحى ولن تنسى من ذاكرة الذين عاشوا فترات الحرب.

كيفية التخلص من الآثار النفسية للحروب؟

يجب وضع الصغار تحت رعاية نفسية وتأهيل نفسي ومعنوي لمعرفة رواسب تلك الحروب ومدى تأثيرها السلبي عليهم، ووضعهم تحت الملاحظة ليتم التعرف على أبعاد ذلك الألم الذي لديهم، فيجب الأخذ في الاعتبار شخصية الطفل الذي سيتم التعامل معه، وأخذ فكرة عن طباعه وهل هو صبور أم متسرع وهوائي؟

وكيف تغيرت حياته هل كان يعيش في ترف ثم تحول إلى فقر؟، وأكثر شيء يخاف منه وما هو تصوره عن الحرب.

كل هذه المعطيات لا بد من معرفتها، ليتم التعامل مع الحالة بشكل إيجابي، والوصول لحلول فعالة.

بعد ذلك يأتي دور المحيطين به لتقويمه، وإرجاع الطفل لممارسة حياته الطبيعية من الالتحاق بصفوف التعليم، والعودة لممارسة هوايته المفضلة، وليس هذا فحسب بل يجب على الأهل والمحيطين أن يجعلوه يتقدم ويكن من المميزين حتى ترجع إليه تلك الثقة التي فقدها، وذلك الإحساس بالفرح.

الكبار الأكثر حظًا عليهم نسيان أو تناسي تلك الأحداث، وجعل الحنين للوطن إن كانوا خارجه مصدر للقوة وللتقدم، لحين العودة إلى وطنهم بكل سلام، لا يجب أن تتخاذل عن أداء دورك في طلب والسعي للرزق، وتحقيق الحياة العملية والمهنية على أعلى مستوى.

تغيير نمط الحياة والتجديد في الروتين اليومي سيشعرك أنك في عالم جديد، والاقتناع بأنها محنة وستمر سريعًا، ما سيجعلك أفضل حالًا.

المصدر:

جورية فواز، صدمة الحرب

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى