تاريخ

الإنفلونزا الروسية 1889 : الجائحة القاتلة التي لم يأخذها أحد على محمل الجد

الإنفلونزا الروسية 1889 : الجائحة القاتلة التي لم يأخذها أحد على محمل الجد
من وجهة النظر الأمريكية لم تكن الإنفلونزا الروسية 1889 شيئًا يدعو للقلق، تعرضت العاصمة الروسية للإصابة وتم إصابة نصف السكان بها ودخل الوباء لأوروبا سريعًا وإلى الجزر البريطانية وأصيب أعظم القادة الروس وقيصر روسيا وملك بلجيكا وإمبراطور ألمانيا، ولكن الأمريكيين كانوا بأمان.

في غضون بضعة أسابيع أنتشر الوباء في كل جزء بالأرض تقريبًا، بدأ العلماء يلاحظون الطرق الرئيسية وخطوط السكك الحديدية، وقالوا أن المرض انتشر كنتيجة للاتصال البشري وليس بواسطة الرياح أو غيرها، وقالوا أنه الناس إذا توقفوا عن الانتقال من مدينة لأخرى وبلد لأخر فإن سيكون من السهل وقف انتشار الوباء، وغالبًا ما يُشار اليوم إلى الأنفلونزا الروسية باعتبارها أو جائحة إنفلونزا حديثة.

دخول الإنفلونزا الروسية 1889 أمريكا

علم الأمريكيين لأول مرة بالوباء في ديسمبر 1889م وغطت الصحف حصيلة المصابين في العواصم الأوروبية وروسيا، وبعد ذلك بدأ الأمريكيين في الإعلان عن حصيلة أعداد المصابين بشكل شبه يومي، و لم تحدث الأخبار ضجة في الولايات المتحدة ولم تثر الذعر ولكن مثلما سمحت خطوط السكك الحديدية بانتقال المرض عبر أوروبا سمحت البواخر بانتقال المرض عبر الأطلسي.

أصبح نيويورك والمدن الساحلية الأخرى أكثر المدن إصابة، ظهرت الإصابة أولًا لدى أسرة مكونة من 7 أفراد تتراوح أعمارهم من 14-50 عام، قالت التقارير أن الإصابة بدأت بقشعريرة وصداع مفاجئ تبعهم التهاب بالحلق والتهاب بالحنجرة والشعب الهوائية، وبشكل عام كانوا يعانون من نزلة برد.

في البداية لم يبدي مسئولي الصحة أهمية بالمخاطر بحجة أن الإنفلونزا الروسية سلالة خفيفة بل أنكر البعض وصولها لأمريكا من الأساس وقالوا أنها نزلات برد عادية، وتعاملت الصحف معها على أنها غير مميتة .

ولكن يوم 28 ديسمبر تم تسجيل أول حالة وفاة لشخص بالغ من العمر 25 عام في ماساتشوستس وارتفعت حصيلة القتلى وبدأ الأمريكيون يأخذون الوباء على محمل الجد، في الأسبوع الأول من يناير 1890م سجلت ولاية نيويورك رقمًا قياسيًا جديدًا بفصل الشتاء وبلغ عدد المصابين  1202 مصاب، وكشفت الأرقام عن ارتفاع مذهل في أعداد الوفيات الناجمة عن أمراض ذات صلة.

بعض الإصابات الأكثر تضررًا كانت تعاني من مشاكل بالرئتين وأمراض القلب ومشاكل بالكلى، وفي حالات كثيرة تحولت الإنفلونزا إلى التهاب رئوي سريعًا.

انتشار الوباء غربًا

انتشر المرض في الداخل كما حدث في أوروبا، عبر شبكة السكك الحديدية الكبيرة، في قطارات العمل كان أكثر من نصف الناس يسعلون ويعطسون ويضعون المناديل على أنوفهم وعيونهم، ولاحظ العلماء في جميع أنحاء البلاد ارتفاع الطلب على مركب الكينين ” quinine” واقترحته السلطات كعلاج محتمل بالرغم من تحذير المجلات الطبيبة منه

بحلول فبراير 1890م وفقًا للروايات المعاصرة اختفى الوباء لحد كبير في الولايات المتحدة وسجلت نيويورك عدد أكبر من الوفيات 2503 حالة وفاة وبلغ إجمالي الموتى من الأمريكيين 130000 وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي من بين مليون شخص حول العالم.

ولكنها لم تنتهي بالكامل وعادة في سنوات لاحقة ولكن لحسن الحظ كان جزء كبير من السكان مُحصن، واليوم تم نسيانها تمامًا وطغى عليها الإنفلونزا الأسبانية الأكثر فتكًا عام 1918م .

اقرأ أيضاً

قصة وحش جيفودان

هاجر طلعت

طالبة دكتوراه تخصص إعلام - تكنولوجيا الصحافة أحب التدوين وكتابة المقالات شاركت في تأسيس عدد من المواقع العربية مهتمة بالزراعة المنزلية والتصميم والقراءة والتصوير .
زر الذهاب إلى الأعلى