علم النفس

الاكتئاب الذهاني والتغلب عليه في الطب النفسي

الاكتئاب الذهاني والتغلب عليه في الطب النفسي
يوجد الكثير من أنواع الاكتئاب المتباينة، نفتح ملف شائك في الطب النفسي يخص الاكتئاب الذهاني ، والذي هو من أخطر الأنواع التي تؤثر على الشخص وقد تؤدي بانتهاء حياته.

ماهية الاكتئاب الذهاني

يوصف الاكتئاب الذهاني بأنه الأخطر والأقوى فتكًا بنفسية الإنسان، وهو من الأنواع الشديدة الخطورة والحادة، والذي تكون أعراضه واضحة في الاضطراب العقلي والذهني، من عدم تحكم في الأفكار الطارئة والغريبة، والهذيان والهلاوس الغير منطقية، وليست بعقلانية، وبعيدة عن السيطرة العقلية.

وفي تلك الحالات الصعبة ومع وجود الأعراض الخطيرة؛ فقد يوجب ذلك التدخل العلاجي وفرض حراسة على هذا الشخص، نظرًا أنه قد يشكل خطرًا على نفسه وحياته، وقد يتطور الأمر ليصل إلى الضرر على من حوله من المحيطين، فإن كانت أم ومعها أطفال صغار أو زوج ولديه زوجة، أو شاب مع والدته، فقد يصاحب ذلك أذية بدنية لهم.

لا يكون هذا النوع مخفي أو سرًا بل يكون من النوع الظاهر والذي يشكل سهولة لدى الأطباء في التعامل، وتلقي العلاج لكنه صعب في عمق الحالة، التي تصل في بعض الأحيان لانفصام الشخصية بشكل تام، وهو ضرب من ضروب الجنون العقلي، وقد يحتاج لمصحة عقلية ونفسية وعصبية، وعناية مشددة ورقابة فعالة من الطاقم الطبي، وذلك لرعايتهم بشكل فعال، و وقوعهم تحت الملاحظة على مدار الساعة.

قد يواجه الأطفال هذا النوع من الاكتئاب في حال تلقيهم صدمة كبيرة، والمؤسف أن الطفل الذي يتم إصابته بالاكتئاب الذهان فإنه يصاحبه بصورة أو بأخرى، ويظل مطارد له بين طفولته لحين المراهقة ثم شبابه، وقد يختفي فترة ما في حياته ثم يعود لطارده من جديد، لكن في عمر متقدم يكون ظهور الأعراض في فترات الصدمة أو الغضب والعصبية.

تختلف الهلاوس التي تصاحب هذا النوع بين السمعية أو البصرية وقد يكونان النوعان معًا، فتكن الهلاوس إما أصوات وتخيلات مسموعة، أو مرئية تهيأ و يتم تخيلها في العقل الباطن وتترجم في صور أشخاص وأحداث.

طرق علاج الاكتئاب الذهاني

للأسف الشديد هذا المرض النفسي الخطير حدته تفوق التوقعات العلاجية والدوائية، فيصبح الشخص المريض عرضة لتحمل ذلك المرض طول حياته أو لفترات طويلة لحين وفاته، يمكن أيضًا أن يواجه مصير إقامته الدائمة في المصحات النفسية والعقلية.

لكن إذا تم اكتشافه مبكرًا قبل تأثيره الدماغي العميق على كافة أجزاء العقل، وقبل سيطرته على الذهن والتفكير، واستحواذه على العقل، ويبدأ بالتخبط والتشتت الذهني، فقبل هذا قد يكون الشخص مؤهل لتلقي علاج فعال، فيمكن السيطرة عليه ببعض الأدوية، وعودة العقل للتحكم بالأفكار عن طريق التخلص من تلك المؤثرات العقلية المشتتة، ويجب على الشخص أن يكون تحت رعاية وعناية من المقربين منه.

ويختلف مم شخص لآخر أبعاد ومسببات ظهور المرض عليه، فمنهم من حصل له ذلك جراء وقوعه تحت صدمات عصبية، أو حوادث مريرة جعلتهم في صدمة ذهنية حادة للغاية، ويجعل العقل في حيرة من أمره فلا يستطيع استيعاب تلك الخسارة أو الكارثة الكبرى التي حدثت له.

الإيمان الداخلي واتخاذ أسلوب توقع الأسوء دائمًا بدون تشاؤم، لكنه أسلوب تحليلي عملي يعمل على وضع تنبؤات مستقبلية سيئة، وهذا يجعل عند حدوثها يكون وقعها وصدمتها أقل بكثير من أن تحقق بدون أدنى توقعات، فعندما يكون لديك مريض توقف وفاته وفقدانه في أي لحظة، وعندما يحين ذلك الموعد ستكن مهيأ نفسيًا ومجهز عصبيًا لتلقي ذلك بنوع من الراحة الذهنية، بخلاف الصدمات الفجائية التي تكن موجعة للعقل والأعصاب.

المصدر: حلقة للدكتور عبد الناصر عمر

اقرأ أيضاً

اختبارات نفسية للطلاب

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى